أهم الأخبار

الساحرة المستديرة تمنح عشاقها فرصة للهروب من أجواء الحرب.. هكذا يستعد اليمنيون لمتابعة كأس العالم

2022-11-16 الساعة 01:43ص (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

على الرغم الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها، ومآسي الحرب المستمرة في البلاد منذ ثمان سنوات يستعد اليمنيون لمتابعة كأس العالم في قطر 2022.

 

في الأرياف والمدن، ينتظر المواطنون بشغف، بمختلف فئاتهم العمرية في اليمن، صافرة البداية من ملعب "البيت" في مدينة "الخور"، لانطلاق البطولة التي ستستمر من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر في الملاعب القطرية التي تم تجهيزها منذ 12 عاما.

 

عام المونديال

 

استعداد اليمنيين في الداخل، لهذه البطولة ليس وليد اللحظة، حيث بدأ البعض الترتيب لذلك منذ مطلع العام 2022، فيما بدأ آخرون في التجهيز لها منذ عيد الأضحى المبارك.

يقول "فاروق رشاد" إن فكرة الاستعداد لهذه البطولة بدأت تدور في ذهنه منذ مطلع العام الحالي، فقرر تأجيل فترة إجازته السنوية في أحد البنوك الأهلية بصنعاء، لأخذها خلال بطولة كأس العالم.

 

ويضيف "رشاد" في حديث لـ"المصدر أونلاين" أنه لا يملك "رسيفر"، قنوات "بي إن سبورت" المالك الحصري لبث البطولة العالمية، لمشاهدة المونديال في منزله بمعية أسرته بسبب ارتفاع كلفة الاشتراك (300دولار = 173 في صنعاء، وضعف في عدن)، لكنه سيضطر لمتابعة المباريات مع شباب الحي، في الاستراحات المجاورة أو أماكن التجمعات العامة.

 

وطيلة الأشهر الماضية عملت الاستراحات والمقاهي في محافظات مختلفة على تجديد ديكوراتها وشاشاتها، بهدف المنافسة في جذب جمهور الحدث الرياضي العالمي، وتعلن خطواتها تلك على صفحاتها بمنصات التواصل.

 

وأعلنت استراحات ومقاهي أخرى، تدشين الافتتاح بهذه المناسبة التي ينتظرها الجمهور منذ أربع سنوات، وكل من ملاك هذه الأماكن يعلن عن ميزات وخدمات منتزهاته للمتابع على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وبدعم من جهات حكومية ومسؤولين ورجال أعمال ومغتربين ومشايخ وتجار، بدأ المواطنون منذ مطلع الشهر الجاري، بنصب شاشات عملاقة لمتابعة المباريات في الملاعب والساحات والصالات وأماكن التجمعات، بمدن رئيسية مختلفة استعداداً لمتابعة كأس العالم في قطر.

 

العالم في القرية

 

هذه المرة سيكون العالم بكله في القرى والأرياف اليمنية، حيث تستعد شرائح واسعة في المجتمع اليمني بمن فيهم كبار السن في تلك المناطق، لمتابعة الحدث الرياضي الدولي بواسطة "شاشات" أو أجهزة العرض الضوئية "بروجكترات" تم شراؤها، والاشتراك في باقات "بي إن سبورت"، خصيصاً للمونديال، بعضها بمبادرات من مغتربين وصغار التجار وبعضها من خلال توزيع الكلفة على المواطنين.

 

ويتم نصب هذه الشاشات التي تعتمد على الألواح الشمسية، والبطاريات، كمصدر رئيسي للطاقة، في مراكز رئيسية بكل منطقة (مدرسة أو ملعب أو ساحة)، ويتجمع المواطنون والأطفال والشباب من القرى المجاورة إلى هذه الأماكن للمشاهدة.

 

"نبيل محمد" شاب ثلاثيني يقول إنه فضل هذه المرة البقاء بالقرية منذ عيد الأضحى الفائت، بدلا من الاغتراب في المحافظات الواقعة جنوب البلاد، حتى لا تفوته مناسبة متابعة مونديال قطر.

 

ويضيف "محمد" وهو عامل بناء، في حديث لـ"المصدر أونلاين" أريد أن أتابع كل لحظات كأس العالم 2022، خصوصا وأن المستضيف بلد عربي، مشيراً إلى أن أحد المغتربين كان قد أعلن بداية السنة عن تكفله بشراء "شاشة، ألواح، بطاريتين، وجهاز استقبال "ريسيفر" بي إن سبورت مع اشتراك لمدة سنة لأبناء القرية"، ولهذا قرر البقاء فيها والاعتماد على الزراعة وبعض الأعمال حتى يأتي الموسم.

 

واختتم المواطن "نبيل محمد"، الذي ينتمي إلى إحدى قرى إب، بالفعل وصل ما وعدنا به صاحب البلاد (المغترب)، قبل أسبوعين بتكلفة تجاوزت "1000" دولار، وبدأنا متابعة التحليلات على القنوات الرياضية، والتحضيرات للمونديال ووصول المنتخبات الى الدوحة.

 

استغلال المناسبة

 

وكما هي العادة، بدأت الشركات والمحلات والمؤسسات التجارية في اليمن باستغلال حدث كأس العالم للتسويق وتقديم العروض وتويع الجوائز، منذ وقت مبكر، كما استغل تجار الملابس والإلكترونيات، والطاقة، رفع سعر المنتجات التي قاموا بتوريدها خلال الفترة الماضية.

 

ورغم تراجع قدرة الناس الشرائية بفعل الحرب، إلا أن هذه المحلات شهدت إقبالاً غير مسبوق.

وعلى الرغم من مشاركة أربعة منتخبات عربية، وهي السعودية، وقطر، والمغرب، وتونس، في بطولة كأس العالم 2022، الا أن الجماهير الكروية في اليمن لا يأملون في وصول أي منها إلى نهائيات البطولة، ومع ذلك يؤكدون تشجيعهم لها حتى وإن خسرت.

 

ويرجح أغلب المشجعين، لاسيما كبار السن، بأن لقب البطولة هذه المرة سيكون من نصيب، المنتخب البرازيلي الذي يعد الأكثر تتويجاً بالكأس حيث فاز بها 5 مرات من أصل 21 بطولة أقيمت.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص