2024-10-09 الساعة 10:41م (يمن سكاي - )
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، مساء يوم الاثنين، عقوبات على رجل الأعمال اليمني الشيخ حميد الأحمر و تسعٍ من شركاته، بالإضافة إلى مجموعة من رجال الأعمال العرب.
الولايات المتحدة وجهت للشيخ الأحمر وهو برلماني وسياسي يمني بارز اتهامات بأنه يشكل جزءاً من شبكة مالية تدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس، مدعيةً أن هذه الأنشطة تُغطى تحت شعار العمل الخيري.
وتزامنت هذه العقوبات مع تصريحات للأحمر، حيث دعا إلى وقف الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني في وجه الكيان المحتل، وذلك في كلمة له بمناسبة مرور عام على طوفان الأقصى.
وفي أول تعليق له على قرار العقوبات الأمريكية، نشر الشيخ حميد الأحمر صورة تعبيرية عن عملية السابع من أكتوبر، عقب الإعلان عن هذه العقوبات وذلك على حسابه في منصة "إكس"، في إشارة إلى استمراره في دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال وموقفه الثابت والواضح منذ نحو 20 عاماً.
وسبق أن استنكر الأحمر مراراً الموقف الأمريكي والغربي الذي ينحاز بشكل واضح للاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن تسويق الأكاذيب الإسرائيلية.
وتتوالى ردود الفعل التضامنية مع الشيخ الأحمر، حيث اعتبر سياسيون وإعلاميون ونشطاء أن هذه القرارات تأتي كرد فعل على مواقفه الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، مما جعله هدفاً للسلطات الأمريكية في الخارج، بعد عقد من استهدافه وممتلكاته بشكل ممنهج من الحوثيين المدعومين من إيران في الداخل، وصل حد اصدار حكم الإعدام بحقه الى جانب من القيادات العسكرية والسياسية الوطنية.
وتصدر الشيخ الأحمر منصات التواصل طيلة الساعات الماضية، وفيما يلي يرصد محرر "المصدر أونلاين" بعض من هذه الردود التضامنية.
عضو مجلس الشورى الشيخ مبخوت الشريف بالقول: "(واذا أراد الله نشر فضيلة طويت.. هيّئ لها لسان حقود).. هذا الشبل من ذاك الأسد، سر على ما سار عليه أبوك فقد كان داعماً لفلسطين".
ووصف الكاتب ياسين التميمي، عبر منصة إكس، العقوبات بأنها "إجراء إجرامي" يقف وراءه موقف الشيخ حميد الثابت تجاه القضية الفلسطينية، معتبراً ذلك "وسام شرف وضعته الخزانة الأمريكية على صدره".
وأشار التميمي إلى أن هذا إرث مشرف يستمر بعد رحيل والده الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وهو جزء من موقف أصيل وثابت للشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية، مؤكداً أن العقوبات تعكس الدعم الكبير للإدارة الأمريكية للقتلة ومرتكبي جرائم الإبادة الإنسانية في حكومة الكيان الصهيوني بأسلحة وإشراف من واشنطن.
وكتب الإعلامي منير محمد: "الشيخ حميد الأحمر يدفع ثمن مواقفه الشجاعة، فهو صاحب مبدأ وقضية، وموقفه واضح ومشرف منذ البداية. ما يسمونه عقوبات نحن نسميه شرف وفخر".
وقال الصحفي علي العقبي إن "الشيخ حميد الأحمر رمز للوطنية بمواقفه الثابتة حضوره الاجتماعي يطال كل البلاد وفرض العقوبات الأمريكية عليه بسبب دعمه للقضية الفلسطينية ما هو إلا وسام شرف رفيع يضيف له مكانة جديدة في قلوب الأحرار بالعالم".
بدوره قال الصحفي توفيق أحمد إن "العقوبات الأمريكية على الشيخ حميد/ ليست مجرد استهداف لشخص، بل هي استهداف لموقف الشعب اليمني بأكمله"، مضيفاً أن "وقوف الأحمر إلى جانب القضية الفلسطينية وحماس هو وقوف الشعب اليمني الحر ضد الظلم والاستبداد، ودعمه للمقاومة هو دعم لكل نفس حر في العالم".
رئيس مركز أبعاد عبدالسلام محمد قال أيضاً إن "الدفاع عن الشيخ حميد الأحمر من العقوبات الأمريكية، أضحت مسؤولية الحكومة اليمنية، كونه عضو في البرلمان وداعم للشرعية وغير متمرد عليها".
وأشار الى أن "الأسباب التي بنيت عليها الاتهامات غير منطقية، وتتطابق وجهات نظر الأحمر كمواطن يمني مع توجهات الدولة اليمنية الثابتة في دعم المقاومة الفلسطينية وإدانة الاحتلال الإسرائيلي، وحق الشعوب العربية في مقاومته".
وتابع: "إضافة إلى أن العمل الذي يقوم به الشيخ الأحمر في مناصرة القضية الفلسطينية، لا يتجه باتجاه دعم المقاومة عسكريا، لأنها مسؤولية خاصة بأنظمة الدول العربية والإسلامية وليس الأفراد، لكن دعمه يقوم من خلال منظمات مدنية مثل رابطة برلمانيون لأجل القدس، ومؤسسة القدس".
واختتم عبد السلام منشوره بالقول: "باعتقادي مثل هكذا قرار يحتاج لاستشارة محامين دوليين، والتحقق من المعلومات، التي يحتمل أن بعض الدعاوي تعرضت للتلفيق من قبل خصوم سياسيين أو توجهات دول في إطار التنافس والاستقطاب في اليمن والمنطقة".
وأشار الإعلامي مختار الفقيه إلى أن "إدراج الشيخ المناضل حميد بن عبدالله الأحمر في قائمة العقوبات الأمريكية على خلفية دعمه القضية الفلسطينية، شرف عظيم وشهادة له بأنه من خلال مؤسسة القدس التي يرأسها، وبرلمانيون من أجل الأقصى الذي يقوده يؤدي دورا عظيما يستحق الإشادة والنصرة والتضامن من كل أحرار العالم".
وقال إن مواقف الشيخ حميد تجاه السياسة الأمريكية ودعمها المباشر وغير المباشر لجرائم الكيان الغاصب على أهلنا في غزة وراء استهدافه من الخزانة الأمريكية، مؤكداً أن "القرار لا يزيد المناضل حميد الا إصرارا في نصرة الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة".
في السياق علق نائب رئيس الدائرة السياسية في الإصلاح الدكتور أحمد حالة بالقول إن "القرار الصادر من وزارة الخزانة الامريكية تجاه الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر يصب في اطار التعصب الأمريكي الاعمى لصالح الكيان الصهيوني وهو تصرف مرفوض من الشعب اليمني وشعوب العالم الحر المؤيدة لنضالات الشعب الفلسطيني وكفاحه من اجل التحرر والانعتاق من الاحتلال الصهيوني".
وذكر هادي الوائلي أنه "كان على أمريكا وخزانتها أن توفر على نفسها التعب وتصنف الشعب اليمني بأكمله رجاله ونسائه وحتى شجره وأحجاره وترابه في قائمة واحدة مع الشيخ الشهم المناضل حميد بن عبدالله الأحمر فكلنا كشعب يمني مناصرين لموقف حماس وكلنا أعداء لغرستكم الخبيثة إسرائيل ... الف تحية للشيخ حميد وهنيئاً لك وسام الشرف فلا ينال هذا الوسام الا الأبطال أمثالك".
"تخادم حوثي أمريكي"
عدد من النشطاء تحدثوا الى أن هذه العقوبات الأمريكية جاءت بعد 10 سنوات من نهب ميليشيا الحوثي لممتلكات الشيخ الأحمر والسطو على إيراداتها في تلك المحافظات التي سيطرة عليها بقوة السلاح عن الانقلاب على الشرعية.
ولفت النائب محمد الحزمي إلى أن "الحوثيون نهبوا ممتلكات الشيخ حميد الأحمر بحجة انه عميل لأمريكا، وأمريكا تفرض عليه عقوبات بحجة انه يدعم حماس، ما دام والطرفان متفقين على عداوته فهو على حق، كتب الله أجرك. (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّآ أَذًى ۖ ..)"، مضيفاً أن تهمة الأحمر الحقيقية أنه رئيس "رابطة برلمانيون لأجل القدس"، وهذا شرف له ولا يعيبه".
أما الإعلامي محمد الضبياني فقال إن العقوبات الأمريكية على الشيخ حميد، تأكيد دامغ على تخادم حوثي أمريكي، حيث تتعرض أملاكه وشركاته في صنعاء منذ نكبة 21 سبتمبر 2014 إلى عمليات نهب واحتلال غاشم من قبل مليشيا السلالة الحوثية، لتأتي أمريكا لتثبت وجودها كأهم داعم ومساند للحوثي وإرهابه، بمعاقبة مناضل وقف بصدق وشموخ ضد مشروع إيران الآثم، ويساند بإيمان فلسطين وقضيتها العادلة مثله مثل كل عربي ومسلم".
الصحفي سامي نعمان قال إن "الحوثي السافل يتضامن مع الشيخ حميد الأحمر ضد العقوبات الأمريكية"، مشيراً إلى أن "الصورة من استباحة عناصر ميليشياته لمنزل حميد الأحمر وغرفة نومه وتصويرها عام 2014. وهذه لقطة من وكالة رويترز (أرفق المنشور بالصورة)"، لافتا الى أن "الحوثي استدعى وكالات العالم لاستعراض سفالته في استباحة ممتلكات واعراض وخصوصيات الناس".
الوائلي عاد وقال في منشور آخر: "يكرهون فيك شموخك وصدق مبادئك فالتقى الحوثي مع الأم ريكي وكنت سبب في فضح تحالفهم على كل من يدعم حم اس بصدق".
وأضاف: قلنا لكم إذا تقاتل الربحان أوبه لجربتك. أمريكا تعاقب الشيخ حميد لمناصرته هماس وتبرأ محمد عبد السلام لأنه يحب السلام.؟!".
وغرد الفنان علي السعداني بالقول: "جماعة الحوثي شغلونا ليل ونهار نباح ضربنا السفن الأمريكية. قصفنا المدن الإسرائيلية. أنهينا أمريكا وإسرائيل. ولم تحرك أمريكا ساكن ولم تمس لهم شركة مع العلم ان شركات محمد عبدالسلام والبخيتي فقط أضعاف شركات حميد الأحمر".
واستطرد بالقول: "بل إن أمريكا ضغطت على الشرعية حول قرارات البنك المركزي لتتوقف لكي لا يتضرر الحوثي، وعلى الجانب الآخر الأحمر لم نسمع له صوت حول القضية الفلسطينية يدعم بصمت حسب تصريحات الأمريكان. وسارعوا بفرض عقوبات عليه. أكيد عرفت اللعبة ووضحت لك الصورة".
من جانبها عبرت قبائل مراد عن التضامن الكامل مع الشيخ حميد ورفض القرارات التعسفية التي صدرت ضده من الإدارة الأمريكية.
وقالت في بيان لها: "نحن قبائل مراد، نعلن تضامننا الكامل مع الشيخ حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر، عضو مجلس النواب ورئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس، إزاء القرار الظالم وغير القانوني الذي صدر عن الخزانة الأمريكية بحقه".
وأضافت: إننا نرفض هذا القرار الجائر الذي نعتبره منحازًا بوضوح للكيان الصهيوني. وندعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى مراجعة موقفها واتخاذ موقف أكثر عدلاً وإنصافًا، يراعي الحقوق الإنسانية ويدعم القضية الفلسطينية، ويساعد الشعب الفلسطيني على تأمين احتياجاته الأساسية من غذاء ودواء ومياه شرب".
والشيخ الأحمر هو رجل أعمال وعضو مجلس النواب اليمني، وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، ويرأس مؤسسة "القدس العالمية" ورابطة "برلمانيون من أجل القدس وفلسطين".