أهم الأخبار

تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار العملة تحرم آلاف الأسر العدنية من الابتهاج بعيد الأضحى المبارك

2024-06-16 الساعة 05:06م

يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام 1445 هــ في العاصمة المؤقتة عدن، في ظل ظروف حياتية معقدة، إثر ارتفاع الأسعار، وتدهور قيمة العملة المحلية، ما أدى إلى غياب مظاهر العيد من ذبح الأضاحي وشراء ملابس جديدة والخروج إلى المتنزهات وغيرها من مظاهر العيد وشعائره الدينية.

فمع هذا الانهيار الكبير للوضع الاقتصادي والمعيشي تحول عيد الأضحى المبارك إلى فرحة منقوصة لدى الكثير من الأسر العدنية واليمنية بشكل عام، حيث نغصت عليهم ارتفاع أسعار الملابس والأضاحي اكتمال هذه الفرحة، وأجبرتهم على العزوف عن كثير من مظاهر البهجة والسرور والشعائر الدينية خلال الأعياد.

وعلي الرغم من أن مشكلة غلاء أسعار الملابس والأضاحي تمثل مشكلة سنوية في عموم أنحاء اليمن التي تشهد حربا مستمرة منذ أكثر من تسع سنوات، إلا أنها هذا العام كانت الأسوأ، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي لآلاف الأسر في عموم البلاد وانهيار العملة بشكل كبير.

ومع ذلك يبقى العيد لدى العدنيين واليمنيين بشكل عام رمزا للأمل والتجديد رغم كل الصعوبات، إلا أن الناس تحاول قدر استطاعتها إيجاد الفرحة لدى أسرها وأطفالها، على أمل أن يأتي العيد القادم وقد تحسنت الأحوال، حتى يتمكن من تحقيق أحلام وأمنيات أطفاله وأسرته البسيطة التي تعطي للعيد معناه الحقيقي.

عزوف عن الملابس

تقول المواطنة " أم خالد "، إن الارتفاع المهول في الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، أجبرها مع كثير من الأسر على العزوف عن شراء ملابس العيد وشراء الأضاحي، خصوصا خلال الوضع الاقتصادي الراهن واستمرار التدهور الكبير للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

وتضيف " أم خالد " وهي مواطنة من سكان مديرية كريتر في تصريح خاص لـ " المصدر أونلاين "، أن الكثير من الأسر العدنية لم تعد لديها القدرة على الشراء بشكل نهائي ولم تعد تهتم ألا بالأشياء الضرورية في توفير لقمة العيش لها ولأسرها في حين عزفت تماما عن مظاهر وعادات العيد.

وتشير إلى أن الفرحةُ بقدومِ عيدِ الأضحى المبارك في العاصمة المؤقتة عدن باتت منقوصةً بالنسبةِ لكثيرٍ منْ المواطنينَ منْ ذوي الدخلِ المحدودِ، وأفسدتها موجةُ الغلاءِ والظروفِ المعيشية والاقتصاديةِ المتردية والتدهورِ المستمرِ للعملةِ المحليةِ.

بدوره يؤكد تاجر الملابس " عبدالرحمن باشيبه " في تصريح خاص لـ " المصدر أونلاين "، أن أسواق العاصمةِ المؤقتة عدن تكتظ بالملابس، إلا أن الإقبالُ الشعبيُ على شراءِ هذه الملابسُ تراجع بشكل كبير جدا مقارنة بالأعوام السابقة وذلك بسبب انهيار الوضع الاقتصادي في البلاد.

ويشير إلى أن القدرة الشرائية عند المواطنين تراجعت بشكل كبير جدا خلال هذا العام، وذلك بسبب انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن وارتفاع أسعار الملابس، الأمر الذي جعل الكثير من الأسر أن تكتفي باستخدام ملابس عيد الفطر خلال عيد الأضحى.

ويوضح باشيبه أن قضيةُ ارتفاعِ أسعارِ الملابسِ في عدن مرتبطة بشكل مباشر بانهيار أسعار صرف العملة اليمنية أمام الأجنبية، وأن هذه القضية باتت كابوسا يؤرقُ حياة المواطنين ويفسدُ عليهِم فرحتهُم بالعيدِ.

عزوف عن الأضاحي

في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وجد الكثير من الناس في العاصمة المؤقتة عدن أنفسهم يستقبلون العيد بجيوب فارغة، الأمر الذي أجبرهم على العزوف عن شراء الأضاحي التي تعد شعيرة إسلامية يتميز بها عيد الأضحى وسنة سنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وأثناء تجوالنا في سوق المنصورة المركزي لبيع الأضاحي وجدنا المواطن "أيمن العدني"، يتجول حاملاً نقوده لشراء أضحية العيد، إلا أنه عاد إلى منزله خالي الوفاض بسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرته على شرائها.

وقال "العدني" في تصريح خاص لـ "المصدر أونلاين"، إن أسعار الأضاحي تضاعفت هذا العام عن العام الماضي وسجلت أرقاماً خيالية، حيث وصل أقل سعر للأضحية المستوردة إلى 150 ألف ريال، بينما وصل أقل سعر للأضحية المحلية (البلدي) إلى 170 ألف ريال.

وأشار إلى أن الكثير من تجار المواشي امتنعوا خلال هذا العام عن بيع الأضاحي بالعملة اليمنية، وقاموا ببيعها بالريال السعودي، الأمر الذي فاقم من معاناتهم بشكل أكبر، وأجبرهم على العزوف عن شراء الأضاحي.

بدوره قال تاجر الأضاحي "عمر الصبيحي"، في تصريح خاص لـ "المصدر أونلاين"، إن قدرة المواطنين على شراء الأضاحي غابت تماما خلال هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي والاقتصادي لدى كثير من الأسر العدنية.

وأوضح الصبيحي أن الأضاحي يتم استيراد معظمها من خارج البلاد خاصة من دول القرن الإفريقي بالدولار الأمريكي، وهو ما تسبب بارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير فاقت قدرة المواطن الشرائية.

ومع هذا الانهيار الكبير للوضع الاقتصادي والانهيار المتسارع للعملة المحلية، تحول هذا العيد الذي يفترض أن يكون موسم للفرح والاحتفال، إلى مناسبة تشعرهم بالفقر والعجز وتذكرهم بما يفتقرون إليه.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص