2022-07-15 الساعة 07:55م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
لم تشفع الهدنة "الهشة" المستمرة منذُ ثلاثة أشهر ونصف، للعناصر الذين استقطبتهم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران مؤخرا، ودربتهم على عجل، من الزج بهم في خطوط جبهات القتال الأمامية، وإجبارهم على محاولات تحقيق اختراقات ميدانية نحو مواقع الجيش في المناطق المحررة، راح ضحيتها المئات من أفراد الجماعة بين قتيل وجريح، دون تحقيق تقدم يذكر في أي جبهة.
ظلت مستشفيات صنعاء ومدن أخرى في مناطق نفوذ الميليشيا، تستقبل جثث القتلى والجرحى الحوثيين طيلة أشهر أبريل ومايو ويونيو وحتى يوليو، بحسب ما أكدته مصادر طبية لـ"المصدر أونلاين"، ووسائل اعلام الميليشيا، وذلك رغم الهدنة الإنسانية التي أعلنتها وترعاها الأمم المتحدة في اليمن ولم يلتزم الحوثيون بتنفيذ بنودها.
ودون الإشارة إلى زمان ومكان سقوط هذه العناصر، يواصل الإعلام الحوثي وبشكل يومي، كعادته منذُ بدء الحرب، الإعلان عن تشييع جثث في تلك المناطق، ويقول إن هذه العناصر قتلت بينما كانت "تؤدي واجبها في معركة الدفاع عن الوطن" في إشارة إلى مواجهات مع القوات الحكومية، التي تؤكد مراراً التزامها ببنود الهدنة وصدها لمحاولات الاختراقات الحوثية.
"465" جثة أعلنت ميليشيا الحوثي تشييعها منذُ بدء الهدنة، أي خلال (105ايام)، بينها "141"، في شهر أبريل، و"148" في مايو، و "126" في يونيو"، وأكثر من"50" جثة خلال النصف الأول يوليو الجاري، وفقاً لما نشره الاعلام الحوثي ورصده محرر "المصدر أونلاين".
وبهذه الإحصائية يرتفع عدد القتلى الحوثيين الذين تم تشييعهم خلال النصف الأول من العام الجاري، "2552" قتيلاً، أغلبهم سقطوا في جبهات مارب.
وبلغ إجمالي قتلى المليشيا خلال الثلاثة الأشهر الأولى من الهدنة (كشوفات التتبع ادنى الخبر) (415) عنصرا، وتوزعت جثثهم على المحافظات كالتالي: (238 صنعاء)، (49 ذمار)، (29 حجة)، (19 صعدة)، (18 عمران)، (16 إب)، (16 الحديدة)، (9المحويت)، (9تعز)، (8 ريمة)، (3 البيضاء)، (جثة الضالع).
ومن بين الـ "415" قتيلا "282" ضابطا (أكثر من النصف)، وزعت لهم الميليشيا رتباً صورية للزج بهم إلى جبهات القتال، وهم كالتالي: "2 برتبة لواء)، (8 برتبة عميد)، (15عقيد)، (29مقدم)، (55 نقيب)، (47 رائد)، (50 ملازم ثاني)، (57 ملازم أول)، (18 برتبة مساعد).
وأكدت مصادر طبية متعددة استقبال أضعاف هذا العدد من الجرحى الحوثيين في مستشفيات تلك المناطق، خلال الفترة ذاتها، مشيرة في أحاديث منفصلة لـ "المصدر أونلاين" إلى تراجع أعداد الذين سقطوا في المواجهات خلال الأشهر القليلة الماضية، إذا ما قورنت بنفس الفترة من العام الماضي، وأشهر ما قبل الهدنة.
وقالت المصادر "بشكل يومي نستقبل الجرحى في المستشفيات، وبين الحين والآخر نستقبل قتلى حوثيين في المواجهات المستمرة، وإلى جانبهم عدد من الجرحى".
وأشارت المصادر إلى توزيع اعداد كبيرة من الجرحى الحوثيين الذين سقطوا خلال الأسابيع الماضية إلى المراكز التابعة للميليشيا في تلك المحافظات.
ومنذُ بدء الحرب تبث سلطات الميليشيا مواكب قتلاها على قناة "المسيرة" يومياً لاستقطاب المزيد من المقاتلين من أقارب وذوي القتلى في جميع مناطق سيطرتها.
وعقب مراسيم التشييع اليومية تنشر قناة المسيرة الحوثية فيديوهات وثقتها لمقاتلين لقوا مصرعهم في المواجهات مع القوات الحكومية طوال السنوات الماضية، وتسمي ذلك "فواصل الشهداء"، بهدف استمالة أنصار الجماعة ودفعهم إلى جبهات القتال.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مطلع أبريل الماضي، عن هدنة إنسانية مؤقتة في البلاد، أبرز بنودها وقف جميع العمليات العسكرية بين قوات الحكومة المعترف بها دولياً وبين ميليشيا الحوثي في مختلف جبهات البلاد، وإيقاف الضربات الجوية للتحالف العربي الداعم للشرعية، إلى جانب وقف الهجمات الحوثية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية العابرة للحدود.
واستغلت الميلشيا الهدنة وتوقف غارات مقاتلات التحالف، لتحشيد المزيد من العناصر من مختلف مناطق سيطرتها، والزج بهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات القتال لاسيما المحيطة بمارب وتعز، وتزامن ذلك مع الدفع بعتاد عسكري كبير نحو تلك المناطق.