2016-06-27 الساعة 12:01ص
تمثل تعز قلب الحلم اليمني بدولة، ولذا فهي المكان الأمثل لخنق ومحاصرة النزعة المتراكمة صوب التغيير والبحث عن دولة تحقق الحلم اليمني، والإرادة الدولية ترى هذا الخنق هو السبيل الأمثل لفرض التصورات الدولية المتناغمة مع خطها الامبريالي.
لم يكن تصريح المقدشي الذي أشار إلى أن "تعز قطاع منفصل" مجرد حديث عفوي، بل يعكس توجه مشاريع دولية لفرض واقع جديد، أضف إلى ذلك ممارسات قادة جنوبيين يحركه طرف في التحالف العربي بغرض تهيئة متدرجة لعقول وقلوب الناس للقبول بتقسيم المقسم.
معركة تحرير تعز ليست صعبة، ولا تحتاج إلى تكلفة باهضة كما يتصوره البعض، فرجال المقاومة والجيش الوطني قادرون على كسر الحصار وتحرير المدينة خلال أيام، وهذا ما صرح به العديد من قادة المقاومة، وأظهرته قدرة الأبطال على تحرير أجزاء كبيرة من المدينة مرتين على التوالي، لكن سرعان ما تلتقط الميليشيات انفاسها، وتستعيد المواقع بدعم وتعزيزات عسكرية ضخمة.
قد يبدو الحديث مبكراً حول تشكيل خارطة يمنية جديدة، خصوصا وأن الحرب لم تضع اوزارها بعد، كما أن مؤشرات المشهد تتجه إلى تصاعد وتيرة العملية العسكرية في الأشهر القاددمة، في حين فشلت مفاوضات الكويت بالتقدم نحو الأمام ولو خطوة واحدة.
المملكة العربية السعودية عليها ضغوط دولية دائماً بعذر "ترك الفرصة للحل الديبلوماسي" و"ضرورة التوصل لتسوية" و"ضرورة وجود الحوثيين كطرف في المعادلة" والسعودية تقبل ذلك من باب "الديبلوماسية" وتعتمد على عامل الزمن والجهود السياسية للحصول على موافقة على تقدم جديد على الجبهات، ولكن الأمريكان والروس والأوروبيون يرون أن التحكم بتعز هو الضامن لوجود فرص الحوار والحلول السياسية.
ويبدو أن السعودية ترى أنها إن أقدمت على دعم مقاومة تعز بالسلاح الثقيل فهذا يعني تمرد السعودية على "النادي الاستعماري" ورفضها لتصوراته للحل في اليمن وانحيازها لحل الحسم المسلح، وهذا سيصعد من عدائهم لها ومحاصرتها أكثر.
الصمود الأسطوري للمقاومة وأبطال الجيش في تعز ما نراهن عليه، لكسر هذا المخطط، وكل مؤامرة عابرة للقارات تستهدف مصير الشعب والبلد، فتعز ستظل دوماً تلك المدينة الحالمة التي قادت الثورات ضد كل الطغاة ورفضت التوريث والتمييز السلالي والمناطقي. .