أهم الأخبار

ما هي قصة "شاعر تهاني"!! موجة سخرية وسخط من تسخير مليشيا الحوثي مناهج الدراسة لتكريس عناصرها كرموز

2022-10-19 الساعة 11:20م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

أثارت صورة درس في مقرر اللغة العربية للصف السابع يتضمن قصيدة للشاعر التابع لجماعة الحوثيين "معاذ الجنيد" موجة من السخط والسخرية على شبكات التواصل الاجتماعي.

وضمن التعديلات الجديدة التي أدخلت على المناهج الدراسية تم حذف نصوص أدبية لشعراء يمنيين وعرب كبار وتم استبدالها بنصوص لآخرين يكتبون قصائد ذات مضمون طائفي وأخرى تمجد المعارك التي تخوضها مليشيا الحوثي.

 

وبهدف التكريس لأفكارها الطائفية والعنصرية البغيضة، دأبت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ اللحظات الأولى للانقلاب، على تدمير العملية التعليمية برمتها في جميع مناطق سيطرتها، وعملت على تغيير جذري في المناهج الدراسية، بجانب تدميرها للمدراس وتحويل عدد منها إلى معسكرات، كما قامت طيلة السنوات الماضية بتضييق الخناق على المعلمين والتربويين وملاحقتهم إلى جانب حرمانهم من مرتباتهم.

 

وتركز سلطة الميليشيا منذ ثمان سنوات على ما تبقى من المدارس تحت نفوذها بشكل أساسي والمؤسسات التعليمية، لنشر افكارها التي تكرس الطائفية وتروج العنف أوساط الطلاب لاسيما منهم في المرحلة الأساسية لسهولة تعبئتهم بثقافة الكراهية كما تقيم الدورات الثقافية والصيفية باستمرار لتعزيز هذه الثقافة.

 

تهاني طلع شاعر "معاصر"

بين محذر ومستهجن ومندد وساخر ومهاجم تداول النشطاء اليمنيين صورة أحد الدروس التي استحدثتها سلطة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على المناهج التعليمية في مناطق سيطرتها، حيث قامت الميليشيا هذا العام بإضافة درس يتحدث عن شاعر "معاصر" تابع لها يدعى "معاذ الجنيد"، في منهج اللغة العربية للصف السابع (الجزء الأول).

وللتأكد من ذلك عاد محرر "المصدر اونلاين" الى الكتاب الذي طبعته الميليشيا مؤخرا فوجد بالفعل نص شعري للشاعر "معاذ الجنيد" في الصفحة "82" تحت عنوان "الشهيد الحي" مرفق الشعر مع صورة عنصر حوثي يحمل قتيل من الجماعة على جبهات القتال، فكرة هذه الابيات ذكر الكتاب أنها تتمثل في "فكرتين أساسيتين" هما "شجاعة وإقدام الاعلام الحربي في توليف هكذا صور"، "الثقة بالله والإيمان بالقضية العادلة"، حسب نص الكتاب الذي نشر في الصفحة التالية نبذة عن الشاعر.

 

وتعليقا على ذلك قال الكاتب "صلاح الواسعي" "يعتمد الحوثي معاذ الجنيد شاعرًا في المقرر الدراسي لطلبة المدارس. يعني ذلك أن معاذ الجنيد أصبح ضمن النظام البيداغوجي لهذا البلد. بعد ست سنوات من الحرب في اليمن غرد أحد الكتاب اليمنيين قائلاً. الطفل الذي ولد عشية الانقلاب الحوثي 2014 أصبح اليوم يتحزم حقيبته ويذهب الي المدرسة، ما يعني أن الفكر الحوثي خلال تلك السنوات قد يصبح عقيدة في أذهان الأجيال.

 

وأضاف الواسعي في منشور على صفحته بـ"فيسبوك" "يتعاطى البعض بسخرية مبالغة مع الحدث والبعض يتشنج في منشوراته ليقاطع التعليم والبعض الآخر يقول أن جماعة شاعرها الجنيد لا يمكن أن يطيل بها البقاء".

 

وتابع محذرا: "يعتقد البعض أن الحوثي مجرد جازع طريق في اليمن. وهذا وهم ومغالطات تنفع للترويح على النفس في مجالس القات. الحوثي جاء ليؤسس دولة جديدة وفقا لتصوراته الشمولية نحو الكون والحياة. ليس التعليم فقط من سيطاله التغير الكامل بل أن التأريخ كله سيتم قلبه رأسا عقب على نحو مسفر للغاية".

وكتب الصحفي علي الفقيه: "حين تقرأ هافات وخرابي معاذ الجنيد يمكنك أن تقول سلام الله على (عضيمان أل)، فقط لأنه من ورعان السلالة يريدون فرضه على اليمنيين كقامة شعرية وأدبية تحل محل العمالقة الذين درسنا نصوصهم في الكتب المدرسية".

 

وأضاف: "هذه عجرفة السلالة ومحاولة فرض ورعانها ومجرميها ولصوصها على المجتمع اليمني كرموز.. هي تضع الروث في قوارير براقة وتحاول تسويفها للناس أنها مسك".

 

واستطرد قائلاً: "أنتم وورعانكم وقتلتكم ولصوصكم ودجالوكم لطخة في تاريخ اليمن، موجتها الأخيرة لن تلبث طويلاً بفضل عجرفتكم، بقيتم كل هذا الوقت في ظل حالة من الفراغ القيادي تمر بها اليمن لكن حقيقة أنتم بعجرفتكم وإيغالكم في القبح والاستفزاز تقصرون مرحلة بقائكم وتدفعون المجتمع ليحشد كل قواه الكامنة استعداداً ليوم فاصل يزيح هذه اللطخة من على وجه اليمن".

 

واختتم الصحفي الفقيه حديثه بالقول: "ما يكتبه معاذ وأمثاله يستحق أن يكتب على جدران الحمامات العامة وليس في الكتب الدراسية".

من جانبه قال الناشط همدان العليي في منشور على فيس بوك "حذفوا عمالقة الشعر اليمني من المناهج، ووضعوا هذا التافه لأنه من السلالة. مؤهله الوحيد أنه ههششي تعصب عرقيا مع سلالته".

 

وأضاف: "لهذا رفض الأحرار عصابة الحوثي العنصرية. لهذا قاتلوهم.. لهذا غادروا ديارهم مجبرين.. لهذا يستمر الشعب اليمني في رفض التعايش مع هذا القبح".

 

في السياق كتب وكيل وزارة الاعلام عبدالباسط القاعدي "لصوص الحوثي في المنهج الدراسي لطلاب المدارس بمناطق سيطرة الحوثي. تطييف المنهج وتسميم العقول ينذر بكارثة ستلقي بظلالها كثيرا على مستقبل اليمن".

 

وحمل الصحفي سمير النمري، الشرعية مسؤولية العبث بالمناهج المدرسية وقال: "ما تشاهدونه في مناطق الحوثيين ليس سوى البداية، القادم أسوأ بكثير"، مشيرا إلى أن "الخطأ ليس عندهم (الحوثيين) بل عند حكومة الفنادق وقيادتها".

 

وخاطب الدكتور عبدالوهاب طواف أولياء الأمور في مناطق نفوذ الميليشيا قائلا: "حافظ على أطفالك، وخير لك أن يظلوا بلا تعليم على أن يتعلموا عقائد مسمومة، وأفكار شيطانية. وعادك كمان تزيد تدفع لتلك العصابات مقابل تعليمهم خريط حسين بدر وهراء معاذ الجنيد".

 

الكاتب والناشط كامل الخوداني، قال منددا "عندما تسيطر عصابة سلالية قذرة لا تنتمي لهوية البلد ولتحترم شعبه وتاريخه رموزه تكون هذه النتيجة".

 

واستطرد: "يحذف نشوان الحميري والزبيري والبردوني والمقالح ودماج والمحضار ولطفي امان من المناهج ويستبدلوا بسلالي ارثه الادبي قصيدة لعبدالملك الحوثي يقول بها اني ارى فيك النبيا وارى الحسين ارى عليا".

 

وشدد الكاتب سلمان المقرمي على ضرورة انتقال الغضب الشعبي من على وسائل التواصل الى المداس الحوثية وقال: "من المهم أن ينتقل الغضب الشعبي العارم من وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات المدارس رفضا لمحاولات الحوثي تعديلات المناهج طائفيا وعرقيا، خاصة في صنعاء".

وعلق صدام الكمالي بالقول: "سيرة معاذ الجنيد في كتاب التربية الإسلامية بمناطق سيطرة مليشيا الحوثيين! الناس تذوق الويل من أجل تأمين رسوم دراسة أبنائها من أجل هذا الهراء؟ هذا جزء بسيط للغاية من عملية تدمير ممنهجة للكتب المدرسية يقوم بها الحوثيون. هذه الكتب تحتاج إلى جمعها وحرقها قبل فوات الأوان!".

 

وقال المحامي محمد المسوري محذرا "كارثة خطيرة. حول الحوثي التعليم في اليمن إلى عنصرية سلالية مقيتة. وبدلاً من تعليمهم دروس الوطنية.

 

وأضاف: "أصبح يعطيهم نماذج عن شخصيات تدعو للقتال وللموت ولتهديد الأمن والسلم الدوليين".

 

وتابع: يزرعون جيلاً مشحوناً بالعداء والعداوة لشعوب ودول المنطقة. ألغام كارثية في مدارس اليمن يزرعها الحوثي".

وقالت رباب راجح "أطفالنا في عهد ميلشيا الحوثي ي أما في الجبهات.. أو في ثلاجات الموتي في المستشفيات ..أو في مدارس طائفيه منهجها الصماد وشاعر تهاني..!!أو نازحين مشردين من بطشهم!!".

 

اما المخرج وليد العلفي قال إنه يفكر منذ فترة بإخراج بنته من المدرسة، وقال: "ابنتي علياء بالصف السابع.. قبل أسبوع جابت لي كتاب القراءة وفتحت قصيدة معاذ الجنيد.. قالت ما قدرت افهمها واحفظها معي امتحان.. طبعا انصدمت من التغيير بالمنهج".

 

وأكد: "من وقتها تراودني فكرة اخراج بناتي من المدرسة وجالس ابحث عن حلول لتعليمهن.. كإلحاقهن بمعاهد لغة وحاسوب والتدريس عن بعد إن وجد".

 

كما أكد ان السكان يعيشون مرحلة سيئة للغاية في تلك المناطق، وقال: "هنا نحن نعيش أسوء مرحلة انحطاط فكري وصحي وأخلاقي.. والاهم انحطاط ضمائر".

 

الكاتب عبدالله المنيفي قال في ذات السياق: "صاروا يلقنون أجيال اليمن سيرة سرابيت السلالة. الأقزام، يحشرون في مناهجنا كائن أشهر ما قاله: أنا مسجل رقمها باسم مروان واسمي بهاتفها مسجل تهاني".

 

وأضاف: "يريدون ان يطاولوا القمم الشماء؛ الزبيري؛ والبردوني؛ ولطفي جعفر أمان؛ ومحمد سعيد جرادة؛ وغيرهم".

 

اختبار حوثي موحد

والاسبوع الماضي أقرت سلطة الميليشيا إقامة اختبار موحد للصف السادس والسابع والثامن في مناطق سيطرتها، وقالت الميليشيا إن "الهدف من هذه الخطوة تعليمي محض لغرض قياس المستوى التعليمي الحقيقي لطلبة هذه الصفوف".

 

وقوبل القرار الحوثي باستياء واسع في الأوساط التربوية والشعبية في مناطق سيطرة الميليشيا، وسط تحذيرات من تأثير هذه الخطوة على العملية التعليمية التي تشهد تدهوراً مستمراً منذ سنوات في تلك المناطق.

 

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ليست إلا لتكريس أيدلوجيا الجماعة المتطرفة، مشيرة إلى أنها تريد وضع أسئلة من الدروس المستحدثة تصيغها وزارتها في صنعاء، لإجبار الطلاب على تكثيف الاطلاع عليها بعد أن فخختها داخل الكتب التعليمية التي أجبرت المعلمين على تدريسها طيلة العام.

 

وعلقت الناشطة "وضحى مرشد" على ذلك بالقول: "المنهج الحوثي الملغم بالكراهية والقتل والطائفية والتكفير، لذا اصرت المليشيا ان تجعل امتحانات 6-7-8 موحد من الوزارة للتأكد من حشو رؤوس اطفالنا بهذا الهراء الارهابي وتحويلهم الى قنابل المستقبل".

 

حمود أسعد قال من جانبه "يسعون لتحويل الكتب المدرسية إلى ملازم مذهبية ولهذا تم التعميم بجعل امتحانات السادس والسابع والثامن مركزية لأنهم غير واثقين من الكادر التعليمي.. يعني ايش بالفعل لكم سؤال في نهاية العام؟؟".

 

وكتب فهد قايد الوصابي: "كما استنتج أحد التربويين، هدف الحوثي من تعديل النظام التعليمي وجعل امتحانات الصف السادس والسابع والثامن والتاسع وزارية هو ضمان تدريس المنهج الحوثي السلالي المعدل".

 

وعلق فؤاد المنصوري على ذلك: "يدرك الحوثيون أنهم مرفوضون جملة وتفصيلا لذلك حاولوا أن يطبقوا النظام الوزاري على الصف السادس والسابع والثامن ليضمنوا أن المعلم سيشرح أفكارهم الطائفية وأن الطالب سيحفظها، خطوة دنيئة ستقابلها ثورة من كل الأهالي الأحرار".

 

العمليات الحوثية الممنهجة والمستمرة الناتجة عن الحرب التي أشعلت فتيلها تلك الميليشيا، أدت الى تدمير أكثر من 2900 مدرسة، وفقا لما نشرته منظمة اليونسيف مؤخرا، وتسببت في حرمان أكثر من مليوني طفل من مواصلة الدراسة في البلاد، حسب ماذكرته أمس الأربعاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص