أهم الأخبار

قال إن الطريق أمامهم لا يزال طويلاً.. السفير الأمريكي في مهمة إخراج حزب المؤتمر من غرفة الإنعاش

2018-08-19 الساعة 05:06م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

ي الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدربه منصور هادي إلى القاهرة، بدا أن واحداً من الأهداف الرئيسية للزيارة هو لملمة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يعيش حالة من التفكك والانقسام منذ افتراق مواقف قياداته ومقتل رئيسه السابق علي عبدالله صالح، على يد الحوثيين مطلع شهر ديسمبر من العام الماضي.

 

ويتناغم هذا الجهد المحلي الذي يبذله الرئيس هادي مع رغبة دولية وإقليمية لإخراج حزب المؤتمر، الذي ظل حاكماً لما يزيد عن ثلاثين عاماً، من غرفة الإنعاش وإعادته إلى واجهة المشهد أملاً في أن يسهم في تحقيق السلام والاستقرار.

 

بدأ حزب المؤتمر الشعبي الدخول في حالة الانقسام والتشظي منذ انقلاب المتمردين الحوثيين على مؤسسات الدولة في صنعاء، حيث انقسم حينها إلى قسمين الأول مؤيد للانقلاب ودخل في تحالف معلن مع جماعة الحوثيين وشارك في حكومة الانقلابيين في صنعاء (غير معترف بها) وتزعم هذا الجناح حينها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وهو مؤسس الحزب ورئيسه منذ تأسيسه عام 1982، والقسم الثاني أعلن موقفاً رافضاً للانقلاب وانحاز للرئيس عبدربه منصور هادي الذي انتخب في آخر مؤتمر عام للحزب نائباً لرئيس الحزب، كما يضم هذا التيار أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء والقيادي في الحزب وجزء واسع من قيادات الحزب وخصوصاً المنتمين للمحافظات الجنوبية.

 

بينما ظلت ملامح القسم الثالث غير واضحة إلا أنه ظل يلعب في الوسط بين الانقلاب والشرعية وبقي يحاول التواصل مع الطرفين ويتزعمه سلطان البركاني الأمين المساعد للحزب ورئيس كتلته البرلمانية.

 

في الاجتماع الأخير الذي دعا إليه الرئيس هادي وانعقد في القاهرة حضر ممثلون عن هذه التيارات الثلاثة وهو الاجتماع الأول الذي يجمع المتناقضات داخل المؤتمر باستثناء عائلة صالح التي امتنعت عن الحضور ومحسوبون عليها حاولوا توسيع كتلة الرافضين لحضور الاجتماع على اعتبار أنهم لم يعترفوا بعد بشرعية الرئيس هادي رغم انتهاء تحالفهم مع جماعة الحوثيين.

 

ورغم ذلك لا تزال كتلة كبيرة من قيادات وكوادر حزب المؤتمر في صنعاء يشكلون واجهة للتحالف المؤتمري الحوثي الذي انتهى عملياً ومن تبقى تعتبرهم القيادة التي خارج البلاد مجبرين على التعايش مع جماعة الحوثيين لأنهم في الغالب لا يملكون خيارات للتعبير عن رفضهم للوضع القائم.

 

في مؤتمره الصحفي الأخير في القاهرة كشف السفير الأمريكي عن جهود يبذلها للملمة حزب المؤتمر ولصناعة حالة من التوافق داخل التشكيلة القيادية للحزب وقال إنه على تواصل مع قيادة المؤتمر من وقت سابق لمقتل رئيس الحزب صالح وأنه استطاع التواصل مع قيادة الحزب في صنعاء وفي الخارج.

 

وامتدح السفير الأمريكي حزب المؤتمر أنه «يحمل أجندة وطنية ويتمتع بعلاقات طيبة مع جيران اليمن، وقال إن مقتل صالح عزز حالة الانقسام التي يعيشها الحزب، وأشار إلى أنه وفيما يتعلق بقيادة الحزب ليس من حقنا اتخاذ قرار بشأن قيادته، لكن نبلور رؤية لمساعدة هذا الحزب للخروج من أزمة القيادة».

 

وأضاف تولر «المؤتمر لا يزال يعاني من انقسامات داخلية والكثير من هذه الانقسامات ناتجة عن علاقة الحزب مع الرئيس هادي ومع الحكومة الشرعية».

 

وقال إن «أعضاء المؤتمر لا يزال أمامهم طريق طويل قبل التوصل إلى اتفاق».

 

وأشار إلى أن قادة في الحزب لديهم قلق مالم يتم دعوتهم بممثل مستقل عن بقية الكيانات في هذه المشاورات إلا أن ذلك غير ممكن لأنه سيتيح لبقية القوى المطالبة بتمثيل مستقل.

 

وأكد ماثيو تولر على أن المجتمع الدولي يعترف بشرعية هادي كممثل للشرعية اليمنية رغم ادعاء الحوثيين أنهم القوة الحقيقية على الأرض ويصفون الآخرين بالمرتزقة.

 

وأضاف تولر «الإشكالية بالنسبة لحزب المؤتمر هو أنهم يشعرون أنهم ضغطوا ليختاروا بين الحوثيين أو هادي ولديهم قناعة أنهم ليس عليهم أن يحصروا بين هذين الخيارين».

 

وأشار تولر إلى أن صالح اتخذ قرار التحالف مع الحوثيين لمصلحته هو ضداً على مصلحة الحزب والوطن، وعندما حاول أن يصحح هذا الخطأ دفع حياته ثمناً لذلك ولا يزال الحزب ضعيفاً إلى اليوم بسبب قرار خاطئ اتخذ في ظرف حساس.

 

ليس فقط السفير الأمريكي وحده من يبذل جهوداً لاستعادة حزب المؤتمر بل يتوافق ذلك مع رغبة إقليمية في أن يتوحد الحزب ويكون إحدى الروافع لمواجهة الحوثيين، حيث سارعت المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً لدعم الشرعية في اليمن إلى احتواء قيادة وكوادر المؤتمر الشعبي من جناح صالح الذين غادروا صنعاء عقب مقتل رئيس الحزب في ديسمبر من العام الماضي. بينما تحتضن الإمارات نجل الرئيس صالح المسمول بعقوبات أممية ودعمت تأسيس تشكيل مسلح تابع للعميد طارق صالح رغم رفضه الاعتراف بشرعية الرئيس هادي.

 

ومع سعي الرئيس هادي إلى ترؤس الحزب إلا أن تلك المهمة تبدو صعبة وتتناقض مع قناعات مغايرة في الصف القيادي الأول للحزب حيث يرون أن بقاء هادي على رأس الحزب لن يساعد في تخليص الحزب من حالة الانقسام والتفكك التي يعيشها. كما أن هذا الأمر يتصادم مع الطبيعة العائلية لحزب لم يعتد أعضاؤه أن يروا رجلاً غير صالح الذي كانوا يطلقون عليه «الزعيم المؤسس» في موقع الرجل الأول داخل الحزب.

 

وبدا ذلك واضحاً من تحركات العميد عمار محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس السابق والذي كان يشغل أيضاً موقع وكيل جهاز الأمن القومي «المخابرات» وتواصلاته مع عدد من قيادات الحزب في محاولة لإٍقناعهم بعدم حضور الاجتماع الذي دعا له الرئيس هادي في القاهرة، ومهاجمة عدد من قيادات الحزب المقربين من عائلة صالح لاجتماع القاهرة وللرئيس هادي.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص