أهم الأخبار

يذهبون للبحث عن علاج فتتلقفهم قذائف الحوثيين.. مرضى السرطان في تعز يواجهون الموت دون سند

2020-11-18 الساعة 05:34م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

تخشى اليمنية "إلهام" المريضة بالسرطان الخروج من منزلها لاستكمال علاجها في قسم الأورام بمستشفى الأمل لعلاج الأورام السرطانية في حي النقطة شرق مدينة تعز، نظراً لتلك القذائف التي تنهال على شرق المدينة بشكل يومي ومستمر يروح إثر ذلك عدد من القتلى والجرحى.

"إلهام" وهي أم لثلاثة من الأبناء، تسكن في تعز شمال المدينة، وتشعر بالخوف والقلق على حياتها بسبب عدم تلقيها الجرع الكيماوية اللازمة، نظراً لأنها تتخوف من مغادرة المنزل جراء قذائف الحوثي، وكذلك الاشتباكات التي تدور رحاها داخل المدينة أحيانا.

وتقول "إلهام" إن معاناتها هي ومثيلاتها من مرضى ومريضات السرطان في تعز لم تعد تقتصر على المرض نفسه بل تعدى ذلك الى معاناة الخوف من تبعات الحرب والحصار وشح الأدوية، إضافة إلى تفشي فيروس كورونا الذي بات يهدد حياة مرضى السرطان أكثر من غيرهم كونهم أصحاب مناعة ضعيفة وأمراض مزمنة.

وتعد المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في تعز إحدى أبرز المؤسسات على مستوى الجمهورية في مجال مكافحة السرطان، ويبلغ عدد مرضى السرطان في تعز أكثر من 8200 مريض، ويستقبل المركز يوميا قرابة 200 حالة تتردد للحصول على خدمات المؤسسة التشخيصية والدوائية إضافة لحالات الرقود والإعطاء الكيماوي.

وتعرض المركز في فترة قريبة أواخر شهر أكتوبر الماضي لضربات قذائف هاون من مواقع تمركز الحوثيين شرق المدينة تسببت في إصابة اثنين من العاملين في مجال الرعاية الصحية وألحقت أضراراً بالمرافق وخلفت المرضى ومعظمهم من الأطفال في حالة من الذعر.

وقالت السيدة غراندي منسق الشؤون الإنسانية في اليمن تعليقاً على الحادثة، إن أي هجوم على مركز صحي أمر غير مقبول، مضيفةً أن الهجوم على مستشفى لعلاج السرطان حيث يتلقى الأطفال المرضى العلاج المنقذ للأرواح يعد أمرا بغيضا.

ويقول مختار أحمد سعيد مدير مؤسسة مكافحة السرطان إن مركز الأمل لعلاج الأورام هو الوحيد الذي يقدم كامل خدماته مجانا للمرضى وهو مركز طبي متكامل يكاد يكون مشفى تخصصي، حيث يقوم بتقديم خدماته المجانية للمرضى بدءاً بالمعاينات والكشف المبكر في العيادات الخارجية التي يبلغ عددها 7 عيادات، مرورا بفحوصات مختبرية تشخيصية دقيقة تتم على أحدث الأجهزة ومنها (الفحص النسيجي) والذي ينفرد مختبر الأمل بتقديمه على مستوى المحافظة بالإضافة إلى الفحوصات التخصصية مثل دلالات الأورام وغيرها.

وأضاف "سعيد" أن المستشفى يمتلك عدداً من أقسام الرقود الداخلية والتي تتسع لأكثر من 60 سريراً ما بين نساء ورجال وأطفال، بالإضافة إلى أقسام الإعطاء الخارجي التي تستقبل الكثير كل يوم ممن يغادرون بعد أن يكونوا قد تلقوا علاجهم الكيماوي والدعم بشكل مجاني من صيدلية الأمل الداخلية في المركز.

وأشار "سعيد" إلى أن للمركز قسم مختص بالدعم النفسي للمرضى من الأطفال يحوي حديقة داخلية مصغرة متكاملة بمكوناتها داخل المركز، حيث يرافق هذه الأقسام الفنية جميع الأقسام الإدارية التي تقوم بخدمة ما يزيد عن 200 متردد يوميا يتلقون كامل الدعم العلاجي والنفسي على مدار العام دون توقف.

وعن الصعوبات التي يواجهها المركز قال "سعيد" إن المركز يواجه في ظل الأعداد المتزايدة الكثير من التحديات والصعوبات والتي من أبرزها توفير الخدمة التشخيصية والعلاجية اللازمة للمريض، مضيفاً أنه في ظل انقطاع واغلاق الكثير من المرافق الصحية في المحافظة فقد صار الوضع أشد صعوبة حيث يحتاج المركز لجهات مساندة في حالات التشخيص كـ "CT SCAN" و "EMRI" وغيره من الأجهزة التي لا تتوفر في المركز حتى الآن رغم الجهود المبذولة لتوفيرها، كذلك في حالات العناية المركزة التي تستلزم الاستعانة بجهات خارجية نظرا لكون المركز لا يمتلكها داخليا.

في المقابل يقول مختار بأنّ النقص في إمكانيات العلاج والرعاية الصحية اللازمة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حيث صعوبة توفير بعض الأنواع وحيث صعوبة نقلها حال توفرها في مناطق أخرى، وتابع القول "هذا الأمر يعد هو التحدي الأكبر أمامنا حيث نقوم بتقديم كافة الخدمات الدوائية للمريض مجانا وعبر صيدليتنا ووجود مثل هذه الضغوطات يشكل عبء على كاهل المؤسسة".

ويلفت مختار سعيد إل  "أن الأعداد المتزايدة للمرضى في ظل وجود عدد محدود من الأخصائيين الذين نفخر بوجودهم معنا لكن أصبح الامر حاليا يشكل عبئا كبيرا على الأطباء في المرحلة الحالية خاصة مع ضرورة المتابعة للحالات عن قرب ولفترات طويلة".

وعن كوفيد 19 قالت "أسماء الشيباني" مسؤول الإعلام في المؤسسة الوطنية بأنه "وفي ظل جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على جميع مرافق الحياة اليومية كان لنا بالطبع النصيب الأشد من القلق وبذل الأسباب للتعامل بأعلى مقاييس التعقيم والوقاية المتاحة حيث و مرضى السرطان أكثر عرضة للفيروس بسبب نقص المناعة ولهذا فقد قمنا باتخاذ عدد من التدابير الوقائية ومنها عمل ممر تعقيم في البوابة لتعقيم الداخلين للمركز وتوزيع كمامات وتعقيم الأيادي للداخلين دون استثناء كذلك منع المرافقين إلا شخص واحد فقط للضرورة ومنع الزيارات لمرضى الرقود".

وأضافت "الشيباني" أن "في حالات المرضى التي هي بحاجة للرقابة الطبية فقط هي من تبقى في الرقود الداخلي كما نعمل على تعقيم المؤسسة والمركز بشكل دوري مرتين يوميا ونوفر المعقمات والصابون في جميع المرافق بشكل مكثف كما نلزم الكادر كاملا بارتداء الكمامات مع توزيع قفازات ومعقمات شخصية وصوابين".

وأوضحت "الشيباني" أن "هناك خط ساخن للاستفسار والحجز من خلاله دون الاحتياج لزيارة المركز في سعي لتخفيف الازدحام ونشر تعليمات للوقاية والتعامل مع الفيروس داخل وخارج المركز بالإضافة للعديد من اللوحات الإرشادية التي علقت داخل أقسام المركز وعمل فحوصات دورية للكادر للاطمئنان على صحتهم".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص