2015-01-27 الساعة 10:17ص
قالوا في قصة قديمة: كان هناك واحد نص مجنون، وكان يسخر من الكلام عن عذاب القبر، ويدخل مع الناس في مشاكل بهذا السبب، وذات يوم قال لهم إنه سيتأكد بنفسه، وراح حفر له قبر، وفي الليل ذهب ليقضي ليلته فيه.
ظل هناك بانتظار أي أحد من الملائكة، أي شيء متعلق بالعذاب، مرت الساعة الأولى والثانية والتالية دون جدوى، ومع اقتراب الفجر بعدما تأكد أنه لا يوجد شيء في القبر قرر الخروج.
وأثناء خروجه صادف مرور عدد من البغال لأحد التجار وهي محملة ببضاعة من الأواني الخزفية، وبمجرد أن خرج بنصف جسمه نفرت البغال واضطربت وتصادمت وتكسرت أواني الخزف، فما كان من التاجر إلا أن استل عصاه وأوسعه ضربا ودقدق عظامه.
عاد يسحب أرجله إلى القرية، فسأله الناس عن الخبر؟ فقال لهم بكل ثقة: انهبوا، واسرقوا، واسكروا، وابطروا، واعملوهن كلهن، إلا فجّاع البغال!!
الحوثي دخل صنعاء، وكلما اقتحمت مليشياته مكانا أو معسكرا أو مرفقا حكوميا أو حزبيا اتصل لاصحابه يسألهم عن الخبر، فيقولوا له: الدنيا عوافي، ولا فيه أي مشكلة. وذهبوا جامعة صنعاء ليمنعوا أي احتجاجات تندلع عليهم من هناك، وتفاجؤوا أن جامعة صنعاء ليست أيا من تلك المرافق المعتادة، وإذا بالحوثي نفسه هو من يؤسس الحراك المناهض له في الجامعة.
تجمعت مليشيات الحوثي صباح اليوم لقمع الطلاب في الجامعة وتفاجؤوا بالطلاب يصعدون ويتزايدون ويتداعون لمظاهرات جديدة، واتصل الحوثي لأصحابه يسألهم أيش الخبر؟ فقالوا له: اقتحم المعسكرات والمقرات الحكومية ومقرات الأحزاب وبيوت الناشطين وانهب واسرق واعملن كلهن إلا جامعة صنعاء!!