2016-06-03 الساعة 01:38م
عنوان لإصدار للأحرار يعود إلى خمسينات القرن الماضي.. لا يزال العنوان رغم تعاقب أنظمة حكم عديدة في الشمال و الجنوب.. وحكام قتلاهم أكثر من موتاهم و لكن التسمية ما تزال واقعا يفقأ العين، ويخز الضمير، ويدمي القلب والعين " اليمن المنكوبة المنهوبة".
لكل جهة من الجهات مراراتها، ولكل منطقة شكواها .
وتظل السواحل: من ميدي إلى المكلا مرورا بالمخا وعدن هي الأكثر تضررا؛ لأنها مناطق مسالمة تتعرض للحروب والنهب.. و هي كمناطق حارة بحاجة أكثر إلى الماء والكهرباء، وقد حرمت منهما.. فالمناطق الشمالية تسلطن عليها حكام " الأمر الواقع"، ونهبوا مواردها، وحرموها من الماء والنور، وهما قضية حياة أو موت في مناطق تتجاوز درجة الحرارة الـ45 درجة مئوية، وقد تصل وتتجاوز في ذروة الصيف الـ50 درجة.. لكن القوة المتغلبة- لاتهتم بحياة المواطن وأمنهم وسلامهم، كما تنتزع لقمة الخبر الكفاف من أفواه الجياع.
أما الشرعية الغائبة فقد أغمضت العين عن المناطق " المحررة "، وتناست المدينة المحاصرة "تعز"، واكتفت بتصريحات زائفة لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي تعتقد خطأ أن نجاتها وسلامتها هي كل "الشرعية"، والمكسب الوطني الوحيد..
والسؤال من ينقذ المناطق "المحررة "ومناطق النهب والغلبة؟
اليمن كلها بحق منكوبة منهوبة، ولكن الواقع الدامي أن السواحل نكبة المنكوبين، ولا سلاح غير رفع الصوت، والاحتجاج في مواجهة الحكام جميعا الذين يتقاتلون ويتقاسمون الفيد والأسلاب والعوائد، وهم في حمى الاحتراب .
الحياة معنى من معاني الموت أو كلمة مرادفة
اليمن البلد المنذور للموت والمحكوم به.. كل الطرق سالكة بالموت واعدة به؛ فالحرب التي تغطي سماء اليمن، وتغمر الأرض، تنشر الموت في تفاصيل "الحياة" في الجسد كله..
الحروب المستدامة والمؤبدة، والأوبئة الفتاكة، والجوع الأكثر تقتيلا، وانعدام الأمان والاستقرار والعدالة والحكم الأكثر فتكا = هي أبرز معاني – الحياة – الموت في اليمن كله.
في زمن قياسي يرحل المنهدس عبد الغفار الغوري الفنان المبدع الذي يرسم بريشته أروع قصائد العمران في صنعاء.. كان الأكثر شغفا وحبا معرفيا وإبداعيا بهندسة العمران أكثر من اهتمامه بحياته وحياة عائلتة وأسرته الفقيرة .
الفنان العظيم الذي خط قلمه وفكره الهندسي أجمل البيوت في صنعاء مات دون راتب أو درجة وظيفية أو مسكن يؤوي عائلته المفجوعة في الحجرية وصنعاء.. والمأساة في اليمن أننا "نؤذن في مالطه"، فلا نجد من نطالبه براتب أو سكن لأطفال المهندس عبد الغفار أحد أهم كوادر الهندسة في البلاد ..
ومات الشاعر العظيم والمغني الأعظم علي عبد الرحمن جحاف
الشاعر المبدع ابن الشعب الذي أتقن لهجة ومعاناة وأخيلة الناس البسطاء في تهامة، فغنى أحلامهم وأمانيهم بلهجة ضاربة بجذورها في العمق الشعبي لا يقدر عليها إلا مبدع عظيم كعلي عبد الرحمن جحاف .
صاحب ديوان "الفل" من أعظم مبدعي الأغنية اليمنية رحل هو الآخر دون وداع، وهو أيضا فقير غني بكبريائه وإبداعه.
عبد الحفيط والقتل بالنسيان
الرفيق عبد الحفيظ جازم.. هذا المناضل الجسور المغمور حد النسيان والنكران كان عضوا مرشحا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الثوري ومن أهم مؤسسيه .. كان في طليعة عمال مصنع الغزل والنسيج.. تصدى لجحافل المرتزقة في حصارالسبعين يوما، وكان في طليعة من حشد عمال وعاملات المصنع للتصدي " للفاتحين الجدد"، ودفع الثمن اعتقالات عديدة، وتعذيب وتنكيل وإهمال، ولكنه - وقد عرفته عن قرب - لم يتحدث مرة واحدة عن نضاله، وما قدمه في سبيل حماية الوطن الجمهوري
الأستاذ الشاعر ردمان
قبل أسابيع أحيت عائلة الأستاذ المربي الفاضل جميل ردمان الذكرى السنوية في جامعة صنعاء؛ كان هذا الاستاذ نموذجا للمربي الفاضل فهو حريص على نشر المعرفة والتعليم يكتب القصيدة الحديثة، وشديد الفخر والاعتزاز بانتمائه للحزب الاشتراكي، ومات في سن العطاء؛ فرحم الله جميل وإنا لله وإنا إليه راجعون..