2023-04-30 الساعة 04:44م (يمن سكاي - )
وصلت دفعة ثانية من المواطنين اليمنيين الذين جرى إجلاؤهم من السودان، إلى قاعدة الملك فيصل البحرية بمدينة جدة السعودية، مساء اليوم السبت، مع استمرار تكدس المئات من العالقين في مدينة بورتسودان، في ظروف صعبة.
وتضم الدفعة نحو 246 يمنياً، من ضمن 1866 شخصاً من جنسيات مختلفة، أجلتهم سفينة "أمانة" السعودية، من ميناء بورتسودان، إلى مدينة جدة، ليرتفع عدد من أجلتهم المملكة منذ بدأ الصراع في السودان إلى 4738، من بينهم 485 يمنيا فقط، تم إجلاؤهم بتنسيق من فريق الإجلاء مع الفريق السعودي.
وكان يفترض أن تشمل الدفعة الثانية من العالقين اليمنيين 300 شخص، وفقا لتصريح سابق لمسؤول في اللجنة التابعة للسفارة في ميناء بورتسودان.
ألا أن اللجنة التابعة للسفارة، قصرت في استيفاء المتطلبات والبيانات المطلوبة من جهات الإجلاء السعودية، وكاد أن يؤدي ذلك لمغادرة السفينة "أمانة" دون نقل أي يمني، لولا مبادرة إنسانية من أحد ضباط فريق التنسيق السعودي، الذي جهز بيانات من لا زالت جوازاتهم بحوزتهم ويسر إلحاقهم بالسفينة في الدقائق الأخيرة، وفقا لمصدر باللجنة الطلابية في ميناء بورتسودان.
وقال عضو اللجنة لـ"المصدر أونلاين"، إن اللجنة التابعة للسفارة، لم تقدم البيانات المطلوبة للجانب السعودي للدفعة الثانية.
وأضاف أن اللجنة التابعة للسفارة، غادرت ميناء بورتسودان، ورفض موظفوها حتى إعادة الجوازات التي كانوا استلموها منذ ثلاثة وأربعة أيام، ولم يجهزوها ويسلموها كما هو مطلوب للجانب السعودي، وهذا الفشل عرقل إجلاء المئات من العالقين الموجودين في المدينة على متن العديد من الرحلات البحرية الإنسانية التي تقودها المملكة وشملت الآلاف من رعايا دول العالم.
وأكد عضو اللجنة الطلابية، أن الدفعة الأولى والتي تم نقلها قبل ثلاثة أيام (239 مواطنا)، قدمت بياناتهم فرديا للجنة السعودية التي يسرت لهم كل التسهيلات وأجلتهم دون وجود لأي دور رسمي من السفارة أو من الخارجية اليمنية، التي أعلنت لاحقا أنها نسقت مع الجانب السعودي ونجحت في إجلاء المجموعة الأولى.
وأعلنت الخارجية اليمنية في وقت سابق اليوم، "اجلاء دفعة ثانية (لم تحدد عددها) من الرعايا اليمنيين في السودان، حيث انطلقت سفينة الركاب (امانة) من ميناء بورتسودان الى جدة، وذلك في إطار عمليات الاجلاء المتواصلة التي بادرت بتسييرها المملكة العربية السعودية لاجلاء رعايا الدول العربية والاجنبية من السودان.
وقالت الخارجية في بيان لها نشرته وكالة سبأ، إن "العمل والتنسيق مستمر لاستكمال عملية الاجلاء في القريب العاجل" من ميناء بورتسودان، مشيرة "إلى انه تم تسيير رحلات برية لنقل الدفعة الاولى من الواصلين، من جدة الى كل من محافظتي عدن ومأرب، انطلاقاً من التوجيهات الحكومية بهذا الشأن".
وأعلنت القنصلية اليمنية في جدة (الساعة 5:40مساءً) وصول رحلة الاجلاء الثانية للرعايا اليمنيين من السودان، إلى مدينة جدة، وعلى متنها ٢٤٦ مواطن ومواطنة.
