2023-02-25 الساعة 02:48م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
أكدت مصادر طبية وسكان عودة انتشار الحصبة و"الجدري" في صنعاء ومحافظات واقعة تحت سيطرة الحوثيين، وذلك بالتزامن مع حملات مكثفه تقودها سلطة الميليشيا لتحشيد وتعبئة المواطنين لرفض تعريض أطفالهم للقاحات المضادة لأمراض الطفولة الستة.
وقالت مصادر طبية لـ"المصدر أونلاين" إن بعض مستشفيات صنعاء الحكومية والأهلية استقبلت خلال الأسبوعين الماضيين عشرات الأطفال المصابين بـ"الحصبة" و"الجدري".
المصادر التي تعمل في مستشفى حكومي وأخرى في مستشفيات خاصة أضافت نقلاً عن أطباء ومواطنين أن حوالي ثلاثة أطفال على الأقل توفوا خلال الأيام الفائتة في صنعاء جراء "الحصبة"، مشيرة إلى أن هناك عشرات الحالات لاتزال في غرف العناية والرقود بعدد من المستشفيات.
ولفتت الى أن العديد من المستشفيات خصوصا حيث الازدحام السكاني تستقبل ما بين 3 الى 6 حالات يوميا، مؤكدة أن بعض هذه الحالات قد وصلت الى مرحلة خطرة، كانخفاض الأكسجين إلى ما تحت 60 وازرقاق الشفتين.
في السياق قالت أسرتان لـ"المصدر أونلاين" إن مسشفى "السبعين" (حكومي) و"اليمني الألماني" (خاص) رفضا، لأسباب غير معروفة، استقبال حالتين مصابتين بـ"الحصبة" الأسبوع الماضي، فيما قال لهما مستشفى ثالث خاص إن الحالتين بحاجة إلى رقود وهو ما يتطلب مبالغ أكبر من قدرتنا.
أضافت أسرتا الطفلين أن المستشفيين رفضا استقبال الطفلين، لأسباب مادية، ولا زالا في حالة حرجة معزولين في غرف إحدى المنازل رغم العناية بهما بناءً على خطة علاجية حصلت عليها من بعض الأطباء، مؤكدتين وجود حالات مصابة في المدرسة التي كان يرتادها الطفلان (جنوب صنعاء).
المصادر الطبية أشارت إلى أن الأطفال الذين تم تطعيمهم وأصيبوا تكون الأعراض أقل خطورة من الأطفال الذين لم يأخذوا اللقاح، لافتة إلى أن غير الملقحين يتعرضون لإصابات متكررة خلال فترة حياتهم.
ومنذ سيطرتها على صنعاء ومحافظات أخرى تقود ميليشيا الحوثي حملات متفرقة ضد اللقاحات التي تمولها منظمات أممية، وقالت في ندوة لها مؤخراً حضرتها قيادات رفيعة في الجماعة إن" الطب الحديث بما فيه اللقاحات والطب الكيميائي عبارة عن فكرة يهودية هدفها الاستثمار والتجارة والاستهداف العدواني للشعوب".
وأدانت الحكومة حملات التحريض والتشكيك الحوثية باللقاحات وقالت وزارة الصحة إن "رعاية مثل هذه الخرافات هو مغامرة بمستقبل أطفال اليمن في مناطق سيطرة المليشيا وترك مصيرهم تحت رحمة خرافات المشعوذين والدجالين المدعين للطب في الوقت الذي أجمع العالم كله على الطب المبني على الأدلة العلمية"، مشيرة إلى أنه "بفضل اللقاحات تم القضاء على كثير من الأمراض مثل الجدري وأعلنت اليمن خالية من شلل الاطفال عام ٢٠٠٩ حتى عاد عام ٢٠١٩ في محافظة صعده نتيجة لسلوك المليشيات المانع والمهمش للقاحات".
طبيب يعلق ويحذر
على صفحته بـ"فيسبوك" كتب الطبيب في مستشفى الثورة جمال عبدالمغني "زمان عندما كان الطفل يمرض بالحصبة كنا نقول لأهله لا تقلقوا هو مرض طفيف و عابر اعطوه من حق الحمى و تغذيه كويسه و إن شاء الله يومين ثلاثه أيام و هو بخير.. لأنه أخذ اللقاح، راكنين إن معه مناعة ضد الفايروس المسبب للحصبة. الآن الاطفال الذي يصابون بالحصبة نقول لأهلهم تحملتم بظلم طفلكم لأن انمو ما لقحتم له والان محتاج رقود في العناية المركزة".
عبد المغني الذي رفض التعليق لـ"المصدر أونلاين" أضاف في منشوره "والذي نفسي بيده إن الحالات المرضية في العنايات المركزة للأطفال كلها مضاعفات الحصبة نتيجة عدم أخذ اللقاح و إن كتب له الله النجاة، يعيش الطفل بإعاقة تكون مصاحبه له مدى الحياة".
وتابع: "تخيلوا يا جماعة وصل الوضع إلى أن دكتور يقول لأم طفله جاءت تزوره للعيادة عشان تكشف على بنتها إن مرض طفلتها بسبب اللقاحات.. طبعا هو عارف إنه كذاب وعارف إنه عار عليه و على القسم الطبي الذي اقسم عليه يقول كلام مثل هذا".
