2022-11-18 الساعة 12:32ص (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
تواصل حمى الضنك تفشيها وحصد الأرواح في مدينة تعز ومديريات ريف المحافظة الموبوءة بالحميّات الموسمية في ظل انهيار النظام الصحي، وتراخي قيادات الجهات المعنية (المحلية، والمركزية) عن قيامهم بواجباتهم للتخفيف من المأساة أو وضع حد لها.
وتزايدت أعداد الإصابات والوفيات بوباء حمى الضنك، خلال الآونة الأخيرة وعجز المشافي الحكومية والخاصة عن منع تدهور الحالات وتقديم العناية الفائقة للمرضى إضافة إلى فشل السلطات الصحية في مواجهة اسباب تفشي الوباء عبر برنامج وقائي صارم.
آخر إحصائية رسمية حصل عليها "المصدر أونلاين" من مصادر مسؤولة لضحايا الضنك في مدينة تعز لوحدها، تؤكد وفاة 17 حالة، أغلبهم من الأطفال، كما سجل إصابة ما يزيد عن عشرة آلاف آخرين منذ بداية العام إلى منتصف شهر نوفمبر الجاري، ولا يوجد إحصائية مؤكدة عن ضحايا الضنك في مديريات ريف المحافظة.
وتشير المعلومات إلى أن ثلث المصابين بحمى الضنك في تعز يتلقون العناية في مشافى أهلية على نفقتهم الخاصة نتيجة تدني الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية، وحالات عشرات منهم حرجة جداً، ومعرضون للوفاة كونهم يأتون إلى المشافي بعد تدهور حالاتهم، من بينهم، مصابون كانوا يستخدمون وصفات طبية شعبية (أعشاب، وغيرها)، وفقا لمصادرنا.
تعزو السلطات الصحية تفشي وباء حمى الضنك إلى عديد من الأسباب، من أبرزها، تجميع مياة الأمطار في مستنقعات وخزانات وبعض مجاري السيول، وأماكن تكدس المخلفات المنزلية وطفح المجاري في أحياء وشوارع المدينة، وتؤكد على أن مكافحة الاوبئة المستوطنة مسؤولية جماعية تشترك فيها عدة جهات رسمية.
في هذا الصدد، دعا مكتب الصحة في بيان رسمي، أمس الأربعاء، مكاتب (النظافة، والأشغال والبيئة) إلى تكثيف الجهود للعمل على تخفيف حدة انتشار الوباء، كما طالب مدراء المديريات بتسهيل عمل الفرق الصحية الميدانية، وردم مستنقعات وبؤر توالد البعوض الناقل للوباء، وحث البيان مدراء مكاتب (الإعلام، والتربية والتعليم، والأوقاف) ومنظمات المجتمع المدني على التوعية المجتمعية، ونشر طرق الوقاية من وباء الضنك.
ونفذ مكتب الصحة الجولة الثالثة من عمليات الرش ضبابي لبؤر انتشار البعوض الناقل لحمى الضنك، اليوم الخميس، في مديريات مدينة تعز (القاهرة، والمظفر، وصالة)، وتمول عمليات الرش السلطات المحلية ومنظمات إقليمية ودولية، ولكنهم - في ذات الوقت - لا يتحرجون عن كشف عجزهم استمرار وتوسيع برنامجهم الوقائي المتواضع أساساً الذي لا يرق إلى مستوى تفشي وباء الضنك، بحسب مختصين.
وكانت قيادات في السلطات المحلية والصحية قد عبرت في تصريحات سابقة عن أسفها لعدم تجاوب قيادات الحكومة ووزارة الصحة والمؤسسات التابعة لها في عدن لمطالبهم الرسمية باعتماد ميزانية ثابتة، وتوفير العلاجات الخاصة لمكافحة الوباء وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين بحمى الضنك الذين تزايدت أعدادهم خلال الفترة الأخيرة.
في هذا الشأن، وجّه طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي في خطاب رسمي، أمس الأربعاء، رئيسَ الوزراء معين عبدالملك بمتابعة الجهات ذات الصلة لتنظيم حملة لمكافحة وباء الضنك وبقية الحميّات المتفشية في مدينة تعز، ووعد بتكليف "الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية للمساهمة ضمن هذه الحملة".
وتعتبر حمى الضنك من الأوبئة المستوطنة في مدينة تعز، ويتوالد وينشط ويتكاثر البعوض الناقل لها خلال مواسم الأمطار، وتسبب استمرار الحرب وانهيارات النظام الصحي وتدنى النظافة وانهيار شبكة الصرف الصحي في اتساع رقعة انتشارها، وتزايد عدد الوفيات والمصابين بها، ويتوقع أطباء تصاعد أعداد الضحايا خلال الأيام والأسابيع القادمة.