2022-09-26 الساعة 04:43م (يمن سكاي - )
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي إن إصرار واستمرار مليشيا الحوثي في إغلاق طرق تعز واستعراضاتها العسكرية الأخيرة نتيجة لعدم وجود رادعا حاسما لانتهاكاتها وتحديها لإرادة المجتمع الدولي وشاهدا على التراخي الدولي الممتد على مدى السنوات الماضية.
جاء ذلك في خطاب له بمناسبة العيد الـ60 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، وجهه لليمنيين في الداخل والخارج.
وهنأ العليمي في خطابه جماهير الشعب وأبطال القوات المسلحة والأمن بالمناسبة، وقال إن "ثورة 26 سبتمبر لم تكن موجهة فقط ضد نظام الحكم المتخلف، بل كانت من اجل الحياة والكرامة، والتفاعل الايجابي مع متغيرات العصر، بناء على تاريخنا العريق، الذي يريد الاماميون الجدد اعادة كتابته على اوجاع شعبنا، وتجريف هويتنا، حيث الامام هو الدولة، وظل الله على الأرض، والقرآن الناطق كما يدعون".
وأضاف: أن التعليم العصري، هو شر مستطير بالنسبة للإمامة القديمة والحديثة، كما ان صحة المواطنين هي خدمة ريعية، لا حق انساني منذ ان احال احد أئمتهم مستشفاً عامراً وسط صنعاء الى دار لسعادته، وصولاً الى اختبار جائحة كورونا الاخيرة التي حصدت الاف الارواح من خيرة ابناء شعبنا في ظل تمسك الجماعة الحوثية بخرافاتها بشأن المرض والشفاء".
واستعرض في خطابه أوجه الشبة بين الإمامة وأحفادها الانقلابيين، مضيفاً "لم تكن محض صدفة، أن انتقامات الإماميين الجدد ظلت تراودهم على مدى ستة عقود".
وأشار إلى "كفاح شعبنا اليوم وخصوصاً اهلنا المقهورين في صنعاء، والمناطق الاخرى تحت نيران الاماميين الجدد".
وخاطبهم: "ثقتنا بكم لم تخذلنا ابداً في أن المعركة المتجددة التي نخوضها معاً ستفضي الى نهاية مشرقة، انطلاقاً من مدينة عدن والمحافظات المحررة بعد هذه السنوات الموحشة من حياة شعبنا الصبور".
وتابع: "لقد قلنا على الدوام أن عدن تثبت يوماً بعد يوم وتجربة بعد أخرى، انها قاعدة للحرية والنصر، وملاذنا جميعاً لاستعادة التعاف، واستئناف الخطى، وان قلب هذه المدينة لا يخطئ ابداً بأن اليمن سيكون لجميع ابنائه دون إقصاء او تهميش".
وأكد العليمي أن الشرعية والقوى الجمهورية اليوم "أفضل مما كنا عليه غداة انقلاب المليشيا الحوثية واستيلائهم على مؤسسات الدولة، وسنكون أفضل واقوى في العام التالي، وحتى وان طوقت المليشيات مجدداً بعض المدن والقرى، لكنها لن تفوز بقلوب اليمنيات، واليمنيين، ولن تنتصر في نهاية المطاف".
وعن الهدنة الإنسانية، قال العليمي إن "الهدنة لم تكن هي الغاية وانما استجابة الى نداءات شعبنا والتخفيف من معاناتهم، بينما تصر قيادة المليشيات الحوثية على اغلاق طرق تعز ضمن عقابها الجماعي للمحافظات الرافضة لمشروعها الهدام، ومحاولة منها لافشال أي جهود من اجل إحلال السلام والاستقرار في البلاد".
وأضاف: "ولكني أؤكد لكم أن طرق تعز وغيرها من المحافظات ستفتح عاجلاً أم اجلاً بالسلم او بالإرادة الشعبية العارمة".
وأشار إلى أن مجلس القيادة لن يتردد "لحظة واحدة في الاستجابة الى أي نداء انساني من أهلنا المقهورين في مناطق سيطرة المليشيا (..) وسنذهب في هذا السياق مع اشقائنا واصدقائنا الى دفع المليشيات الحوثية للتعاطي الإيجابي مع المبادرات الحكومية السابقة لسداد رواتب الموظفين في جميع انحاء البلاد وفقاً للكشوفات التي كانت ما قبل الانقلاب عام 2014".
وقال الرئيس في خطابه إنه "عندما نذهب بكل ثقلنا نحو خيار السلام فلا يشُكن احدكم ان في ذلك اي تفريط بالثوابت الوطنية ومبادئ النظام الجمهوري، ومرجعيات الحل الشامل المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخصوصا القرار 2216".
وأشاد العليمي ضمناً بمنتقديه ومجلس القيادة الرئاسي قائلا "نرى انكم على صواب فيما تذهبون اليه من نقد بناء لتقوية وحماية توافقنا القائم، وشد عزائمنا، وتأجيل خلافاتنا، والتفرغ لمواجهة كافة التحديات المتشابكة، وقد صارحتكم من قبل ان طريقنا صعب وشاق، واننا نعمل على مدار الساعة، لنكون عند حسن الثقة والظن، للوفاء بوعودنا التي قطعناها لكم في خطاب القسم".
وشدد على ضرورة العودة للحاضر بعد الذهاب لتخليد وتذكر إيجابيات الماضي والمناسبات الوطنية الخالدة "للمكاشفة والحساب حول ما نصنعه في الحاضر، لنتحدث عن مجلسنا الوليد والواعد، مجلس القيادة الذي جاء استجابة لهذه التحديات المحدقة بنا جميعاً وفي المقدمة خطر الامامة والارهاب والجوع"
وأكد أن لا خيار أمام المجلس ألا النجاح، مضيفا "هذا المجلس ماض في تحقيق تطلعاتكم برغم التباينات المرتبطة بأولوياتنا المتمايزة على طريق استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، واستئناف العملية السياسية، ودورة الحياة الاقتصادية، والمشاركة الواسعة في اعادة اعمار وتنمية بلدنا المدمر".
وفي ختام خطابه، أكد العليمي المضي في اعادة عمل كافة مؤسسات الدولة من داخل اليمن "بدءا بمؤسستي الرئاسة والحكومة".
وقال: "سنجتمع معا كمقاومين لمشروع الامامة، والاقصاء والتهميش، وكلنا عزم وثقة بأن الحق سينتصر على مشروع ايران التخريبي وادواتها الذين ظنوا في لحظة غفلة انكم ستنحنون لهم، وانهم سيبتلعون اليمن فتهوي المنطقة في دوامة الفوضى، لكنهم اخطأوا الحساب ووجدوا انفسهم في مواجهة شعب عظيم، وجيش صلب، ومن خلفهم اشقاء شجعان".