أهم الأخبار

في خطاب بمناسبة شهر رمضان الرئيس العليمي: سيادة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه مبدأ ثابت لا يمكن التهاون فيه

2024-03-11 الساعة 10:23م

قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إن سيادة اليمن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه مبدأ ثابت لا يمكن التهاون فيه.

جاء ذلك في خطاب وجهه للشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أكد فيه أن سيادة اليمن جزء أصيل من معركة استعادة مؤسسات الدولة وسلطتها على كامل التراب الوطني، حسب وكالة "سبأ" الحكومية

وانتقد العليمي تباكي مليشيا الحوثي على السيادة لتبرير عملياتها الإرهابية في البحر الأحمر، مؤكداً أن هذه المليشيا تريد عبثاً من هذا التصعيد لكسر عزلتها الدولية وفرض أمر واقع للحديث باسم اليمنيين.

وأوضح أن نتائج هجمات الحوثي على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري انعكست بصورة كارثية على الشعب اليمني، حيث تضاعفت تكاليف الشحن والتأمين وأسعار الواردات الأساسية.

وأكد العليمي إدراك المجلس والحكومة لحجم معاناة الشعب اليمني، مشيراً إلى أن الحكومة تواصل العمل من الداخل للحد من تداعيات هجمات الحوثي وتحسين موقف العملة الوطنية وضمان استدامة الخدمات ودفع رواتب الموظفين.

وجدد التأكيد على التزام الدولة بالإصلاحات الشاملة وتحسين الإيرادات غير النفطية، وأن يكون المواطن هو محور اهتمامها وجوهر خططها وبرامجها الخدمية والإنمائية.

وأشار إلى أن الفائض المشجع الذي حققته الموازنة العامة للدولة في العام الأول من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي تحول إلى عجز مؤرق في العام التالي، لكن بعون الله وبتعاون كافة المكونات وبدعم من الأشقاء والأصدقاء تمكنت الحكومة من استعادة التوازن.

وخاطب العليمي المواطنين في صنعاء والمناطق الخاضعة للمليشيا الحوثية، وقال إننا بذلنا كل الجهد وقدمنا كافة التنازلات من أجل استئناف دفع مرتباتكم، لكن المليشيات الفاسدة تأبى إلا أن تستمر المعاناة.

وأشار إلى أن الحكومة مازالت تعرض المبادرات تلو المبادرات لاختبار نوايا المليشيات في التعاطي الإيجابي مع القضايا الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية.

وجدد الدعوة والمبادرة الحكومية للإفراج الشامل عن المحتجزين والمختطفين والمعتقلين وفقاً لقاعدة الكل مقابل الكل، كما دعا رجال الأعمال وفاعلي الخير إلى مد يد العون وتقديم المساعدة للمحتاجين في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة.

وعن فلسطين قال العليمي إن موقف الجمهورية اليمنية سيظل ثابتاً في دعمها لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

و أدان بأشد العبارات قرار الاحتلال الإسرائيلي لبناء المزيد من المستوطنات ومحاولاته الاستفزازية لتهويد أجزاء واسعة من الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس.

النص الكامل للخطاب كما نشرته وكالة "سبأ":
الحمد لله القائل في كتابه الكريم :" يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

أيها الاخوة المواطنون،،
ايتها الاخوات المواطنات في كل مكان،،
أهنئكم جميعا باسمي واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بحلول شهر رمضان المبارك، ونحمده تعالى أن بلغنا هذا الشهر الكريم، شهر القرآن والرحمة والغفران. كما نسأله أن يُعيننا على صيامه وقيامه، وأن يوفقنا لعمل الخيرات وحسن الطاعات.

ايتها الاخوات.. أيها الاخوة،،
ان من نعم الله تعالى على هذه البلاد الطيبة هو هذا الشعب الصابر من اجل الحرية والكرامة، ومن خلفه قواته المسلحة والامن، ومقاومته الشعبية وكافة التشكيلات العسكرية الذين يستحقون جميعا تهنئة خاصة بالشهر الفضيل، وعظيم الاعتزاز والثناء والعرفان.

