2024-10-16 الساعة 12:16ص
حذر المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس جروندبرج، اليوم الثلاثاء، من انزلاق اليمن بشكل أكبر في الصراع الإقليمي، وانهيار أحد البنوك الكبيرة، مشيراً إلى تصاعد المخاطر التي تهدد أمن وسلامة موظفي الأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين.
جاء ذلك في إحاطته الشهرية التي قدمها في جلسة لمجلس الأمن عُقدت لمناقشة الوضع في اليمن.
قال جروندبرج في الجلسة إن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد تضييقاً واسعاً لمساحات المشاركة الفاعلة وبناء السلام، "إذ يتعرضون للاعتقالات التعسفية والتهديدات بالقتل والترهيب، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها (الحوثيين)".
وأكد أن "أمن موظفي الأمم المتحدة أصبح في خطر متزايد" في مناطق سيطرة الحوثيين، لافتاً إلى استمرار الحوثيين في "احتجاز موظفي الأمم المتحدة، والعاملين في المجتمع المدني، وأفراد البعثات الدبلوماسية بشكل تعسفي".
وجدد المبعوث الأممي في إحاطته الدعوة إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفياً، بمن فيهم 17 من موظفي الأمم المتحدة - منهم أربع نساء وأحد أعضاء فريقي - وإنهاء حملة الاعتقالات".
وأشار جروندبرج إلى الاعتقالات التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين، وقال إن "هذه الاعتقالات، المصحوبة باتهامات مبهمة وكاذبة وغياب تام لأي إجراءات قانونية عادلة، تهدف إلى تشويه السمعة وخلق بيئة من الخوف وانعدام الثقة".
ووصف إحالة الحوثيين بعض المختطفين، بما فيهم موظفون أمميون، "إلى ما يسمى 'الملاحقة الجنائية'، تمثل ضربة إضافية لجهودنا الجماعية لبناء السلام والاستقرار في اليمن"، وقال": لقد أوضحت (للحوثيين) مراراً أن مثل هذه الإجراءات لا تعكس نية في التفاوض لتحقيق السلام".
وذكر جروندبرج الأطراف بالتزاماتها وتعهداتها "تجاه وضع خارطة طريق تتضمن وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد، وتلبية الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية، والتحضير لعملية سياسية شاملة"، مؤكداً أنه "على الرغم من التصعيد، تظل هذه الالتزامات أساسًا جوهريًا لبناء السلام في اليمن ونقاط مرجعية في مناقشاتنا مع الأطراف".
وتحدث المبعوث عن ما أسماه "هدوءاً نسبياً على خطوط المواجهة"، مشيرًا إلى "أن قنوات التواصل مع القيادات العسكرية العليا عبر لجنة التنسيق العسكري نشطة، مما يعزز الرسالة بأن الأسس التي يتم وضعها الآن ستكون حاسمة لضمان استقرار وقف إطلاق النار في المستقبل والترتيبات الأمنية الأخرى".
وقال إنه "استضاف مؤخرًا وفداً من حكومة اليمن للتخطيط والتحضير لآلية وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ونتطلع إلى عقد جلسات إضافية مع (الحوثيين) وغيرهم من الشركاء في المستقبل القريب".
وفي الجانب الاقتصادي، قال جروندبرج : "قمنا بتحديد خيارات على المستوى التقني ونعمل على حث الأطراف بأن التعاون في المسائل الاقتصادية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والاستدامة الاقتصادية".
المبعوث الأممي تجاهل تماماً الاتفاق المكتوب الذي أعلن توصل الحكومة والحوثيين إليه بشأن الملف الاقتصادي في 22 يوليو/تموز الماضي، مشيراً إلى أنه "على اتصال وثيق مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، خاصة في القطاع المصرفي، حيث يبرز احتمال انهيار أحد البنوك التجارية الرئيسية مدى أهمية التعاون العاجل".
ودعا في هذا الخصوص "الأطراف إلى إظهار الإرادة اللازمة ووضع احتياجات اليمنيين في مقدمة الأولويات".
وفي مطلع إحاطته، تحدث المبعوث الأممي عن "التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، والذي نشهده منذ عام"، وقال "من المؤسف أن اليمن جزء من هذا التصعيد، ويواجه خطر الانزلاق بشكل أعمق".
وأوضح أن "اليمن وشعبه يشعرون بوطأة هذا الصراع الإقليمي المتصاعد... واصل (الحوثيين) هجماتهم على الملاحة الدولية، ومحاولات متعددة لاستهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات. إن تكرار هذه الهجمات، بما في ذلك الضربات الأخيرة على ناقلات النفط، زادت بشكل كبير من خطر وقوع كارثة بيئية".
وأشار إلى الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على أربع محافظات يمنية، والغارات الإسرائيلية الجوية على الحديدة، والتقارير التي تتحدث عن وقوع ضحايا، مؤكدًا أن "هذا التصعيد المتبادل يجر اليمن بشكل أعمق نحو الصراع الإقليمي، مما يهدد آماله في تحقيق السلام والاستقرار".
وخاطب جروندبرج في ختام إحاطته أعضاء مجلس الأمن: "وبصفتي المبعوث الخاص إلى اليمن، أنقل تطلعات الشعب اليمني وأدعو هذا المجلس إلى التكاتف من أجل وقف نزيف الدم ودعم كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام في منطقة بأمسّ الحاجة إليه".