أهم الأخبار

مع بدء دول إجلاء رعاياها.. جالية اليمن في السودان في وضع مأساوي ومناشدات لإخراجهم من مناطق المواجهات

2023-04-23 الساعة 12:34ص (يمن سكاي - )

يشهد السودان مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق محدودة خارجها، منذ مطلع الأسبوع الماضي، وهو ما ألقى بظلاله على الجالية اليمنية والطلبة المقيمين وعائلاتهم هناك، والذين يعيش معظمهم في حالة من الرعب، وسط انقطاع للخدمات الأساسية ونفاد المواد الغذائية، خاصة في مناطق التوتر العالي.

"المصدر أونلاين" تواصل مع ملحق شؤون المغتربين بسفارة اليمن في السودان الدكتور عبدالخالق يعقوب، ورئيس الاتحاد العام للطلاب اليمنيين في السودان المهندس عفيف البراشي، للوقوف على وضع الجالية والمبتعثين هناك، في ظل استمرار الاشتباكات وفشل هدنة معلنة من الطرفين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.

يؤكد المسؤول الدبلوماسي ورئيس اتحاد الطلاب أنه ومنذ بداية الاشتباكات في الخرطوم "لم تسجل أي أصابة -حتى اللحظة (تاريخ نشر هذا التقرير اليوم السبت) - في صفوف الجالية اليمنية والطلاب الدارسين هناك".

ويشيران إلى أن الوضع صعب "وجد اليمنيون وغيرهم من أبناء الجاليات الأخرى أنفسهم فيه"، ومما فاقم الوضع وزاده مأساوية "انقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه ونفاذ المواد التموينية، وارتفاع أسعارها بشكل جنوني".

ووفقا لتقديرات السفارة اليمنية في الخرطوم، فإن عدد اليمنيين المتواجدين هناك سواءً كانوا نازحين أو مقيمين أو تجار أو عمال أو موظفين، ما بين 10 آلاف و15 ألف يمني، إضافة إلى نحو 4 آلاف طالب وطالبة بعضهم مع عائلاتهم، من بين هؤلاء نحو 600 طالب وطالبة يتلقون مساعدات مالية من الحكومة، فيما يدرس البقية على نفقاتهم الخاصة.

ويتركز تواجد اليمنيين في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث (الخرطوم، بحري، أم درمان)، إضافة إلى تواجد محدود في بعض الولايات، وفقا لتقديرات السفارة ذاتها.

غرفة عمليات

شكلت السفارة اليمنية مع اتحاد الطلاب والجالية، غرفة عمليات وطوارئ مشتركة؛ هذا ما أكده ملحق شؤون المغتربين الدكتور عبدالحق يعقوب لـ"المصدر أونلاين".

يقول يعقوب، "تفاجأنا صباح يوم السبت (الماضي) بصوت الاشتباكات بين الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية"، مضيفا "من أول وهلة، نشرنا تنبيهات وتواصلنا مع مدراء المساكن كونها تضم عدد طلبة كبير، كما تواصلنا مع اتحاد الطلاب والجالية اليمنية ونبهناهم وأيضا نشرنا تعليمات".

وتابع: "عقب ذلك شكلنا لجنة طوارئ، كغرفة عمليات من السفارة والاتحاد والجالية أرأسها انا وأديرها، ونتواصل للتنسيق والترتيب والتشاور، والحمدلله، حتى الآن لم تسجل أي إصابة في صفوف اليمنيين".

وأوضح يعقوب أنه "كان أول يومين في الاشتباكات صعبة جدا خاصة في الخرطوم، بالنسبة لأم درمان وبحري كانت الاشتباكات خفيفة، ونحن في اللجنة كسفارة واتحاد وجالية بدأنا نتواصل ونحدد أماكن الاشتباكات، ونتواصل مع المتواجدين كأسر في أماكن الاشتباكات ونطلع على وضعهم".

وأشار الملحق إلى أنهم حاولوا إخراج بعض الطلاب والطالبات وبعض الأسر في مناطق الاشتباكات، على مجموعات إلى أماكن أفضل استقرارا وأمناً.

وتحدث ملحق شؤون المغتربين عن صعوبات في عدة أمور "الماء والكهرباء مقطوعة في كثير من المناطق وبعض الأسر والطلاب اليمنيين الموجود معه من ماء في شقته استنفد، وهناك صعوبة في الخروج، وإذا خرج لا يحصل الماء،، والبقالات إذا فتحت أحيان سعر الماء غالي جداً".

ولفت يعقوب إلى صعوبات أخرى تتمثل في ارتفاع تكاليف المعيشة "ارتفع سعر المواد الغذائية بشكل كبير، وإذا أخبرنا الأخوة، حاول تأخذ لك تموينات لأسبوع لثلاثة أيام، يقول لك الحاجات غير متوفرة في البقالات"، إضافة إلى عدم وجود أمكانية مالية لدى الكثير من الموجودين.

وأكد ملحق شؤون المغتربين في سفارة اليمن بالسودان، وجود تواصل مع الجهات المعنية؛ "تواصلنا مع نائب الوزير لشؤون المغتربين الدكتور محمد العديل بشكل مستمر وهو على تواصل مع الجالية، والسفير المسافر في إجازة من قبل الاحداث تواصل معنا وأكد أن وزير الخارجية على تواصل معه، وطلب مني بعض المعلومات وقد رفعتها له".

وضع الطلاب أكثر صعوبة

وعن وضع الطلاب قال رئيس اتحاد الطلبة اليمنيين في السودان المهندس عفيف البراشي لـ"المصدر أونلاين"، إن عدد الطلبة وعائلاتهم "يصل إلى ثلاثة آلاف طالب وطالبة مع أفراد أسرهم، يتركز تواجدهم بشكل كبير في العاصمة الخرطوم وعشرات الطلاب بالولايات الأخرى".

وأضاف: "معظم الاشتباكات حاليا في الخرطوم، ولدينا طلاب بمناطق فيها التوتر عالي، ومناطق أخرى لا توجد بها الخدمات الأساسية؛ انقطاع الكهرباء والماء، ونفاذ المواد التموينية".

وأكد البراشي، بأنه تم "ترتيب خروج مجموعة من الطلاب إلى أماكن أقل خطورة"، مستدركا لكن "ما يزال مئات الطلاب بمناطق تشهد توتر واشتباكات لازمين منازلهم"، مشيرا إلى لجنة الطوارئ المشكلة من الاتحاد والسفارة والجالية".

وأضاف "لكن لا توجد إمكانيات ولم يتم دعمنا كاتحاد بشيء حتى اللحظة، ونحن كاتحاد نتحمل مسؤولية كبيرة نتمنى من الجميع الوقوف معنا ومساندتنا".

وأضاف رئيس الاتحاد: "تم اقتحام بعض الشقق الطلابية (من قبل القوات المتقاتلة) وطالبوا بإخلائها، والوضع الإنساني صعب، ومع استمرار الاشتباكات يصبح أكثر صعوبة على الطلاب".

عملية إجلاء طارئة

يؤكد ملحق شؤون المغتربين ورئيس اتحاد طلاب اليمن في السودان، الحاجة العاجلة إلى الترتيب لعملية إجلاء واسعة لليمنيين من السودان، في ظل مؤشرات لاستمرار الوضع وتصاعد المواجهات بين القوات المتقاتلة.

ويشير الدكتور عبدالحق يعقوب في هذا الخصوص، إلى بعض الحلول المؤقتة التي يجري العمل عليها حسب الإمكانات، ومنها إخراج الطلبة والأسر خارج الخرطوم "لأنها أفضل أمناً واستقرارا والأمور فيها مستتبة والحياة فيها مستمرة".

وقال يعقوب، إنه لا بد من التفكير والعمل من قبل حكومتنا وقد أبلغناهم في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ورئاسة الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، بـ"التفكير كيف يتم عملية التنسيق والترتيب من الآن لعملية الإجلاء، متى ما توفرت الفرصة لإجلاء رعايا أي دول، يكون اليمنيون جاهزين لإجلاء رعاياهم لمن يرغب".

وأشار الملحق إلى أنهم يتلقون اتصالات ومطالبة يومية بضرورة الإجلاء من المواطنين الواقعين في مناطق الاشتباكات.

وشدد رئيس اتحاد الطلاب على ضرورة الترتيب لعملية إجلاء خارجي ومساندة لجنة الطلاب والاتحاد في الإجراءات المؤقتة المتخذة من أجل الحفاظ على سلامة الطلبة واليمنيين في السودان.

وطالب المهندس عفيف البراشي وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء ومجلس القيادة الرئاسي بالقيام "بواجبهم لدعم عملية الاخلاء المؤقتة الى مناطق آمنة، والترتيب لإجلاء خارجي مع أول فرصة يفتح فيها المجال الجوي".

وأشار في هذا الخصوص، إلى اتصال هاتفي أجراه رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، أمس الجمعة، مع اللجنة والسفارة، ناقلا عن عبدالملك قوله "إنه سيتابع موضوع الإجلاء، ومساندة لجنة الطوارئ".

وأكد البراشي، أنه "تم الرفع بتصور لرئيس الحكومة ونحن منتظرون"، وقال "الوضع يزداد سوءً مع كل يوم، والاشتباكات تتوسع، وتنتقل من مكان إلى آخر، بينما ما يزال غالبية الطلاب والأسر باقية في الخرطوم".

ووفقا للصور ومقاطع الفيديو التي اطلع عليها "المصدر أونلاين"، فإن العديد من سكنات الطلاب اليمنيين وأماكن إقامة الأسر اليمنية في الخرطوم تعرضت بعضها لسقوط شظايا من مقذوفات، أو رصاصات طائشة اخترقت جدرانها ونوافذها، مسببة حالة من الرعب والخوف في وسط قاطنيها.

موقف رسمي ضعيف

ومع إعلان السعودية اليوم، إجلاء بعض رعاياها ورعايا دول أخرى من السودان، يظل موقف الحكومة اليمنية ضعيفاً، وهذا ما يمكن استقراؤه من خبر اتصال رئيس الوزراء الذي نشرته وكالة سبأ الحكومية أمس.

وقالت الوكالة في الخبر، إن رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك "اطمأن على أحوال الرعايا والطلاب اليمنيين المتواجدين في جمهورية السودان، في اتصالات هاتفية أجراها مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد عوض بن مبارك وسفارتنا في الخرطوم".

وأشارت إلى أن "رئيس الوزراء تابع أوضاع اليمنيين في السودان وضمان سلامتهم وأمنهم"، مؤكدا في الاتصالات "على ضرورة توخى أقصى درجات الحذر والحيطة والسلامة والابتعاد عن مناطق التوترات لحين استقرار الأوضاع".

وبحسب الوكالة، وجه رئيس الحكومة "بضرورة تواصل البعثة الدبلوماسية مع كافة أبنائنا ومتابعة اوضاعهم "، دون أي إشارة لإجراء أي ترتيبات عملية لإجلاء اليمنيين من السودان التي تمنى "أن يتحقق فيها الاستقرار في أقرب وقت".

 
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص