أهم الأخبار

لماذا يرى الحوثي بأنه الاجدر بصفقة المملكة من عفاش؟

2016-03-27 الساعة 10:48م (كتب/ عبدالله دوبلة)

يحرص الحوثي على اعطاء انطباع لدى المملكة بأنه الأجدر بالصفقة معها، ويتعامل بجدية فائقة للحصول على ذلك.

فقد أبدى التزاما جديا على الحدود، ولا يكل عن ارسال رسائل التطمين تجاهها بخصوص نزع الالغام واحباط عمليات التهريب.

وفي صنعاء حشد الحوثي للروضة وحرص على القول إن فعاليته هي الأصل وإن الأخرى في السبعين هي الفرع، وانها ذات بعد وطني واسع التمثيل في مقابل إن الاخرى فئوية وخاصة بعفاش، في رسالة واضحة بأنه الأكثر تمثيلا والأكثر تفويضا للدخول في تسوية مع المملكة.

في المقابل هل نجحت فعالية عفاش في احباط الرسائل الحوثية، بالقول ان الحوثي هو الفرع وان عفاش هو الاصل، في الحقيقة لا، وعلى العكس من ذلك فقد كرست فعالية عفاش حقيقة انه الفرع والحوثي الاصل، فقد جرت برعاية محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية، كما ان عفاش لم يستطع تجاهل الحوثي في كلمته والتي احتاج إلى أن يؤكد انه مع الحوثي ويؤيده.

من وجهة نظري يستطيع الحوثي أن يفرض على عفاش اي تسوية قد يتوصل لها مع المملكة، فيما لا يستطيع عفاش ان يفرض على الحوثي اي تسوية قد يتوصل لها هو معها، كما أن خيارات عفاش محدودة فلا هو يستطيع التخلي عن الحوثي، ولا هو يستطيع مواجهته، وحتى إن واجهه فلن يكون المستفيد من ذلك وعلى رأسه التحالف والشرعية التي يفرضها.

وكل ما قد يناله عفاش من خلال الضغط الجماهيري هو ان يناله نصيب من الصفقة التي قد يتوصل لها الحوثي كطرف أصيل عن نفسه، لكنه لا يستطيع فرض نفسه بديلا عنه في أي صفقة.

فالحديث عن قوة الحوثي وعفاش هي لا تقاس بقدرة أحدهما على الحشد أو ما يملك من قدرة عسكرية، وانما بقدرة أحدهما على المناورة والفعل السياسي دون الحاجة للأخر، والواضح أن الحوثي هو من يستطيع التحرك وعقد الصفقات بمعزل عن صالح، لا العكس.

من جملة المتغيرات والحقائق التي علينا ان نتعود عليها سواء انتهت الحرب بتسوية أو لا، هي أن الحوثي قد أصبح القوة الأكبر والأهم والطرف الرئيس في معسكر الانقلاب.
ويبدو ان الحوثي بات يدرك هذه الحقيقة ويسعى لاسثمار هذا الواقع للخروج بالحصة الأكبر في أي تسوية سياسية، وفوق ذلك أن يكون الشريك الجاد والجديد للمملكة السعودية.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص