2022-07-18 الساعة 09:02م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
وإن كانت تلقب قبلاً بالعاصمة السياحية حيث تتميز بطبيعتها الخلابة في موسم الصيف الذي يكسو جبالها بالديباج الأخضر، فلا تعدو اليوم أن تكون واحدة من المحافظات التي يبحث المواطنون فيها عن متنفس خلال أيام عيد الأضحى.
وتكتظ مدينة إب مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، بمئات آلاف المواطنين من أبناء المحافظة ومحافظات أخرى، وتأتي مناسبات الأعياد وحتى المواسم السياحية أو الجمعة الأسبوعية، فيهرع العديد منهم إلى زيارة الحدائق والمتنفسات النادرة والمهملة.
وتتفاقم مشكلة غياب الحدائق والمتنفسات عن المدينة عاماً بعد آخر، يقول المواطن فيصل البعداني محاولاً وصف حال المواطنين في عيد الأضحى حيث يحاولون إيجاد وسائل للترفيه عن أهاليهم وأطفالهم في ظل غياب المتنزهات: "العيد في إب، رحلة متاعب ومحاولات يائسة لإسعاد أطفالنا وإدخال الفرحة إلى قلوبهم..).
ويضيف البعداني للمصدر أونلاين، قمت بزيارة حديقة "جرافة" بمدينة إب خلال عيد الأضحى، لم أستمتع بها، يحدثنا ولا تظهر على ملامحه أي علامات للرضا من الزيارة، فيقول: "هذه ليست حديقة، ولا تمتلك مؤهلات أو مواصفات حديقة، بالإضافة إلى الازدحام الخانق الذي تشهده الحديقة".
ويتابع: إب بشكل عام لا تملك حدائق أو مكان يتم فيه الترويح على الأهل والأطفال، إذ أن الحدائق الموجودة ليست حدائق حقيقة ولا توجد بها ألعاب كافية أو مساحة تؤهلها لاستقبال الزائرين، وما إن تجد نفسك في أي حديقة تحاول الخروج منها بأسرع وقت ممكن وتقرر بذات الوقت عدم العودة إليها من جديد، غير أنك حين تذهب لحديقة أخرى تجد ذات المشاكل ماثلة أمامك".
وتفتقر مدينة إب، للحدائق ذات المساحة والمواصفات المناسبة، حيث لا تزيد عدد الحدائق فيها عن أربع، أغلبها ما تزال بذات الطابع البدائي والقديم ولم يتم تأهيلها بالشكل المطلوب، في الوقت الذي تتواجد بعضها في أماكن غير قابلة للتطوير.
وفي اليوم السابع من أيام العيد (السبت)، زار المواطن "عبدالرقيب السلمي" حديقة السلام المتواجدة بالقرب من الصالة الرياضية بمحيط الاستاد الرياضي، غير أن ما وجده كان صادما، حد وصفه، فالزحام خانق، يجعل زيارتها أو استمتاع الأطفال بألعابها أمراً معقدا.
السلمي أفاد أنه تأخر في إخراج أطفاله طوال فترة العيد، منتظرا السبت، حتى يجد الفرصة المناسبة بعيداً عن الزحام ليستمتع أطفاله بناء على تجربة سابقة، حيث ذهب ثالث أيام عيد الفطر، وهناك كان الزحام شديداً، لكنه انصدم بواقع مغاير وكأن الجميع أجل زيارة الحديقة لليوم السابع.
وقال السلمي إنه قطع تذاكر لألعاب عدة لم يتمكن أطفاله من الوصول إليها نتيجة الزحام، وهو ما جعله يتحمل أعباء ثمنها.
وطالب الشاب "أيمن محمد أحمد" الجهات المعنية والسلطات بتبني مشروع لحدائق عامة وكبيرة، خصوصا وأن إب ذات كثافة سكانية وتعد عاصمة السياحة في البلاد. مضيفاً أنه من المعيب أن يأتي الزوار من مدن ومحافظات أخرى بغرض السياحة والتنزه ولا يجدون أبسط مقومات السياحة من حدائق عامة وأماكن يستريح فيها الزائرون.
وأوضح أن "إب حباها الله الجمال والطبيعة الساحرة فقط وهذا ما يجذب الناس إليها ولكن هذا الجمال الرباني جوهرة بيد فحام فلا الحكومات ولا السلطة محلية اهتمت بهذه المحافظة لتجعلها قبلة للسياحة في الأعياد وبقية أشهر الصيف".
من جهتها قالت أميرة عبدالله: "أتينا نفتهن ونرتاح مع الأطفال في الحديقة، رجعنا نبحث عنهم، ونخاف ضياعهم وسط هذا الزحام الذي لا يصدق".
وتابعت: "لا ارتحنا ولا قدرنا نخلي الجهال يلعبوا، وتساءلت: متى نجد حديقة سع الناس وتتسع للكل وفيها كل الألعاب؟".
نزهة ثمنها الحياة
في ثاني أيام العيد، توفي مواطن "محمد صالح الأحمدي" في حادث سقوط مروع لسيارته من أعلى جبل مشورة غرب المدينة، حتى قرية الركة أسفل الجبل، أثناء رحلة تنزه عيدية في المنطقة التي تتواجد فيها إحدى الحدائق.
شهود عيان، أفادوا أن المواطن توفي أمام ناظر أسرته والكثير من المواطنين الذين شكل لهم الحادث صدمة مروعة.
وطالب مواطنون ونشطاء في مدينة إب، السلطات المحلية بعمل سياج إسمنتي أو حديدي على حافة الجبل، وتوفير وسائل السلامة والحماية لمنع سقوط السيارات من قمة الجبل، أو إلزام مستثمر المتنزه في حال عجز السلطات المحلية.
تجمعات الشباب تنغص نزهة العائلات
في حديقة المحمول، جنوب مدينة إب، يركن شباب دراجاتهم النارية التي يعملون، ويجلسون في أهم أماكن حديقة الحيوان، وتأتي العوائل والنساء فلا يجدن أماكن مناسبة، ما يجبرهن على الخروج أو الانزواء في أماكن غير مناسبة.
حديقة الحيوان التي تعاني الفساد والإهمال وفق نشطاء، ليس فيها من الحيوانات سوى الاسم واللوحة، أما على الأرض، فلا حيوانات ولا متعة فيها سوى لموقعها الجميل والمناظر التي تزخر بها الطبيعة الخلابة للمنطقة، أما الحديقة فيوجد بها بعض قرود وأسد يكاد يسقط من الجوع وبعض السلاحف والمناظر التي لا تسر الزائرين.
في الحديقة تغيب وسائل الأمان والحماية الكافية، إذ شهدت خلال الأشهر والسنوات الماضية، تسجيل العديد من حالات العض والقضم لأصابع أطفال وأيادي مواطنين تعرضوا لعضات الأسد، وهو الأمر الذي تسبب بوفاة طفلة قبل أشهر قليلة.
اللجوء إلى حديقة "الحوبان"
مواطنون كثر من أبناء مدينة إب، وجدوا في السفر إلى حديقة "الحوبان" شرقي مدينة تعز، بديلاً مناسباً، يقطعون من أجله مسافة طويلة بسيارتهم أو يستقلون سيارات نقل، للوصول.
المواطن "صالح الأحمدي" قال إنه عانى خلال السنوات الماضية، من عدم وجود الحدائق الكبيرة والواسعة للترويح على أسرته، ما جعله يستفيد من أحد جيرانه والذي كان يذهب لحديقة "دريم لاند" بتعز، مؤكداً أنه ذهب إليها مجددا للعام الثاني على التوالي.
وأشار إلى أن كثير من زائري الحديقة من أبناء إب، وهو الأمر الذي يضع تساؤلات عدة للسلطات والجهات المعنية، في أسباب قطع الأهالي مسافة طويلة حتى يصلوا إلى هناك.