2022-11-01 الساعة 04:48م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
عاد عبدالواحد صلاح محافظ إب المعين من قبل ميليشيا الحوثي، الى واجهة منصات التواصل الاجتماعي بالمحافظة، عقب حملة منظمة تستهدفه يقف على رأسها نشطاء معروفون بولائهم لميليشيا الحوثي وتبعيتهم لقيادات فيها، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الميليشيا قد قررت الإطاحة بالقيادي في حزب المؤتمر والذي عمل في خدمة الميليشيا منذ انقلابها على الدولة قبل ثماني سنوات.
ويحرص صلاح على إظهار التبعية التامة للحوثيين، ومؤخراً زار محافظة صعدة، معقل الجماعة المتمردة شمالي اليمن، لكن كل ذلك لم يشفع له على ما يبدو، ولم يجنبه تصعيد الميليشيا في صنعاء، والتي بدأت مؤخراً حملة ضده تهدف ربما، إلى التخلص منه وإقالته من قيادة السلطة المحلية في المحافظة الواقعة وسط البلاد. وزادت وتيرة هذه الحملة منذ تعيين مقرب من عبدالملك الحوثي مديرا لأمن المحافظة العام الجاري.
وتأتي هذه الحملة بعد سنوات من الفساد المشترك بين صلاح ونافذين في قيادة الميليشيا بالمحافظة، إضافة إلى عمله كـ"مطفئ حرائق" لصالحها، واستخدمته في أحايين كثيرة كواجهة للتغطية على جرائم قيادات وعناصر تابعين لها بمختلف مديريات المحافظة التي شهدت الكثير من الجرائم التي هزت الرأي العام.
لكن سنوات الفساد المشترك تلك، سيتحمل صلاح تبعتها بمفرده على ما يبدو، إذ تعمل الميليشيا حالياً ومن خلال نشطائها على تحميله مسؤولية تدهور الخدمات في المحافظة الخاضعة لسيطرتها منذ نهاية 2014، وهي اللافتة الكبيرة لمهاجمته حالياً.
ومنذ سنوات تواصل قناة الهوية التابعة لقيادي في الميليشيا الحوثية، هجومها على "صلاح" وتحمله تبعات الفساد والانهيار لمؤسسات الدولة في المحافظة، فيما يرى كثيرون ذلك ضمن صراع بين مالك القناة "محمد العماد" وبين "صلاح" حيث ينتميان إلى مديرية الرضمة شرقي المحافظة، وبينهما صراعات وخلافات سابقة جعلت من الأخير محط استهداف.
لكن وخلال الأيام القليلة الماضية، عمد نشطاء التواصل التابعين للمليشيا في صنعاء على تكثيف الهجوم على صلاح الذي اتهموه بالفساد المالي والإداري في المحافظة، وطالبوا بإقالته من منصبه.
مصادر مطلعة، قالت إن قيادات في الميليشيا تتهم صلاح وفريقاً من قيادات حزب المؤتمر بمحافظة إب بموالاة "طارق صالح" عضو المجلس الرئاسي، والتنسيق معه، وهي التهمة التي يستقوي بها نافذو المليشيا لإذلال "صلاح" ومعه العديد من القيادات المؤتمرية في المحافظة، وفق المصادر.
ومنذ سنوات يحاول صلاح التخلص من تهمة موالاة "صالح" بالسعي الحثيث لإثبات ولائه للحوثيين، لاسيما في ذروة المواجهات التي اندلعت بين زعيم المؤتمر "علي صالح" ومليشيا الحوثي في ديسمبر 2017 والتي انتهت بمقتل صالح، والتي ظهر خلالها صلاح أكثر ولاءً للحوثيين، ولم تشهد المحافظة أي مظاهر داعمة لصالح، على الرغم من انعدام شعبية الحوثيين إذا ما قورنت بالحضور الشعبي للرئيس السابق صالح وحزب المؤتمر الشعبي.
وذهب ناشط تابع لميليشيا الحوثي يدعى "حسين الأملحي" لاتهام "صلاح" بالتخابر مع السعودية حيث قال "المستشار الاعلامي لعبدالواحد صلاح محافظ محافظة إب الذي بيقلوا لك انهم ضد العطوووان يحييكم من السعودية!!".
وأضاف أن مستشار محافظ الحوثيين في إب ـ محمد مزاحم ـ "سار يسلم على المخابرات السعودية ويديها التقرير حق اعمالكم" قاصدا عبدالواحد صلاح.
وفي منشور آخر على فيسبوك، قال الأملحي، "المستشار الاعلامي لمحافظ إب محمد مزاحم يزور السعودية ويعمل عمره ويروح ولاحد قاله من اين انت، والسجون السعودية ملان محابيس لاشتباههم أنهم يراسلون اشخاص ضد العد وان!!".
وحسب مصادر محلية فإنه من المرجح أن يكون مالك قناة الهوية الحوثية محمد العماد يقف وراء اتهامات المقرب منه الأملحي، لمستشار صلاح الذي قال مرارا على صفحته بفيسبوك إنه ذهب الى مصر قبل أشهر لغرض العلاج.
ومع الحملة التي يقودها ناشطو المليشيا ومعظمهم في صنعاء، جاءت حملة مساندة لـ"صلاح" يقودها إعلاميو صلاح والمؤتمر بالمحافظة، الذين اتهموا الميليشيا بنهب المحافظة، وقالوا إن المبالغ المالية التي تُجبى من محافظة إب يتم توريدها مركزياً إلى صنعاء، فيما المحافظة لا يعود عليها شيء.
ومنذ سيطرتها عينت الميليشيا العديد من قياداتها كمشرفين في المحافظة، والمشرف هو الشخصية التي تدير المحافظة فعلياً، بدلا عن المحافظ الذي يعد منصبه صوريا في هيكلة سلطات المليشيا، لكنه (المحافظ) يتحمل كل التبعات التي ينجو المشرف كلياً منها.
وكانت مصادر مطلعة كشفت لـ"المصدر أونلاين" في وقت سابق أواخر العام الماضي، عن ترتيبات تجريها مليشيا الحوثي، للإطاحة بالمحافظ صلاح واستبداله بأحد قيادات الميليشيا.
وقالت المصادر آنذاك إن الميليشيا تعمل منذُ أشهر على تجميع "قضايا فساد مالية"، لتبرير الإطاحة بالمحافظ "صلاح"، الذي يعد أحد قيادات حزب المؤتمر، من بين هذه القضايا حصول محافظ اب على مبالغ مالية كبيرة من رجال أعمال وتجار ومقاولين، مقابل تسهيلات يحصلون عليها في المحافظة، إلى جانب السطو على الملايين من إيرادات المحافظة، والتلاعب بالعقارات والممتلكات الوقفية لمصالح شخصية.
ومؤخرا تزايدت الزيارات التي يقوم بها المحافظ صلاح الى صنعاء وصعدة للقاء بقيادات الميليشيا، و"المجلس السياسي" التابع للجماعة.