واستطرد: "أقسم بالله العظيم إن كل من يحذركم من اللقاحات هم نفسهم اعطوا جميع اللقاحات لأطفالهم وحصنوهم ضد الأمراض، انتو عارفين إن مطارات العالم تطلب شهادة تطعيم ضد شلل الاطفال وضد الحصبة لأي طفل يمني يسافر الى الخارج".
وقال "يا جماعه إحنا نشوف اشياء أنتم ما تشوفوها، إحنا من أرض الواقع نقول لكم التحصين حياة لا تصدقوا كل من يخوفكم من اللقاحات".
وأضاف: "أنا وأنت والعالم كله أخذ اللقاحات وعايشين ما حصل لنا شيء.. و الله والله والله والله لو استمر الوضع هذا 3 شهور زيادة إن الفايروسات عتحصد أرواح أطفالنا مثلما حصدت فايروس الانفلونزا الإسبانية أرواح 100 مليون شخص حول العالم و تم تصنيفها كأعظم هولوكوست في تاريخ البشرية.. أرجوكم لقحوا لأطفالكم.. لقحوا لأطفالكم.. لقحوا لأطفالكم.. لقحوا لأطفالكم.. لقحوا لأطفالكم".
"أطباء اليمن في المهجر" تندد وتدعو الى التوعية
بدورها عبرت منظمة "أطباء اليمن في المهجر" عــن قــلقها الــبالــغ إزاء الحــملة الإعــلامــية الــتي يــقودهــا الــبعض، والــتي تــدعــو لمــنع تــطعيم الأطــفال بــالــلقاحــات الأســاســية وتــرويــج لأطــروحــات غــير عــلمية وغــير حــقيقية حــول الــلقاحــات".
ونددت المنظمة بـ"التشجيع المـــمنهج مـن قــبل السلطات الـصحية فـي صنعاء لـــتلك الحـــملة، والـــتي تؤدي إلـــى انـــخفاض تـــغطية الـــتطعيمات فـــي المـــناطق المـتضررة، مـــما يؤدي إلـــى زيـــادة حـــالات الأمـراض المـشمولـة بـالـلقاح، مـثل الـتهاب الـسحايـا والـتهاب الـرئـة والـدفـتريـا والـسعال الــــديــــكي ومــــرض شــــلل الأطــــفال، والــــتي يــــمكن أن تتســــبب فــــي مــــضاعــــفات خــــطيرة وإعاقات دائمة أو حتى الوفاة".
وأشارت المنظمة الى أن "هـــناك آلاف الـــحالات مـــن الـــحصبة والمـــئات مـــن حـــالات الـــدفـــتريـــا والـــسعال الـديـكي مـما يـقرع جـرس الخـطر حـول مـوجـات وبـائـية مـتوقـعة سـوف يـذهـب ضـحيتها الكثير من الأطفال الأبرياء".
وأضافت: "مــا نــريــد أن يــفهمه الجــميع هــو أن الأفــراد والجــماعــات المــمتنعة عــن تــلقيح أطــفالــهم هـي لا زالـت تـحصل عـلى بـعض الـوقـايـة مـن أفـراد المـجتمع المـلقحين.. هـذا الـوضـع لـن يســـتمر طـــويـــلا ومـــع تـــناقـــص نســـبة المـــلقحين مـــن الأطـــفال ســـتعود أوبـــئة الـــطفولـــة لـتحصد الـكثير مـن الأرواح الـبريـئة وكـأن شـعبنا لا يـكفيه مـرارات الحـرب لـنضيف لـها الصراع مع أوبئة قاتلة متمرسة تحصد البشرية منذ مئات السنين".
وناشدت "أطباء اليمن في المهجر" "أولياء الأمـور للمـسارعـة بتلقيح أطـفالهم لحمايتهم من الإصابة بمرض قد يسبب مضاعفات خطيرة أو الوفاة لا سمح الله"، كما دعت "الأطـباء إلى رفـع التوعـية لتلقي اللقاحات وازالة الشبهات علميا والرد على الشائعات مما يساعد على تعزيز المستوى المناعي للمجتمع".
وطالبت المنظمة اليمنية "أساتذة الجامعات والباحثين بـتوضـيح النتائـج الوخـيمة بلمنع الـلقاح في بعض مناطق اليمن"، داعية "الـقنوات الإعـلامية والمثقفين إلى تـوعــية الناس بخطورة عـدم تلقيح أطفالهم والضغط من أجل تسهيل اللقاحات الأساسية لكافة المواطنين".
كما طالبت المنظمات الدولية على رأسها مـنظمة الـصحة العالمـية والــيونـيسيف أن "تــعمل عــلى الــضغط دولــيا عــلى الســلطة الــصحية فــي صــنعاء مــن أجــل الــعدول عــن خـطابـها الـذي سـتكون لـه عـواقـب وخـيمة.. وأن تـتوقـف عـن الـتغاضـي غير المـفهوم عـن هذه الكارثة الصحية القادمة.. كـما نـدعـو جـميع الـعامـلين بـالـقطاع الـصحي الـى أخـذ زمـام المـبادرة وتـوعـية الـناس بأهمية اللقاحات ومواجهة مجموعات ترويج الخرافات ضد اللقاحات".
وفي ختام بيانها أكدت مـنظمة أطـباء الـيمن فـي المهجـر أن قـضية مـحاربـة الـلقاحـات فـي الـيمن تـتصدر أولـويـاتـها وأنـها "سـتعمل جـاهـدة مـن أجـل حـمايـة صـحة الأطـفال والأجـيال الـقادمـة مـن المرض والخرافة التي تهدد حاضرهم ومستقبلهم".