2022-12-15 الساعة 12:48ص (يمن سكاي - خاص)
بعد سنوات من البحث والتقصي تمكنت أسرة أحد الأسرى من العثور على جثمانه بإحدى ثلاجات مستشفيات صنعاء، بعد أكثر من عامين من وفاته جراء التعذيب في سجون الميليشيا الوحشية.
سنوات من الابتزاز والترهيب تعرضت له أسرة الضحية "عمر أحمد عبدالله عقلان السامعي"، من سلطة ومشرفي الميليشيا، وفي نهاية المطاف حصلت عليه جثة مضى عليها عامان في ثلاجة مستشفى "48" (جنوب صنعاء)، الذي حولته الجماعة الى بؤرة لتخزين جثث ضحاياها.
تقول مصادر محلية إن الجندي "عمر عقلان" (37 عام)، وقع أسيراً في قبضة المليشيا وهو يقاتل مع القوات الموالية للحكومة الشرعية في جبهة "كتاف" (صعدة)، عام 2018م، واستمر في سجونها حتى نهاية 2020، قبل أن يتم نقله نتيجة مضاعفات التعذيب الوحشي إلى مستشفى 48 حيث توفي وأخفيت جثته حتى نهاية العام الحالي.
وأكدت المصادر وجود آثار تعذيب على الأسير عقلان رغم مرور أكثر من عامين على وفاته وإخفاء جثته قسرا عن أسرته التي تنتمي إلى مديرية سامع في محافظة تعز.
وحسب تقرير طبي صادر بتأريخ 2020/11/16 من مستشفى "48"، فإن الأسير عقلان "وصل الى الطوارئ لوجود اصفرار كامل في الجسم، مع فقدان الوعي وتورم الساقين وتقيؤ دموي"، وتوصيف الطبيب المختص أن هذه الأعراض "تدل على فشل كبدي ومرض التهاب مزمن في الكبد".
وأضاف التقرير الطبي حينها أن "المريض تم إدخاله إلى قسم الباطنة للعلاج التحفظي تحت إشراف أطباء الباطنة، واستمر تحت العلاج المكثف للكبد وتدهورت حالته ونقل إلى قسم العناية المركزة للمزيد من الرعاية والعلاج المكثف الخاص بالكبد".
وأشار إلى أنه "تم إجراء عدة فحوصات (للضحية)، وأعطي عدة قرب دم"، لافتاً إلى أن "مثل هذه الحالات تدخل في فشل كبدي وكان ذلك سبب احتمال الوفاة"، وفقاً للتقرير الذي شخص الحالة بأنها "التهاب الكبد الوبائي".
التقرير الطبي تم ترويسته بـ"شعار المستشفى، المنطقة العسكرية المركزية - مدير الخدمات الطبية - مستشفى 48 النموذجي"، ووقع عليه "العميد الدكتور /عبد الملك الصيلمي (مدير مستشفى 48)، والدكتور/ نوفل الأشحب (نائب المدير العام للشئون الطبية والفنية)".
وفي رسالة إلى المستشفى بتأريخ 2022/12/8 دعا ما يسمى برئيس "اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى" (تابعة لوزارة الدفاع الحوثية) "عبدالقادر المرتضى" إدارة المستشفى إلى تسليم جثة "عمر عقلان" لمندوب اللجنة الحوثية في المستشفى تمهيداً لتسليمها إلى جثة ذويه.
وأدان مكتب حقوق الإنسان التابع لأمانة العاصمة مقتل الأسير "عقلان" تحت التعذيب والإهمال الطبي المتعمد في سجون الحوثيين وإخفاء جثته لعامين، كما استنكر تحالف رصد الجريمة الحوثية بحق الأسير المختطف منذ 2018.
ويعتبر الأسير "عمر عقلان" سادس ضحية لسجون الميليشيا الوحشية، خلال شهرين، وفقا لما رصده محرر "المصدر أونلاين".
يذكر أن عدداً من الجنود الأسرى والمختطفين قضوا جراء إهمال الميليشيا التي تودعهم السجن دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، ناهيك عن آخرين يقضون تحت التعذيب في سجونها سيئة السمعة.
ومراراً دعت منظمات حقوقية إلى فتح تحقيقات شاملة في حوادث وفاة أسرى الحرب والمختطفين في سجون سلطة ميليشيا الحوثي الانقلابية، لاسيما وأن تلك السجون مازالت مكتظة بالسجناء الذين يعيشون أوضاعا سيئة، غير أنه لا أفق لعدالة ينالها الضحايا الذين تزداد أعدادهم يوما عن يوم.