رئيس البرلمان اليمني: تواطؤ الولايات المتحدة وتخلينا عن المواجهة العسكرية شجع المحتل الإسرائيلي على ارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق الفلسطينيين

أكد رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، أن تواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية مع الكيان الإسرائيلي وإقدامها على نقل سفارتها للقدس واعترافها بالمدينة عاصمة للمحتل، زاد من غرور الأخير وجعله يتغطرس ويقدم على إجراءات ومخططات لمصادرة الأراضي العربية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال كلمة اليمن التي ألقاها البركاني يوم الأربعاء، في الجلسة الطارئة التي عقدها البرلمان العربي في القاهرة برئاسة عادل العسومي وحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط.

وقال رئيس البرلمان اليمني، إنه "لم يعد أمامنا من خيار إزاء جرائم الاحتلال الصهيوني المتصاعدة ضد الشعب العربي الفلسطيني، إلا أن نتحمل المسؤولية التاريخية لمواجهته وأن نطرق أبواب العالم أجمع تحشيداً لرفضه وردعه وإيقاف عبثه، وأن نستنهض ضمير العالم لتحمل مسؤولياته وأن لا يسمح بحدوث المأساة بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "أن ما يجري اليوم في فلسطين كلها وغزة والقدس بالذات يوجب علينا كعرب ومسلمين أن لا نكتفي ببيانات الشجب والإدانة أو الاستنكار لأن ذلك لن يوقف المعتدي عن عدوانه".

وأشار إلى ما تمارسه "إسرائيل من جرائم بشعة ومساعيها الدؤوبة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم وطمس هوية أولى القبلتين وثالث الحرمين ونزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية، وفرض طابع جديد هو الطابع اليهودي".

ولفت إلى جرائم الحرب وجرائم الإبادة المرتكبة في قطاع غزة والتي تستخدم فيها القوات الإسرائيلية الآلات العسكرية المتطورة بكافة اشكالها وتقتل بها النساء والأطفال والشيوخ دون رحمة.

وأكد البركاني أن "الممارسات الإسرائيلية مبعثها أن إسرائيل ضمِنت تخلينا عن منطق المواجهة العسكرية واستعدادنا للتعايش معها بمقابل قيام دولة فلسطينية بما ينهي النزاع الذي تجاوز السبعين عاماً، رغم إدراكنا أن إسرائيل كانت ولا تزال مصدر تهديد لأمننا القومي العربي بعامته".

وتابع في كلمته: "أتحدث إليكم وبلدي يمن الإيمان والحكمة يواجه اليوم امتحاناً عسيراً وحرباً مدمرة وتسلطاً بغيضاً وظلماً وقهراً واستبداداً وتقييداً للحريات وامتهاناً للكرامات واستباحة للدماء والأموال والأعراض والحرمات على يد العصابات الحوثية، لكن قضية فلسطين هي قضيتنا وهي ثابت لا يتغير ولا نقبل الجدل ولا المساومة بشأنه، ولا نعتبر ما نقوم به حيالها ومن أجلها إلا واجباً نؤمن به عن يقين ونعطيه كل ما لدينا رغم محنتنا الكبيرة".

واقترح البركاني في كلمته بقاء البرلمان العربي في حالة انعقاد دائم، وبذل الجهود من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي من خلال الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية ودعوة الأمم المتحدة، وممارسة الضغط الدبلوماسي والبرلماني والشعبي لإقناع الولايات المتحدة بإعادة النظر في قرارا الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والعدول عن ذلك القرار.

كما أقترح العمل على حث الاتحاد الأوروبي على لعب دور أكبر في وقف العدوان الإسرائيلي، وإنشاء هيئة تمويلية لدعم صمود المقدسيين ولتلبية احتياجاتهم، وللتغلب على نقص التمويل، وصياغة استراتيجية إعلامية منسقة بين دول منظمة التعاون الإسلامي لإعلاء الأصوات الفلسطينية تحدياً للآلة الإعلامية الإسرائيلية التي تحاول تشويه قدسية القدس او تُعرض القدس مجرداً من تاريخه.