وأنها لمناسبة ان اشكر أيضا كافة المكونات الوطنية، ومنابر الوعي في الداخل والخارج المقاومة للمشروع الامامي التي تسهم بفاعلية في مواجهة التضليل، وتعزيز هذا الصمود الشعبي الأسطوري.
كما أتوجه بالشكر والامتنان لأشقائنا الاوفياء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الذين كانوا في مقدمة الصفوف دفاعا عن الكرامة والهوية، واغاثة شعبنا والحفاظ على تماسك مؤسساته، وابقائها حاضرة في كافة المحافل الإقليمية والدولية.
وسيبقى هذا الاصطفاف الداخلي، والتآزر الإقليمي والدولي كما كان على الدوام مصدر قوتنا وعزتنا لتحقيق النصر الناجز بعون الله.

ايتها الاخوات المواطنات.. أيها الاخوة المواطنون:
ان سيادة اليمن وأمنه واستقراره، وسلامة أراضيه مبدأ ثابت لا يمكن التهاون فيه، وهو جزء اصيل من معركة استعادة مؤسسات الدولة وسلطتها على كامل التراب الوطني منذ انقلبت المليشيات الحوثية على الإرادة الشعبية، واستولت بالقوة الغاشمة على مناطق عزيزة من الوطن، في مسعى إيراني لاحتلال اليمن، وانتهاك سيادته، واستقلاله، وسلخه عن نسيجه الخليجي، وهويته العربية.

ولهذا فإن التباكي الزائف للمليشيات الحوثية على السيادة لتبرير عملياتها الإرهابية في البحر الأحمر، لم يكن مستغربا لان ذلك هو نهجها المأزوم والمتوقع الذي اعتاشت عليه منذ نشأتها المشبوهة للهروب من اي التزامات داخلية، ومواصلة عبثها بمصالح شعبنا خدمة للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة.

تريد المليشيات عبثا من هذا التصعيد، كسر عزلتها الدولية، ومحاولة فرض امر واقع للحديث باسم اليمنيين الذين يقاومون ببسالة مشروعها العنصري على مدى عقد كامل وسيستمرون في ذلك حتى النهاية.

ان النتائج والآثار المترتبة على هذه الاعمال العدائية المارقة، انعكست بصورة كارثية على الشعب اليمني وخطوط امداده بالسلع المنقذة للحياة مع تضاعف تكاليف الشحن والتأمين وأسعار الواردات الأساسية، وبالتالي احتمالات مواجهة المجاعة الواسعة التي كافحنا مع الاشقاء والأصدقاء لتفاديها طوال السنوات الماضية.

وفوق ذلك فإن عسكرة البحر الأحمر ومياهنا الإقليمية، فضلا عن مخاطر التلوث البيئي، وفقدان مصادر رزق الصيادين ونفوق الاحياء البحرية من شأنها ان تترك اثارا مستدامة على امننا الغذائي والقومي.

لذلك عندما يكتب تاريخ هذه الحقبة، فإن العمليات الإرهابية الحوثية، لن تدون الا كإحدى عوامل الفوضى، وظواهر الطيش والخراب التي الحقت الضرر بمصالح شعبنا وبلدنا، وفي وقت يتضور فيه مواطنونا جوعا بسبب حصار المدن في تعز ومارب، والضالع، ومدن ومناطق أخرى في انحاء البلاد.

ايها الاخوة.. ايتها الاخوات،،
اننا على إدراك كامل بحجم معاناتكم التي طال امدها، وتعمق ضررها كلما زاد طيش المليشيات وتعنتها إزاء كافة الجهود لإحلال السلام، واستعادة التعايش الذي ساد هذه البلاد على مر العصور.

ولذلك فإن الحكومة تواصل العمل من الداخل بجهود حثيثة للحد من تداعيات هجمات المليشيات الإرهابية على المنشآت النفطية المتوقفة عن التصدير منذ 16 شهرا، وفي المقدمة تحسين موقف العملة الوطنية، وضمان استدامة الخدمات، ودفع رواتب الموظفين التي زاد من تآكلها التصعيد الإرهابي الحوثي ضد سفن الشحن البحري.

وهي مناسبة في هذا الشهر الكريم لتأكيد التزام الدولة بالإصلاحات الشاملة، وتحسين الإيرادات غير النفطية، وان يكون المواطن هو محور اهتمامها، وجوهر خططها وبرامجها الخدمية والإنمائية في مختلف القطاعات.
وسأكون صريحا معكم ان الفائض المشجع الذي حققته الموازنة العامة للدولة في العام الأول من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، تحول الى عجز مؤرق في العام التالي، لكننا بعون الله، وبتعاون كافة المكونات، وبدعم من الاشقاء والأصدقاء تمكنا من استعادة التوازن بالتركيز على الالتزامات الحتمية تجاه مواطنينا الصابرين.
وأننا على ثقة انه بمزيد من العمل والصبر، سنمضي قدما بمشيئته تعالى لاستعادة زخم الإصلاحات، والتنمية واتخاذ كافة الإجراءات لإفشال وردع مخططات المليشيات ومن ورائها النظام الإيراني الداعم لها.

ايتها الاخوات.. أيها الاخوة،،
أتوجه في هذه الليلة المباركة عشية الشهر الفضيل، إلى أهلنا في صنعاء والمناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الحوثية، اننا بذلنا كل الجهد وقدمنا كافة التنازلات من اجل استئناف دفع مرتباتكم، لكن المليشيات الفاسدة تأبى الا ان تستمر المعاناة.

وهي اليوم تريد مقايضة عملياتها الدعائية عبر البحار، بالعبودية والحكم الاستبدادي الذي دفنه اليمنيون منذ ستة عقود.

ومن الغرابة ان تذهب هذه المليشيات للمزايدة بأوجاع الشعب الفلسطيني، في حين تواصل أبشع الانتهاكات، وسياسات الافقار، وحصار المدن، والتجويع بحق شعبنا، ومصادرة ممتلكاته، ومنع كل السبل لمساعدته في المناطق الخاضعة لها بالقوة.

وما زلنا نعرض المبادرات تلو المبادرات لاختبار نوايا المليشيات في التعاطي الإيجابي مع القضايا الإنسانية، وتحسين الظروف المعيشية، وليس هناك أسهل من فتح الطرقات، وإلغاء العمولات التعسفية على تحويلات المواطنين من المحافظات المحررة، وانهاء القيود على أنشطة القطاع الخاص وتدخلاته الإنسانية، وحرية انتقال المواطنين، والسلع الأساسية، والوكالات الاغاثية.

ايتها الاخوات المواطنات،،
أيها الاخوة المواطنون،،
من المؤلم ان يأتي شهر رمضان الكريم واخواننا في فلسطين المحتلة يعانون القتل والتشريد والتنكيل على يد آلة الحرب الإسرائيلية، في واحدة من أبشع انتهاكات حقوق الانسان في التاريخ.

وسيبقى موقف الجمهورية اليمنية ثابتا في دعمها لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه في الدفاع عن النفس، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.

وأننا ندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته من اجل وقف فوري لإطلاق النار، وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة كمدخل لإحلال السلام الشامل والدائم في المنطقة.
كما ندين بأشد العبارات قرار الاحتلال الإسرائيلي لبناء المزيد من المستوطنات ومحاولاته الاستفزازية لتهويد اجزاء واسعة من الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس.

أيها المواطنون، ايتها المواطنات،،
رمضان هو الشهر المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات، والفرصة السانحة لاغتنام الخيرات، وصلة الأرحام، وتهذيب النفوس، والتسامح وصناعة الفرحة في قلوب الناس.

وقد وجهنا بهذه المناسبة الدينية العظيمة، الجهات المعنية بالإفراج عن السجناء الذين امضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة او نصفها، والنظر في الإفراج بالضمان التجاري عن المحبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين، كما تم تشكيل لجنة رئاسية حكومية للاطلاع على أوضاع السجون المركزية وتحويلها الى مراكز للإصلاح والتهذيب والرعاية وفقا للقوانين الوطنية والدولية.

كما ندعو رجال الاعمال وفاعلي الخير الى مد يد العون وتقديم المساعدة للمحتاجين في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها بلدنا وشعبه الصامد.

وهي مناسبة لنجدد دعوتنا ومبادراتنا للإفراج الشامل عن المحتجزين والمختطفين والمعتقلين، والأسرى وفقا لقاعدة الكل مقابل الكل من اجل انهاء معاناة الالاف من أبناء شعبنا ولم شملهم بذويهم المكلومين.

واسأل الله عزّ وجل في هذه الليلة المباركة أن يوفقنا لاغتنام أيام رمضان ولياليه بحسن طاعته، وأن يديم علينا التوفيق والسداد، كما نسأله تعالى الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، وان يحفظ بلدنا وشعبنا، وسائر الشعوب والبلدان من كل مكروه وسوء، تقبل الله منا جميعا صيامنا وقيامنا.. إنه سميع مجيب.

وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص