2015-06-23 الساعة 11:28م
حين كان الاصلاح يفضل التخلي عن حمل السلاح في مواجهة بغي وطغيان الحوثي منذ اجتياح صنعاء وماتلاها..كان شخص مثل محمد عايش يسخر منه، حتى أنه اعتبره "مضربة" أو "ملطمة" الحوثي في احد منشوراته الساخرة..وفيه دعاه الى التحرك والرد بالقوة التي يمتلكها بدلا من الخنوع والاستسلام، وعدم ابداء اي حركة توحي انه حزب قوي في الساحة كما يزعم (أي الاصلاح)..
استهلك كل ما يملك من سخرية المنتشي بالقوة الفتية الصاعدة لدرجة كان يفترض بها ان تثير قادة الاصلاح ذوو الكرامة لاتخاذ ردة فعل عنيفة لتلقين الحوثي ولو درسا صغيرا في القوة..، لكن الاصلاح ظل حينها متمسكا بمبدئه: عدم المواجهة بالمثل حتى لو انتهى الاصلاح..كما كتب اليدومي..
اليوم يناشد عايش المقاومة التخلي عن السلاح في مواجهة حركة مليشاوية، والتمسك بالنضال السلمي بدلا عن ذلك..!!
اما لماذا؟ كي لا نستبدل الحوثي بحركة مسلحة اخرى..!!
مالذي حدث في صنعاء؟ اب؟ عدن وتعز (بداية)؟
هل ترك الحوثي مجالا للنضال السلمي ضده؟
بل ان ماقام به الحوثي في مواجهة السلميين (من: اختطاف، قتل، تعذيب وصل الى حرق المؤخرات، اخفاء قسري، تفجير منازل الخصوم، تلفيق تهم، وصولا الى تهديد الرئيس نفسه بتنفيذ توجيهات السيد والا فالبيان الاول في الجيب..الخ ) كل هذا وغيره استنهض النظام السابق الذي سقط سلميا ليقول لنفسه: لعل هذه الطريقة هي الانسب للمواجهة فتشكلت هذه التشكيلة المليشاوية الدموية (الحوثي-صالح)..!!
نسأل غاندي الحوثي: ماهي الوسيلة الاعلامية التي تعارض الحوثي (سلميا)، ولم تقتحم وتصادر ممتلكاتها؟
ثم: هل تستطيع انت، وانت منهم، أن تخرج في مسيرة سلمية بالعاصمة صنعاء ضد ما تعتقد انه خطأ؟ على الاقل تضامنا مع عشرات الصحفيين المختطفين؟
هل تعلم ان التحالف الدموي الجديد حظى بنصائح الخبراء المدنيين التابعين والمقربين (اتمنى ان لا تكون منهم) لقطع كل ما يمت للعمل السلمي بصلة..؟؟ كي لا تتكرر تجربة 2011..!!
هل تعلم كم عدد المعتقليين، المختطفين، المخفيين قسريا، في محافظتي اب والحديدة اللتين انتهجتا طريقا (سلميا) لتحكمهما المليشيا (عنفيا)؟ حاول ان تسأل كصحفي لا كخائف على ذوبان الحديد بالنار..!!
وهل تعلم من هو أمين الرجوي؟ وكيف قتل؟ ومثله صحفيان مغموران في ذمار ..!!
وهل تبقى سياسيا معارضا للحوثي وصالح في صنعاء؟ خارج المعتقلات السرية، أو غير مطارد ويستطيع ان يقول شيئا (ولو سلميا) ضد كل هذا الذي يحدث؟
انا لا انظر للعنف كحل نهائي..انا فقط اتمنى ان تؤمن لي العودة الى منزلي في صنعاء حيث تراكمت ديون الايجار، منذ اصبحت واسرتي نازحا في تعز وبلا عمل بعد اقتحام الصحيفة..!! ومثلي مئات الصحفيبن..
امسك ورقة وقلم وقيد فيها اسماء الصحفيين والسياسيين الذين مازالوا يتواجدون حاليا في صنعاء..وأنظر ماذا ستكتشف؟
عن ماذا تتحدث ياهذا؟ هل فقدت الذاكرة؟ أم تأثرت بقراءة رواية لكونديرا عن النضال السياسي في أوروبا الغربية..!!