أهم الأخبار

محافظة "ريمة" تعاني من حصار الفيضانات وسط غياب السطات المحلية

2016-05-17 الساعة 03:01م (يمن سكاي - الاناضول)

زادت الفياضات التي ضربت محافظة "ريمة" اليمنية حديثة النشأة، وخلفت ضحايا وعشرات النازحين، من معاناة أهلها الذين يعيشون تحت وطأة إهمال حكومي وضعف البنية التحتية لاسيما مع الأزمة التي تضرب البلاد حالياً.

 

فلا تزال المحافظة التي استحدثتها الحكومة اليمنية في عام 2004، بعيدة عن الخدمات الحكومية وحضور السلطات الرسمية، وتفتقر إلى البنية التحتية، وغياب الخدمات الأساسية وتردي التعليم والصحة.

 

فقد أدت مياه الفيضانات التي ضريت المحافظة خلال الأيام الماضية وما صاحبها من انزلاقات صخرية وأمطار غزيرة إلى مصرع 5 مدنيين بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وتمدير منازل ونزوح أهلها.

 

وبحسب شهود من السكان المحليين  فإن الأمطار هطلت بغزارة على عدد من قرى وبلدات مديريات المحافظة خلال الأيام الماضية، ووصفوها بأنها الأولى من نوعها والتي تشهدها تلك المناطق من حيث الغزارة، مما جعل الأودية تجري فيها.

 

وأدت السيول التي تشكلت بفعل الأمطار، إلى انزلاقات صخرية وطينية، جرفت عدد من المنازل والأراضي الزراعية، ودمرت عددا من الآبار والسدود ومنابع المياه الصالحة للشرب.

 

وتشكّل الجبال الشاهقة والمرتفعات الوعرة التي تصل ارتفاعها الى 3000 متر عن سطح البحر، أحد معالم المناطق والمديريات في المحافظة، مما صعّب من عملية الإسعاف والانقاذ للضحايا، الذين سقطوا في الحادث الأحدث في معظم المديريات والقرى.

 

وبحسب إحصاءات محلية، فإن الأمطار أودت بحياة 5 من المدنيين، والعشرات من الجرحى الذين أُصيبوا بجراح متفاوتة، بالإضافة إلى أن الفيضانات جرفت 4 منازل بشكل كلي، ودمرت 20 منزلاً، منها ما دُمر بشكل جزئي.

 

وتسببت تلك التغيرات المناخية في نزوح العشرات من سكان المناطق والقرى، وتدمير 110 من الخزانات والسدود المائية، كما غمرت نحو 30 من عيون المياه الجارية.

 

ووصف سكان في مديرية الجعفرية القريبة من مديرية الجبين مركز المحافظة، والتي تعرضت للنصيب الأكبر من الدمار، بأن الأمطار الغزيرة والصواعق الرعدية، أثارت الهلع والرعب في أوساط السكان.

 

وقالوا إن العديد من المواطنين أصبحوا نازحين عند أقربائهم بعد الدمار الذي لحق بمنازلهم، وإن الأمطار ضربت عدد من القرى في أسوأ كارثة طبيعية، لم يشهدها أحد منذ سنوات عديدة.

 

وأفاد أحد السكان بأن السماء كانت تتلبد بالغيوم، وقال "كأن الليل قد هبط علينا من شدة الظلام، ثم ما نلبث أن تضرب الصواعق الرعدية بصوتها القوي جداً، وعقب ذلك تهطل السماء بغزارة".

 

ووفق محمد ابراهيم القرن - وهو رجل أربعيني يعمل مزارع في أرضه وأحد أعيان منطقة بني الحرازي - فإن الأطفال في القرية كانوا يشعرون بالخوف والرعب، ويصرخون مع كل دوي صاعقة رعدية.

 

وأضاف : "في مساء أحد الأيام استمر هطول الأمطار الغزيرة لساعات، حينها شعرنا بأننا سنغرق، ما لم ننجو بحياتنا، ثم صعدنا إلى منازل أحد جيراننا المرتفعة على أحدى التلال".

 

وrhg حمود ابراهيم إن الصخور كانت تتساقط من الجبال المحيطة بالقرية، مع تدفق المياه، وإن قوة تدفق السيول أدى إلى جرف منزل أسرته بالكامل، وأسفر ذلك عن مصرع اثنين من أشقائه وإصابة 3 آخرين بجروح.

 

وجرفت الأمطار والسيول مزارع المواطنين، وفي هذا الصدد، قال مسؤول محلي إن 70% من الأراضي الزراعية دمرت، بينما اقتلعت السيول أشجار الموز والمانجو وجميع الخضروات والفواكه.

 

وأضاف المسؤول أن أكثر من 11 وادياً تدفقت في مديريات "ريمة"، الأغلب منها كانت في مديرية الجعفرية، وغمرت المياه المصحوبة بالوحل والأحجار، مزارع البن والمانجو والموز والخضروات. لتزيد من مصاعب المزارعين وخسارتهم المادية.

 

وتعتمد المحافظة على الزراعة، خصوصا ً في مديريات السلفية ومزهر والجبين وكسمة، اللاتي تحوي على جبال متباعدة وقليلة الارتفاع تتخللها الوديان الواسعة والسهول الزراعية الخصبة.

 

ومما زاد من مصاعب المدنيين، التدمير الذي ضرب خطوط النقل.

 

كذلك، أدت السيول إلى تعطيل حركة السير، وانقطاع الطرق الفرعية إلى المنازل والمدارس، مما أجبر توقف الطلاب من الذهاب لمدارسهم، بينما توقفت الحركة في أغلب المناطق.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص