2022-11-02 الساعة 03:27م (يمن سكاي - )
عن عمر ناهز الـ 80 عاما، رحل آخر رجل بدائي في محافظة بشبوة إثر حادث مروري يوم الإثنين الماضي، في منطقه "الملح عزان"، بعد حياة مليئة بالغموض والغرابة امتدت لعشرات السنين.
يقول سكان محليون من أبناء المنطقة إن "عوض الحاشرة باعوضة"، توفي بعد قرابة 50 عاماً من العيش بمفرده في الجبال والبراري في مديرية "ميفعة" بمحافظة شبوة الواقعة شرق البلاد.
وحسب ما رواه السكان على وسائل التواصل فإن الراحل "باعوضه" كان يعتمد على لحوم الحيوانات البرية التي يصطادها ببندقيته القديمة "العيلمان"، لسد احتياجاته من الأكل.
وأشاروا الى أن "عوض باعوضة" عاش حياة مليئة بالغموض والغرابة امتدت لعشرات السنين، مؤكدين أنه خلال فترة معيشته كان لا يتكلم كثيراً، تكاد كلماته محسوبة، ولا يختلط مع البشر إلا وقت القحط ويقوم بالنزول إلى مدينة عزان ثم يعود الى مسقط رأسه في جبال وبراري المنطقة.
ووفق ما نشره بعض النشطاء قبل أشهر من وفاته فإن المسن "باعوضة" كان يرفض أي مساعدة مالية عندما يأتي الى المدينة حتى من إخوانه واشقائه ولا يطلب المساعدة من الآخزين، واصفين إياه بأنه كان "شخصية عزيزة نفس نادرة".
عندما كان يذهب الراحل "باعوضة" الى مدينة عزان كان يأخذ معه حيوان بري مثل (ضبع او كلب او ثعلب.. او ما شابهها من الحيوانات البرية)، ليشتري "التبغ والسجائر والماء" بالمال الذي يتحصل عليه من قيمة هذه الحيوانات"، حسب ما نشره أحد النشطاء.
ومن المواقف الفكاهية التي حصلت مع المسن "باعوضة" وانتشرت حوله أنه "ذات مرة جلب ثعلب الى السوق ولم يجد له مشتري، فقام أحد المواطنين بمساومته، على أن يشتري منه ذيل الثعلب فقط، لكن عوض لم يتردد لحظه حيث قام بقطع الذيل وبيعه والثعلب حي وسط السوق واطلق سراح الثعلب بدون ذيل".
وتفاعل نشطاء على مواقع التواصل مع سيرة الرجل الراحل "عوض الحاشرة باعوضة"، الذي نجا من كل الحيوانات المفترسة التي تستوطن الجبال ليتوفى بسبب حادث مروري، معتبرينه "اسطورة نادرة" في محافظة شبوة، معيدين نشر سيرته مع صورة وحيدة نشرت على وسائل التواصل مطلع العام الجاري.