أهم الأخبار

جرحى تعز في الهند.. حكايات جروح يقتلها الفساد

2018-08-01 الساعة 10:35م (يمن سكاي -الموقع بوست - مازن عقلان)

ستشعر بالخيبة وأنت تتواجد في جروب جرحى تعز بالهند حيث يمتد الحديث هناك عن شخص يدعى "الجرادي" عين على حين غفلة رئيسا للجنة الطبية بالهند، دون معرفة الكفاءة التي يمتلكها ولا المؤهل الذي يخوله تولي أكثر ملف حساس وطارئ خصصت له ميزانية ضخمة من دولة رئيس الوزراء، ولا يتطلب أكثر من كادر مؤهل ومسؤول وذا اختصاص لتسيير شؤون الجرحى. ستقف أمام معاناتهم وستفكر مليا في كتابة كلام طويل وتنشره في ساعة متأخرة من الليل في حين يظنون أن صوتهم لا يتعدى عتبة الواتس. تتضاربك الاسئلة عن جدوى وصوابية نشر الجراحات على قارعة الفيسبوك، بعد أن ضاقت بهم أزقة بنجلور الهندية، تتلاطمك رياح الحيرة، هل سيتشفى الحوثيين، هل سيشعر جنود الجيش الوطني بفداحة الخذلان، أم أن الخذلان الحقيقي هو السكوت عن القبح الحاصل بالتكسب والارتزاق من وراء جراحات الجرحى ؟ وبينما تعارك هذا الشرود.. تطالعك العديد من القصص المأساوية التي يتعرض لها الجرحى، من لجنة الهند والمجسدة نوع أخر وقبيح من الابتزاز والانتهازية والاضطهاد الذي لا يفسره الا سلوك المافيا، ستمر على رسائل تتحدث حرفيا عن مافيا تمتهن السمسرة وتشكل لوبي مع هنود يعملون في ذات المجال، سيتنبه الجريح أنه وقع في يد عصابة تمسك بزمام الامور رسميا، سيوقن اكثر بذلك بعد وقوع عمليات خاطئة ومشارط طبية غير موثوقة سرت في أجساد جرحى أخرين، وحينما يطالب بتقارير العمليات ليعرف الاجراءات الطبية التي تلقاها سيفزع بتشدد لجنة الهند في رفضها تسليمه تقارير عملياته وفحوصاته والأشعة المعمولة له. تاليا ستنفجر خلافات كثيرة بين الجرحى وسلوك المافيا.. لتتوقف بعدها برهبة لقراءة مسلسل وطرق تركيع الجرحى وإذلالهم وعدم الرد عليهم، في حين يكابدون حالات إسعافية طارئة فيما يحرم غالبيتهم من المصاريف والايجارات.. عبر لوبي خبر هذه المهنة، مهنة السمسرةوالدلالة بالجراحات والامراض. ليلة في جروب جرحى تعز بالهند ستندهش لرسالة كتبها مرافق الجريح رشاد الشمساني تتضمن احتجاز الجرادي رئيس لجنة الهند لجوازه وتهربه من تسليمه له، مما أدى لعدم مقدرته على تجديد الاقامة وكسر الفيزا، خالد مرافق الجريح رشاد في رسالة أخرى يوضح أنهم قاموا بذلك لإرغامهم على مغادرة الهند وعدم التمكن من دخول المستشفيات بسبب كسر الفيزا الطبية، بعد أن قامت اللجنة بعملية فاشلة بمبلغ كبير تحصلوا فائدتهم منها، والان لم يعد من جسده المشلول فائدة، يريدونه أن يغادر. وهنا تخليت عن تفكيري الأحمق؛ وبدأت التواصل لمعرفة القصة كاملة بتفاصيلها المريعة وطلب نسخة من شكاويهم الموقعة .. وأدركت أن الجرحى يحتاجون عمل جهاز طبقي محوري لمعاناتهم قبل جراحهم. تواصلت مع الجريح المصاب بشلل نصفي رشاد الشمساني تحدث معي بصوت متقطع يكتمه غيظ وغصص، أخبرني أن جواز مرافقه محتجز لدى لجنة الهند، وأنه لم يتسلم مصاريف وإيجارات الشهر الماضي حتى اليوم، والهنود لا يدينون، يقول أنه ببساطة نشر فيديو يتحدث فيه عن طرده من المستشفى وأن كل هذه المشاق التي هطلت على جسده القعيد بسبب شكوى مفصلة ارسلها للجنة تعز تتضمن العذابات التي ألحقتها لجنة الهند به. وصلت شكوى رشاد طاولة لجنة تعز؛ أرسلها للدكتورة ايلان، ووعدت بمناقشتها وارسال الرد للجنة الهند، لم يعرف أحد ماذا كان الرد .. لكن رشاد منح المزيد من المشاق والمعاناة. وتراكمت في حلقه المزيد من الغصص. أوجاع وكبرياء أما مرافق الجريح مروان عبدالله (المصاب بشلل نصفي وتقرحات بالظهر) والمقيم على بعد عدة شوارع في ذات المدينة الهندية فلم يستطع أن يحبس غصصه وانفجر هذه المرة كبركان يصرخ, يشتكي, ويلعن العجز والزمن الرديء، على غير نبرته المعتادة وصوته الواجم الذي كنا نعلم انه يتورى خلفه الكثير من الأوجاع والكبرياء. يقول الجريح سمير المقيم مع مروان في نفس الشقة و المصاب بعدة شظايا في جسمه نتيجة لغم أرضي أصاب أيضا كلتا عينيه ومنذ خمسة أشهر من المعاناة والإهمال يجاهد لتدارك ما تبقى من بصيص إحدى عينيه بعد فقدان الاخرى وعلاج جروح متفرعة في جسده ذوقته لجنة الهند المعاناة علقم لاتمام علاج نصفها فقط، وهو الأخر كحال معظم جرحى الهند بقي حتى اليوم لثلاثة أشهر دون اعتمادت المصاريف والايجار، والهنود لا يدينون. يقول سمير أن شقيق الجريح مروان الذي يحتاج لرعاية طبية مشددة وعملية ربط أنسجة وإغلاق التقرحات، يذهب منذ شهرين للعمل كمباشر في كفتيريا لأحد المستثمرين اليمنيين بغية تغطية قيمة علاجات شقيقه ومصاريفه الشهرية المتوقفة. في الجروب الخاص بالجرحى على الواتس آب، يتداولون معاناتهم بشكل يومي ويشكي كل واحد منهم قصته مع المهزلة القائمة كمسرح مظلم، تتحكم فيه خيوط ا
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص