أهم الأخبار

مأساة جيل.. هذه قصة المهندس اليمني "عصام الهيسلان" الذي فقد حياته أثناء محاولته الهجرة إلى أوروبا وظل جثمانه مفقوداً لستة أشهر

2024-07-21 الساعة 04:39م

في قصة مؤلمة تعكس واقع اليمنيين الباحثين عن مستقبل أفضل، وجدت عائلة المهندس عصام محمد علي الهيسلان نفسها أمام الحقيقة المرة بعد تلقيها بلاغ بالعثور على جثمانه بين حدود بيلاروسيا وبولندا أمس الأول.

عصام، البالغ من العمر 55 عامًا، مهندس بارز وأحد كوادر مكتب الأشغال العامة بمحافظة شبوة، قرر مطلع عام 2024 الهجرة إلى أوروبا، مثل آلاف اليمنيين الذين يهربون من قسوة الحياة التي خلفتها الحرب سعياً للبحث عن وطن آخر في ظل استمرار الحرب والصعوبات الاقتصادية في اليمن.

كان الموظف الحكومي السابق يعيش مع أسرته في عدن، بدأت رحلة عصام المأساوية مطلع العام الجاري، حيث كان مهاجراً باتجاه أوروبا، وفي السادس من يناير تم فقدان الاتصال به، وذلك خلال محاولته عبور الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.

سبق لأسرته أن أطلقت العديد من المناشدات طيلة الأشهر الماضبة للحكومة الشرعية والسفارة اليمنية في موسكو والمنظمات الحقوقية والجهات المعنية، للبحث عن المهندس عصام في الحدود البيلاروسية بجانب السياج البيلاروسي نقطه 322 منطقة بريست حيث تم فقدانه، لكن دون جدوى، مؤكدة أن ظروف اقتصادية صعبة أجبرته على اتخاذ قرار الهجرة والمغامرة بحياته في طريق محفوف بالمخاطر.

عاشت أسرة المهندس عصام أشهر عصيبة على أمل عودته سالماً، متمسكة بآمال ضئيلة في العثور عليه على قيد الحياة، لكن، خبر العثور على جثمانه مثل صدمةً كبيرة للعائلة التي كانت تأمل في معجزة تعيد لهم عزيزهم.

القصة المأساوية لعصام ليست إلا واحدة من عشرات بل مئات القصص التي يعيشها اليمنيون يومياً في سعيهم للهرب من واقع الحرب والمصاعب الاقتصادية، وتبقى ذكراه شاهداً على معاناة أمة بأكملها، تبحث عن بصيص أمل في غدٍ أفضل.

أسرته تنعيه

في منشور على صفحتها قالت زوجته "أم راكان": "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. بقلوب مليئة بالحزن والأسى، وبإيمان عميق بقضاء الله وقدره، أنعي زوجي الغالي ووالد أولادي العزيز المهندس عصام الهيسلان، الذي وافته المنية وانتقل إلى جوار ربه".

وأضافت: "لقد كان نعم الزوج والأب، وستظل ذكراه الطيبة ماثلة في قلوبنا إلى الأبد. أدعو الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته، وينزله منزل الصديقين والشهداء. كما أسأله تعالى أن يلهمنا وأهلنا وأحباءه الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. شكراً لكل من قدم لنا المواساة، وأسأل الله أن يجزاكم خير الجزاء".

أما ابنه "راكان" فقد كتب قائلاً: "إرث الإنسان، أثره. إنا لله وإنا إليه راجعون. 'وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ'. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، أنعي وفاة والدي العزيز المهندس عصام محمد علي الهيسلان. لقد فقدنا اليوم رجلاً عظيماً، كان مثالاً للتفاني والصدق والطيبة. ترك لنا إرثاً من المحبة والعطاء، ولن ننسى ذكراه أبداً. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا الصبر والسلوان. اللهم اجعل مثواه الجنة، واغفر له وارحمه، وارزقنا من بعد فراقه الصبر والسلوان. ذهب ولكنه ترك وراءه كل خير، طيب الله ثراه منعماً في الجنان بإذن الله. 'يأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي'. البقاء لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

وأشار في منشور له إلى أن "الصلاة (على روح والده) كانت في القلوعة (عدن) يوم السبت في مسجد الرحمة عقب صلاة الظهر (صلاة الغائب) يوم السبت 20/7/2024. العزاء للرجال في مقر منظمة الحزب بجانب البنك العربي وقاعة ليلتي المعلا يوم الأحد 21/7/2024".

واختتم منشوره بالقول: "اللهمّ ارحم من عز علي فراقه، يارب إنّ أبي أغلى من فقدت ارحمه برحمتك واجمعني به يا رب العالمين. 'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا'".

ومثل المهندس عصام تحدث نشطاء على مواقع التواصل، عن فقدان عبدالكريم يسلم باجيل منذ تأريخ 2024/1/14 على الحدود البولندية، وهو موطن يمني ينتمي إلى محافظة شبوة.

وبين الحين والآخر تنقل وسائل إعلام دولية ونشطاء على مواقع التواصل، عن وفاة مهاجرين يمنيين حاولوا الدخول الى أراضي الاتحاد الأوروبي من خلال بلاروسيا ودول أخرى، أو عبر البحار بواسطة مهربين.

وبسبب الحرب والفقر، لجأ الآلاف من المهاجرين معظمهم من أفريقيا والشرق الأوسط، وتحديداً من سوريا واليمن والعراق وأفغانستان ومصر إلى رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحار، والمعابر الحدودية البرية في ظل حراسة مشددة على حدود البلدان الأوروبية التي شددت إجراءاتها لصد محاولات الهجرة المتكررة بتعاون سلطات عربية خصوصا منذ مطلع 2024.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص