2023-12-23 الساعة 09:57م (يمن سكاي - )
توعد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بإغلاق مضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى، بعد تمكن جماعة الحوثي في اليمن، من إغلاق باب المندب والبحر الأحمر في "وجه الصهاينة المجرمين"، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
جاء ذلك في كلمة لمساعد قائد "الحرس الثوري الإيراني" للشؤون التنسيقية، العميد محمد رضا نقدي، خلال حفل تأبين سفير بلاده السابق لدى الحوثيين "حسن إيرلو"، الذي أٌعلن وفاته أواخر عام 2021، وفقا لوكالتي فارس وتسنيم الإيرانيتين.
وحذر نقدي من استمرار القتل والجرائم ضد شعب غزة المظلوم، وقال إنه "مع استمرار الجرائم، على الولايات المتحدة وحلفائها انتظار ميلاد قوى المقاومة الجديدة وإغلاق بقية الممرات المائية والطرق المؤدية إليها".
وأردف: "سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى".
وتابع: "بالأمس صار الخليج الفارسي ومضيق هرمز كابوسا بالنسبة لهم، واليوم هم محاصرون في باب المندب والبحر الأحمر".
وأشار المسؤول الإيراني إلى ما وصلت إليه الجماعات المنطوية في "محور المقاومة" بقيادة طهران، من قوة عسكرية لمهاجمة إسرائيل وضرب أمريكا ومحاصرتها.
وأكد أنه لولاء جرائمهم وعمليات القتل في لبنان والعراق وإسقاط القنابل على أسواق صعدة وصنعاء، لما أصبح حزب الله في لبنان قويا، وأنشئ الحشد الشعبي ليضرب أمريكا في رأسها ونشوء "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن الذي بات يتبوأ قوة واقتداراً وسلطة كافية لإغلاق البحر الأحمر في وجههم.
وقال القيادي في الحرس الثوري، إن "العديد من قادة المقاومة العظماء في المنطقة تلقوا تدريبات على يد الشهيد حسن إيرلو".
وأضاف: "اليوم تدين له (إيرلو) المقاومة في لبنان واليمن وأماكن أخرى كثيرة، ويجب علينا دائمًا أن نشيد بهؤلاء الأشخاص العظماء الذين تدين لهم الإنسانية هم".
وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على مدى الشهر الفائت سفنا تجارية تبحر في البحر الأحمر ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، مما دفع بعض شركات الشحن إلى تغيير مساراتها.
واتهم البيت الأبيض يوم الجمعة، إيران بالتخطيط للعمليات التي ينفذها الحوثي ضد السفن في البحر الأحمر، وقال إنها "منخرطة بشكل كبير"، في حين نشرت صحف أمريكية تقارير عن مشاركة سفينة إيرانية في هجمات الحوثيين وتزويد طهران للجماعة بإحداثيات السفن والرادارات الخاصة بتتبع مساراتها.
ولا تطل إيران على البحر المتوسط، وليس واضحا كيف يمكن للحرس الثوري أن يغلقه، ولا تدعم طهران جماعات مسلحة على البحر الأبيض المتوسط سوى حزب الله اللبناني وجماعات مسلحة متحالفة معها في سوريا، وهي بذلك أبعد ما تكون عن مضيق جبل طارق.
إلا أن تلميح القيادي بالحرس الإيراني بـ"ولادة قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى"، يشير إلى استمرار طهران في نهجها التوسعي وتوجهها المستقبلي نحو المغرب العربي، على غرار قيامها بدعم وتسليح جماعة الحوثي في اليمن لتخوض الحرب ضد العالمة بالوكالة عن طهران.
وحسن إيرلو، كان ضابطا في الدفاع الجوي بالحرس الثوري الإيراني، ووصل إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين بطريقة غامضة في أكتوبر عام 2020، تحت مسمى "سفير"، لكن الحكومة اليمنية قالت -حينها- إنه جاء "لإدارة العمليات العسكرية بصورة مباشرة ضد الجيش والشعب اليمني"، فيما رآه عسكريون"العقل المدبر للهجمات الجوية الحوثية على السعودية".
وصعّد الحوثيون، بعد وصوله، من هجماتهم العسكرية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، في المحافظات المحررة، وعلى أهداف حساسة في السعودية، من بينها منشآت نفطية ومطارات وتجمعات مدنية.
وأعلنت طهران في 21 ديسمبر 2021، وفاة إيرلو "متأثرا بإصابته بفيروس كورونا"، بعد نحو يومين من وصوله إلى طهران بعد إجلائه من صنعاء لغرض العلاج، وقالت خارجية طهران -حينها- إن ذلك "تم عقب إجراء اتصالات ومشاورات مع بعض دول المنطقة".
وبعد وفاته، اتهمت إيرانُ السعوديةَ بتأخير نقله من اليمن، وهو ما نفاه التحالف العربي، مؤكدا استجابته لوساطة عراقية وتسهيل عملية "الإجلاء الإنسانية" للرجل "الذي كان يدير العمليات العسكرية في مأرب"، خلال 48 ساعة.
ورغم ملابسات وفاته الغامضة، ومزاعم إصابته في مواجهات في مأرب، كررت وسائل إعلام إيرانية على مدى السنوات الماضية وصف إيرلوا بـ"الشهيد"، ونشرت تصريحات لمسؤولين وأفراد من عائلته، تحدثوا فيها عن الدور الكبير الذي لعبه الرجل في مساعدة الحوثيين في العمليات العسكرية، وقيامه بإرسال العديد من شباب اليمن للدراسة في الجامعات الإيرانية وإنشاء أقسام إيرانية في الجامعات بمناطق سيطرة المليشيا.