2022-12-20 الساعة 06:27م (يمن سكاي - )
شهدت محافظة حضرموت اليوم الثلاثاء، مهرجانات جماهيرية احتفاء بالذكرى الـ9 لانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية، أو ما أسماه الحضارم "اليوم الوطني 20 ديسمبر"، وذلك في مدينة المكلا، مركز المحافظة، ومدينة سيئون عاصمة الوادي والصحراء.
وانطلقت الهبة الحضرمية عقب مقتل مؤسس الحلف المقدم سعد حبريش في ديسمبر عام 2013، واعتبرت الاحتفالات يوم تأسيس الحلف هو "يوم حضرموت الوطني"، وجاء الاحتفاء الكبير في هذا التوقيت كرسالة رفض لتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً الرامية للسيطرة على المحافظة النفطية والاستراتيجية شرقي اليمن.
وحضر الفعاليات عدد من الوكلاء ومدراء العموم في المكاتب التنفيذية بالمحافظة والمديريات، وقيادات عسكرية وأمنية، ومقادمة قبائل ومناصب وشخصيات اجتماعية، إضافة إلى عدد من قيادات مؤتمر حضرموت الجامع والهيئات التنفيذية في المديريات وجمع من المواطنين.
وفي فعالية المكلا، قال رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش العليي، إن "الاحتفال بهذه اليوم يعد لحظة فارقة في تاريخ حضرموت الأرض والانسان، وامتداد لنضالات سبقت للآباء والأجداد في مواجهة الظلم والاستبداد وكسر حواجز الصمت والخوف، مؤكدًا أن "حضرموت في هذا اليوم انتصرت لنفسها على الذل والمهانة واستعادت المكانة والكرامة"، وفق قوله.
وأضاف: "هذا اليوم يعد قاعدة الانطلاقة، منها جمع الكلمة ورص الصفوف، وثار المجتمع وتمت السيطرة على الأرض والثروة كجزء من الأهداف ومنها تحرير ساحل حضرموت من قوى الشر والإرهاب وتحقيق الكثير من الإنجازات"، موضحاً أنه "يوم لكل حضرمي لا لفئة أو حزب أو مكون أو قبيلة أو جماعة، فقد شارك في هذا اليوم الجميع على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم".
وتابع بن حبريش، "الأهداف التي رسمناها نحتفل بما تحقق منها، ونناضل لأجل إكمال ما تبقى، وكذا ما يرتبط بالحالة المعيشية لمواطنينا في حضرموت من جور الأسعار وتردي الخدمات والذي تتطلب من كافة الجهات المعنية المحلية والمركزية التدخل لحلها"، لافتاً إلى أن "مواقفنا نستمدها من أهداف حلف قبائل حضرموت ومخرجات مؤتمر الجامع، وهي مبادئ ثابتة، ولن نحيد عنها".
تخلل الاحتفال العديد من الفقرات الثقافية والفنية، ورفع فيه "علم حضرموت" قبل أن ينتقل المشاركون إلى الشوارع مرددين الشعارات ورافعين الأعلام، في مسيرات ما تزال مستمرة حتى ساعة كتابة المادة "05:30".
بالتزامن شهدت مدينة المكلا مركز مديريات الوادي والصحراء، احتفالاً بالمناسبة، بمشاركة شعبية لافتة، ودعا عصام بن حبريش الكثيري وكيل وزارة الادارة المحلية في كلمته، أبناء المحافظة بكافة مشاربهم إلى النأي بالنفس وإزالة الخلافات والوحدة في مواجهة الأخطار التي تواجه المحافظة، مضيفاً: "نتمنى أن لا ننصب العداء لأي مكون حضرمي، بل نتفق على مبدأ حضرموت مستقلة".
وأضاف: "لن نتخفى بعد اليوم فعلمنا وهويتنا حضرمية ولن نرضى بعد اليوم بإقليم فقط بل نعلنها نطالب حضرموت دولة حرة مستقل"، "اليوم ننطلق في الطريق الذي لابد أن نصل عبره إلى تحقيق الغاية المنشودة، علينا أن نمد الجسور لماضي المشرق لحضرموت ليكون حاضرا لنا الآن".
وتابع: "أقولها بكل صراحة، لن يرضى عنكم أحد فأنتم تؤرقون مصالح المفسدين ولذا يجب أن يلتف الجميع حول حضرموت.. حضرموت جميعها لحمة واحدة برجالها كافة في الداخل والخارج والوادي والساحل فحضرموت ليس مكون او قبيلة او شخص بل جميع المكونات والشرائح".
من جهته قال الشيخ صالح بن حريز قائد الهبة الحضرمية بمخيم العيون، "هذا اليوم، هو اليوم الوطني الكبير والذي يكرهه أعداء حضرموت"، مضيفاً: "سجل التاريخ هذا اليوم بدم الشهيد الشيخ سعد بن حبريش، ونحن مستعدون أن نمضي على درب الشيخ سعد".
وأضاف: "أعداء حضرموت سينقهرون من نجاح هده الفعالية، والدرب شائك للوصول إلى الغاية، لكننا على أتم الاستعداد لخوض التضحيات لأجل حضرموت".
وتعد حضرموت كبرى المحافظات اليمنية وتعيش في السنوات الأخيرة هدوءاً نسبياً تفتقر إليه معظم محافظات البلاد الذي يعيش حرباً منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة أواخر العام 2014.
لكن وبعد إحكام المجلس الانتقالي الداعي الى انفصال جنوب البلاد على محافظات الجنوب وآخرها شبوة التي سيطر عليها بقوة السلاح بعد معارك ضد قوات الجيش والأمن فيها، اتجه شرقاً نحو المحافظات ذات الموارد للبحث عن حل لمشاكل اقتصادية يعانيها، إضافة إلى هدفه الرئيس المتمثل في إنفاذ مشروع الانفصال المشمول برعاية إقليمية.
ومع فشل المجلس في التقدم عسكرياً نتيجة الحراك الحضرمي وما يقول مراقبون إنه رفض سعودي عمان لمشروع التوسع الممول إماراتياً، لجأ الانتقالي الى تحريك شخصيات دعمها بالمال ووجهها لتحريك الشارع تحت ذريعة المطالبة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى.
وصعدت هذه التحركات من حدة الرد الحضرمي حيث شهدت المحافظة مؤخراً إنشاء تكتلات قبلية وتحالفات وصولاً إلى رفع علم دولة حضرموت التاريخية.