2023-01-08 الساعة 01:36ص (يمن سكاي - )
تواصلت بيانات النعي والتعازي في وفاة الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، من مسؤولين وقادة سياسيين وعسكريين ومثقفين لليوم الثاني على التوالي، فيما أعلنت أسرة الشيخ أن مراسم التشييع ستجري غداً الأحد في صنعاء.
وتوفي الشيخ صادق الأحمر، فجر يوم الجمعة، في العاصمة الأردنية عمان بعد معاناة مع المرض، وذلك بعد أشهر من مغادرته صنعاء التي قضى فيها سنواته الأخيرة منذ انقلاب الميليشيا أواخر العام 2014.
وبعث عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الشيخ صادق، لافتاً الى "الخصال الشخصية والوطنية التي تميز بها الفقيد، بصفته أحد أبرز الزعامات القبلية في اليمن التي تميزت بالصدق والإخلاص والتواضع والمساهمة في حل القضايا والنزاعات القبلية"، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأشاد مجلي بدور الفقيد "السياسي والوطني الذي ساهم في تجاوز كثير من حالات الاحتقان السياسي وإشاعة روح التسامح وتقريب وجهات النظر بين كافة القوى والمكونات السياسية اليمنية خلال السنوات الماضية، مؤكداً على "الدور النضالي الذي لعبه الشيخ صادق الأحمر بصفته شيخا لقبيلة حاشد، خليفه لوالده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي ورث عنه كثير من المبادئ والقيم الإنسانية والوطنية، حيث كان مناضلا جمهوريا جسورا، ظل وفيا لقيم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر حتى آخر أيام حياته، رافضا الخنوع للمشروع الإيراني والميليشيات الحوثية في اليمن".
وتوجه بـ"الشكر والامتنان للعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والحكومة والشعب الأردنيين على ما حظي به الشيخ الأحمر من عناية ورعاية خاصة خلال فترة علاجه التي قضاها في المملكة الأردنية"
من جهته عزى رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، في الشيخ الأحمر، مشيداً "بمناقب وصفات الفقيد ودوره السياسي والوطني والقبلي"، منوها "بمواقفه الثابته في الانحياز للثورة والجمهورية ورفض القوى الامامية الظلامية المدعومة من النظام الإيراني".
وقال عبدالملك، إن "اليمن خسرت برحيل الفقيد الشيخ صادق الأحمر أحد الشخصيات القبلية والوطنية المؤثرة"، لافتا إلى "دوره السياسي والوطني والمجتمعي وإصلاح ذات البين"، معبراً "عن خالص العزاء والمواساة لعائلة المناضل الأحمر والشعب اليمني، بهذا المصاب الجلل"، حسب الوكالة ذاتها.
بدوره قال الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي "بخالص العزاء وعظيم المواساة تلقينا نبأ وفاة الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، أحد رموز اليمن القبلية والمجتمعية"، وذلك في أول حديث له على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ عملية نقل السلطة التي تمت في الرياض في السابع من شهر أبريل من العام الماضي.
وعبر هادي عن تعازيه "بهذا المصاب، نعزي إخوة الفقيد وأقاربه وكافة محبيه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه ر اجعون".
وكتب السياسي اليمني والرئيس الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، تعزية لأسرة الأحمر التي قال إنها "فقدت عميد الأسرة وشيخ مشايخ حاشد صادق عبد الله الأحمر"، والذي وصفه بأنه "كان شخصية متميزة جمعت بين الإيمان بالتحديث والتعامل مع متغيرات العصر وبين الحرص المعتدل على الحفاظ على الروابط القبلية وعلى دور القبيلة السياسي في إطار دولة النظام والقانون".
وأضاف: "الفقيد كان صادق القول وهو الذي اتسمت حياته بالصدق، وكان الفقيد بسيطا ومتواضعا ولا يَشعر الآخرين بأنه متميزا عنهم، ولم تكن لديه عقدة العداء للمختلفين معه أو للمثقفين".
وتابع: "في عام 2011 وقف مساندا لثورة الشباب السلمية وتجاوب مع بعض أهدافها كبناء نظام سياسي ديمقراطي ودولة مدنية. وبرغم الصراع المسلح الذي حدث في مايو 2011 ووصل إلى عقر داره، بيته، في الحصبة وكان هو وأسرته في موقف الدفاع عن النفس ضد هجمات عناصر عسكرية محسوبة على الرئيس الراحل علي صالح إلا أنه بعد حوالي عامين تقريبا كان ميالا للتصالح والاستجابة إلى مبادرة بدأها العقيد أحمد علي نجل الرئيس صالح وكان ينتظر اللحظة المناسبة لذلك إلا أن تطور الأحداث عام 2014 وما تلاها من حروب وتشتت طوى هذا الموضوع".
واستطرد: "لقد قابلت الفقيد عدة مرات ... وكنت ارتاح لبساطته وطرحه لما يريد بلغة خالية من البهرجة اللفظية والتعقيدات الكلامية وكنت فعلا ألتمس الصدق فيما يقول. وطول حياته المشيخية (1997- 2023) لم يعرف عنه أنه أساء إلى أحد أو ارتكب فعلا يخالف القانون".
ولفت على ناصر الى أن "مشاركة الشيخ صادق في مؤتمر الحوار الوطني كانت فاعلة ولم يكن فيه ممثلا للقبيلة بل كفرد من الشعب ينشد التغيير والخلاص مما علق بالثورتين اليمنيتين والوحدة اليمنية من شوائب لم تخطر على بال وغير متوقعة"، مختتما حديثه بالقول: "رحم الله الفقيد رحمة واسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون".
من جانبه عزى سفير اليمن لدى بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان عبر صفحته على فيس بوك في الشيخ الأحمر، وقال ياسين: "زاملته في أول مجلس للنواب منذ عام ١٩٩٠ حتى عام ١٩٩٣ كان صادق الأحمر رحمه الله يشق طريقه إلى قلوب زملائه بتواضعه وشخصيته الاستثنائية التي لم ترهقها متطلبات القبيلة ولا الحياة الاجتماعية المركبة بتقاليد مرهقة".
وأضاف: "كان حاضراً في كل المناسبات الاجتماعية، وصاحب واجب، حافظ من خلالها على ما بقي من روح القبيلة التي انخرطت في العصر بألوانه القزحية.. رحم الله الشيخ صادق، وخالص العزاء لإخوانه وأهله وذويه".
وعزى وزير الدفاع السابق محمد المقدشي أسرة الفقيد الأحمر، "الذي توفاه الله بعد حياة زاخرة بالعطاء والمواقف الوطنية والمجتمعية.. سائلين الله العلي القدير أن يمن عليه بالرحمة والغفران وأن يسكنه فسيح الجنان، وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان".
ووصفت الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح رحيل الأحمر بالخسارة، وقالت في بيان: "لقد خسر الوطن بهذا الرحيل الحزين شخصية يمنية فذة كان لها حضورها الفاعل والمشرف باللحظات التاريخية العصيبة، شخصية نمت من عمق الشعب ووقفت مع قضاياه بشجاعة كبيرة نادرة".
وأضاف البيان: "إن خسارة اليمن كبيرة برحيل الشيخ صادق، كما هي خسارة القبيلة اليمنية التي فقدت ركنها وأحد أعلامها ورموزها صاحب القيم والعُرف والتلقائية، فقد كان فقيدنا الراحل من خيرة الرجال أخلاقاً وتواضعاً، سمحاً في التعامل، قريباً من الناس، صادقاً شجاعاً في قول الحق، نقي السريرة".
ونوه البيان الى أن "الشيخ صادق لم يكن طيلة عمره إلا جمهورياً جسوراً ومناضلاً وطنياً، سائراً على درب والده المناضل الكبير الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله، مقتفياً نهج أسرته النضالي ضد الإمامة والكهنوت، منحازاً إلى الشعب وقضاياه، لم يتنكب عن هذا الطريق حتى وفاته، ورحل وهو ثابت على قيم ومبادئ الجمهورية رافضاً لمخلفات الإمامة".
وبعث عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي "برقية تعزية في وفاة الشيخ"، نشرها موقع المجلس الانتقالي الجنوبي على الإنترنت، عبر فيها "عن خالص تعازيه وعظيم مواساته إلى إخوان الفقيد أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وأسرته وذويه كافة، ومشاطرته لهم أحزانهم في هذا المُصاب الأليم".
وكان الشيخ صادق الأحمر، توفي الجمعة، في الأردن، حيث كان يتلقى العلاج من مرض عضال ألم به، وأعلن موقع الشيخ عبدالله الأحمر على الإنترنت، أن التشييع سيتم صباح غد الأحد، حيث سيشيع الفقيد إلى مقبرة الشيخ عبدالله في صنعاء.
وأضاف الموقع أنه بدأ تقديم "واجب العزاء لمن هم خارج الوطن بالمملكة الأردنية في فندق جراند حياة عمان يومي السبت والاحد 7،8 يناير من الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة الثامنة مساء"، فيما سيستمر "العزاء لمدة ثلاثة أيام في منزل الشيخ عبدالله في منطقة الحصبة".
والشيخ صادق هو الابن الأكبر للشيخ الراحل "عبدالله بن حسين الأحمر"، والذي يعد أبرز مشايخ اليمن بعد وفاة والده في ديسمبر 2007م.