أهم الأخبار

بعد نحو 20 عاماً على اعتقاله.. الولايات المتحدة تقرر الإفراج عن المعتقل اليمني "عبدالسلام الحيلة" من سجن جوانتاناموا

2021-06-28 الساعة 03:35م (يمن سكاي - )

قررت الحكومة الأمريكية الإفراج عن سجينين يمنيين محتجزين في معتقل جوانتانامو منذ قرابة 20 عاماً.

وأفادت مصادر قانونية المصدر أونلاين أن وزارة الدفاع الأمريكية وافقت في 8 يونيو على نقل المعتقلين اليمنيين عبدالسلام الحيلة (49 عاماً) وعلي الحاج الشرقاوي (47 عامًا) إلى دول أخرى.

وأظهرت الوثائق الصادرة عن مجلس المراجعة في البنتاغون أن "مجلس المراجعة الدورية قرر، بالإجماع ، أن استمرار قانون الاعتقال الحربي للمعتقل لم يعد ضروريًا للحماية من استمرار التهديد الكبير لأمن الولايات المتحدة".
وقال مصدر من عائلة المعتقل اليمني عبدالسلام الحيلة لـ"المصدر أونلاين" إنه قد استلم قرار الإفراج عنه ولم يتبق سوى الحصول على موافقة بلد ثالث لاستضافته ليغادر المعتقل بشكل نهائي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أمضى الحيلة في معتقل جوانتانامو قرابة 20 عاماً.
وبدأت عائلة الحيلة تحركاتها للتواصل مع المسؤولين في سلطنة عمان ودولة قطر للحصول على موافقة أحد البلدين لاستقباله مع زميله المفرج عنه "علي الحاج الشرقاوي" الذي ينتمي لمحافظة حضرموت.

وبدأ الفصل الأكثر قسوة في حياة ضابط المخابرات اليمني ورجل الأعمال عبدالسلام الحيلة في 5 سبتمبر 2002، حين قرر السفر إلى مصر لحضور اجتماع مهم لشركة "اتحاد المقاولين العرب" بصفته وكيلها في اليمن، تقول "هاجر" ابنة أخت عبدالسلام الحيلة "في تلك السفرية لم يكن يعلم أنه يساق إلى مصيدة نصبت له بإحكام"، وتضيف "كان كثير السفر إلى خارج الوطن، إلا أنه لم يكن يزور القاهرة كثيراً حيث كانت الزيارة قبل الأخيرة له للقاهرة قبل خمس سنوات أي في عام 1997.

"هاجر" التي غادر خالها في رحلته الأخيرة وعمرها لا يتعدى أربع سنوات تروي ما دار قبل سفر خالها نقلاً عن العائلة تقول "اعتقد خالي عبدالسلام أن رحلته لن تتعدى عشرة أيام كما أخبر أسرته.. لكن أشخاصاً أخرين كانوا قد قرروا ان الرحلة ستستغرق أكثر من ذلك بكثير".

تضيف هاجر "قبل سفريته الأخيرة، كان السفير المصري آنذاك كثير التردد على منزل خالي في صنعاء، وكان يلح على عبدالسلام للسفر إلى القاهرة".
في القاهرة نزل "الحيلة" في فندق الميريديان، وهو نفس الفندق الذي يفترض أن يعقد فيه الاجتماع المزعوم لاتحاد المقاولين العرب، وكان يتصل يومياُ وبشكل منتظم لأفراد أسرته.

وفي أخر اتصال أجراه من القاهرة قال لهم إنه سيدخل "اجتماع هام" وفي اليوم التالي لم يتصل عبدالسلام، ظنت أسرته أنه ربما مرهقاً من اجتماعه الهام الليلة الفائتة، وظلت الاسرة في حيرة أسابيع وشهور منتظرة اتصال عبدالسلام، حسب "هاجر".

بعد أربعة أشهر من اختفائه في القاهرة وجد عبدالسلام نفسه في سجن "باغرام" التابع للقوات الأمريكية في أفغانستان الذي قضى فيه شهوراً لينقل بعدها إلى معتقل جوانتانامو.

بعد تسعة أشهر، تسربت رسالة من سجن "باغرام" عرفت من خلالها أسرة عبدالسلام الحيلة أنه لا يزال حياً، حينها صرح وزير الخارجية اليمني أن سفارة اليمن في باكستان تلقت رسالة من الحيلة حينما كان معتقلاً في أفغانستان ذكر فيها أنه محبوس مع يمني آخر اعتقلته المخابرات الأمريكية من تايلاند.
في تلك الفترة التي كان التنسيق المخابراتي في أوج قوته بين أجهزة المخابرات اليمنية والمخابرات الأمريكية تحدث الإعلام الحكومي عن اجتماع طارئ عقده مجلس الوزراء لمناقشة اختفاء رجل الأعمال (لم يكن قد اتضح أين هو بالضبط) وتم تكليف وزير الخارجية لمتابعة الجهات المختصة في مصر، إلا أن الضجيج خفت سريعاً يومها.

قبل انتقاله إلى غوانتانامو في 17 سبتمبر 2004، تنقل عبدالسلام بين خمسة سجون ونقلت منظمات حقوقية أنه تعرض للضرب والسب وحرم من العلاج الطبيعي.

وأضاف أيضاً في رسائل له أنهم كانوا يعلقونه من رجليه، وأن إحدى يديه كانت مقيدة دائماً إلى أعلى، لحرمانه من النوم.

إلى جانب عمله الرسمي كضابط استخبارات في جهاز الأمن السياسي، كان عبدالسلام الحيلة رجل أعمال وشغل عضوية اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي العام.

إلا أن تلك الصفات كلها اختفت وصار عبدالسلام مجرد رقم ضمن معتقلين جمعتهم الولايات المتحدة من بلدان شتى وأودعتهم في سجن جوانتانامو سيء الصيت.

وتشير المعلومات إلى أن اعتقاله يأتي على خلفية ارتباطه بملف ما كان يعرف حينها بـ"الأفغان العرب" ضمن عمله كضابط مخابرات أشرف على هذا الملف لفترة من الزمن.

خلال سني اعتقاله مني عبدالسلام بمحن كثيرة حيث توفيت أمه وشقيقه ليفقد في وقت لاحق ولديه "عمر" و "يوسف" في حادث انفجار غامض في منزل العائلة في الثاني والعشرين من ابريل عام 2009 أدى لمقتلهما، ولم يعرف من ملابسات هذه الحادثة سوى أن الطفلين اللذين كانا وحيدين في المنزل اقتربا من خزنة في مكتب والدهما وحسب رواية الأم للصحافة بعد الحادثة أن الطفلين ريما حاولا فتح الخزنة والوصول إلى قنبلة كانت فيها أو أنها انفجرت بهما قبل أن يفتحاها ليتحولا إلى أشلاء.

في تواصله الأخير بأسرته عبر تقنية الاتصال المرئي، ورغم ما بدا عليه من ملامح الاكتهال والشحوب إلا أنه كان سعيداً بقرار الإفراج عنه وينتظر لحظة المغادرة ليعانق من تبقى من أحبابه.

تقول "هاجر" كان قوياً وثابتاً كالعادة، خلال كل اتصالاته بعائلته في سنوات الاعتقال لم يبد يوماً يائساً أو منهاراً "بل كان قوياً مطمئناً يستغل كل اتصال لتطمين وتثبيت عائلته وزوجته".

وتتمنى العائلة أن تجد رداً سريعاً بالموافقة على استقباله في عمان أو في قطر وهما البلدان اللذان استقبلا في وقت سابق معتقلين مفرج عنهم من معتقلات غوانتنامو وفق اتفاقات وتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية بغرض تمكينهم من العودة للحياة الطبيعية والاندماج من جديد في المجتمع.

 

صورة 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص