2022-06-03 الساعة 10:45م (يمن سكاي - يمن شباب)
قالت تقارير امريكية "إن تمديد وقف إطلاق النار في اليمن، جعل اليمنيين يتنفسون الصعداء، وربما يقنع الفصائل المتنافسة بالسعي إلى سلام دائم"، وأعلنت الهدنة بعد ضغوط دولية على الأطراف اليمنية قادها المبعوث الأممي إلى اليمن "غروندبرغ" خلال الأسبوع الماضي.
موقع "يمن شباب نت"، رصد تعليقات الصحافة الأمريكية على تمديد الهدنة الأممية لشهرين إضافيين، واعتبرت أن ذلك ربما يمهد للسلام، في حين أن صمود الهدنة رغم الخروقات يعطيها أهمية مضاعفة، ودعت خبيرة دولية إلى عقد مؤتمر سلام شامل.
واعتبرت افتتاحية موقع «Christian Science Monitor» بأنه بالنسبة لما كان أحد أطول الحروب الأهلية في العالم، فإن السلام يعني الآن أكثر من، مجرد غياب الصراع. فعلى مدى الشهرين الماضيين، جلبت الهدنة في اليمن فوائد ملموسة، مثل إمدادات الوقود والرحلات التجارية وشحنات المساعدات إلى السكان الذين كانوا على وشك المجاعة الجماعية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز غروندبرغ، الذي ساعد في التفاوض على وقف إطلاق النار المؤقت، "تمثل الهدنة تحولًا كبيرًا في مسار الحرب". حيث انخفض الخوف في أوساط المدنيين بشكل كبير منذ بدء الهدنة في 2 أبريل، كما أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، "تم إنقاذ آلاف الأرواح مع انحسار القتال".
ووفق الموقع الأمريكي "لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الهدنة ستصمد وتجدد الوعد بالوحدة الديمقراطية الذي بدأ في اليمن خلال الربيع العربي 2011"، لكنه اشار الى أن "من أهم التنازلات التي قد تقود للسلام في اليمن، هو إقالة الرئيس اليمني السابق، عبد ربه منصور هادي، وتشكيل مجلس رئاسي عريض القاعدة في أبريل/ نيسان".
وأضاف: "وعلى الرغم من أن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لم ينضموا إلى المجلس، فإن تمديد الهدنة يمكن أن يؤدي الآن إلى محادثات حول تسوية سياسية".
ووفقا للتقرير، فاليمن هي أفقر دول العالم العربي وواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وأسفرت الحرب، التي بدأت عام 2014، عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، ومع ذلك فقد أوجد تجديد الهدنة الآن لوحة للفصائل اليمنية لرسم تفاصيل سلام دائم، حيث ومع إحياء الحياة المدنية الطبيعية، قد يكون الشعب اليمني هو من سيظهر أن السلام هو احتمال ملموس.
من جانبها أشارت مجلة فورين بوليسي «Foreign Policy» بأن جهود تمديد الهدنة جاءت في وقت أصبح فيه الأمن الغذائي مصدر قلق أكبر في أعقاب الحرب في أوكرانيا، حيث يعتمد اليمن على القمح الأوكراني في ثلث إمداداته.
ونقلت المجلة فيران بويج، عن مدير منظمة أوكسفام في اليمن، قوله إن منظمات الإغاثة طلبت التمديد "لتجنب خطر إجبار ملايين اليمنيين على الجوع الحاد".
لا تزال تواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، ويعتمد 80 في المائة من سكانها البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية، بينما يعيش 58 في المائة في فقر مدقع، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.
مؤتمر سلام في اليمن
وقالت كيت كايزر، الخبيرة في شؤون اليمن وزميلة كبيرة غير مقيمة في مركز السياسة الدولية، لمجلة فورين بوليسي "إن استمرار الهدنة حتى الآن علامة مشجعة بالنظر إلى أن العديد من محاولات وقف إطلاق النار قبل الآن قد فشلت على الفور تقريبًا".
وأضافت "عندما تصمد الهدنة، فإنها تُظهر أن الأطراف المتحاربة الرئيسية تمتلك نظريًا القيادة والسيطرة على قواتها، وهو أمر بالغ الأهمية لإنهاء النزاع فعليًا".
وتوصي الخبيرة كايزر بعقد مؤتمر سلام في اليمن، يستضيفه المفاوضان الرئيسيان في الصراع، مبعوث الأمم المتحدة هانز غروندبرغ والمبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينغ، والذي من شأنه أن يجمع أعضاء من جميع أنحاء المجتمع اليمني لرسم طريق إلى الأمام، حسب تعبيرها.
وقالت: "مثل هذا المؤتمر من شأنه أن يبني على الحوار الوطني لعام 2014، والذي دعا إلى إصلاحات شاملة والتي ضمنت الحرب الأهلية التي تلت ذلك، عدم انطلاق تنفيذها على أرض الواقع".
وأشارت كايرز "هناك كل هذا السياق الغني لما كان اليمن قبل الحرب، فمن الخطأ حقًا التخلص من ذلك وعدم استخدامه في الواقع لصالحنا لتخفيف أكبر قدر ممكن من المعاناة، ولكن أيضًا ضمان أن هذه العملية تعكس بالفعل احتياجات الشعب اليمني، ليس فقط الآن ولكن في المستقبل".
ورحبت إدارة بايدن يوم الخميس بالتمديد في اللحظة الأخيرة للهدنة الهشة في اليمن، فيما قال وزير الخارجية أنطوني بلينكين إنها "خطوة مهمة أخرى نحو السلام وستجلب المزيد من الإغاثة لملايين اليمنيين".
وقال بلينكين عن التمديد لمدة 60 يوماً، "لدى الأطراف اليمنية فرصة للاستماع إلى مطالب الشعب واختيار السلام على استمرار المعاناة والدمار والحرب"، نحثهم على اغتنام هذه اللحظة المحورية لبدء عملية سلام شاملة.
وأشار إلى جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ ومبعوث الإدارة الأمريكية تيم ليندركينج، كما شكر حكومات المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وسلطنة عمان لتسهيل وقف القتال المستمر.
لماذا يهم ذلك؟
يرى موقع المونيتور «Al-Monitor»، بأن اهمية تمديد الهدنة، تنبع من حقيقة أن الاتفاق صمد على مستوى البلاد إلى حد كبير منذ دخولها حيز التنفيذ في 2 أبريل، وهو اليوم الأول من شهر صيام المسلمين في رمضان، برغم ابلاغ كلا الجانبين عن انتهاكات.
وأضاف في تقرير له بالقول "بأن الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة جعلت اليمن يتنفس الصعداء، حيث أدت حملة القصف التي تقودها السعودية وهجمات الحوثيين والأزمة الإنسانية الناتجة عن ذلك إلى مقتل ما يقرب من 400 ألف شخص وتشريد الملايين من ديارهم وترك أفقر دول العالم العربي يترنح على شفا المجاعة".
الخطوة التالية، بحسب الموقع هي أن تعمل إدارة بايدن التي جعلت إنهاء الحرب الأهلية في اليمن من أولويات السياسة الخارجية على إرساء وقف دائم لإطلاق النار بين الحوثيين والحكومة المدعومة من السعودية.
كما تدعو الهدنة إلى إعادة فتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز بجنوب غرب البلاد، حيث يحاصر الحوثيون منذ سبع سنوات، يحتاج مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في المدينة اليمنية إلى مساعدات إنسانية.