وبشكل متكرر، يتهم المنتظرون ولجنة الطوارئ المشكلة من (السفارة، الاتحاد، الجالية)، الخارجية والحكومة بالتلكؤ وعدم ترتيب عملية الإجلاء مع الجانب السعودي، وقال رئيس الاتحاد عضو لجنة الطوارئ في تصريح سابق لـ"المصدر أونلاين"، إن "نحو 2300 يمني في بورتسودان، ينتظرون الإجلاء في ظروف صعبة؛ لا توجد أماكن مهيئة لهم للسكن، ولا ميزانيات للإعاشة والتغذية، وهناك قصور من جانب السفارة والخارجية في التنسيق مع الجانب السعودي في عملية الإجلاء، ومرت ثلاثة أيام ولم يتم نقل أحد على متن سفن المملكة".
وفيما لم يرد عضو لجنة السفارة على استفسارات المصدر أونلاين المتكررة منذ أمس الجمعة، بشأن الدفعة الثانية التي وعد بإبلاغنا فور تحركها، حمل اتحاد طلاب اليمن في السودان في بيان له، "السفارة والجانب الحكومي مسؤولية القصور في ترتيب عملية الإجلاء والتسبب في تكدس اليمنيين بالآلاف في بورتسودان دون مراعاة للاحتياجات الأساسية".
وقال الاتحاد في بيانات متلاحقة، إنه "ونظرا لفشل لجنة السفارة المشكلة في الترتيب والتنسيق مع الجانب السعودي وتكدس الناس ببورتسودان والفشل في عملية الإجلاء للمجموعة الثانية والتي اقتصرت على كشف قدمه الملحق العسكري بشكل فردي ومجموعة من الشباب بشكل فردي ايضاً، تقرر تشكيل لجنة للتنسيق وتقديم الجوازات وفقا لأقدمية الوصول الى بورتسودان والحالات الانسانية المستعجلة".
وأوضحت اللجنة الطلابية في بلاغ لها اليوم السبت، أنها "قامت باستلام ٩٨٠ جواز منذ مباشرتها مهاها أمس، لترتيب البيانات والجوازات وفقاً للمعايير المطلوبة: جوزات افراد الاسرة الواحدة مع بعض، قوائم خاصة بالأُسر واخرى بالأفراد، مظاريف خاصة لكل الجوزات وفق الترتيب الزمني لوصول حامليها الى بورتسودان، قوائم جاهزة بالأُسر واخرى بالأفراد لتكون جاهزة لتلبية اي معايير عاجلة من قبل الجهات السعودية، الدوام المتواصل للتأكد بعدم التفريط باي فرصة متاحة لليمنيين مرفقة بكل الكشوفات اللازمة لتحقيق ذلك".
وأشارت إلى التواصل "مع السفارة اليمنية لاعتماد اللجنة ممثلاُ رسميا للجنة الطواري المشكلة من السفارة والجالية والإتحاد"، معبرة عن أسفها "لما اعترض عملها أمس الفائت من قيام البعض بمحاولة لاختلاق الفوضى لإفشال عملها، وتشكر في ذات الوقت الوعي الشبابي والطلابي المتفهم والذي قدم العون والإسناد لإنجاح أعمال اللجنة".
من جانبه أدلى سفير اليمن في السودان للمصدر أونلاين بتعليق مقتضب رداً على ما يقال من اختلالات في العمل وتقصير السفارة في القيام بدورها قال فيه "الكل هناك في بورتسودان يجتهد في عمله ولكن لابد من معوقات خصوصاً وان حجم المشكلة أكبر مما يتوقع وعامل حلها مرتبط اصلا بجهات عدة".
وأضاف: "التزامات الأشقاء في الجانب السعودي تجاه بقية دول العالم بنقل رعاياهم بالتأكيد له دوره في ذلك، وهذا شيء منطقي لا يمكن تجاوزه باي حال وبالتالي علينا أن لا نفسر ما يحصل نتيجة ذلك بأنه يعود إلى عمل اللجنة، في الوقت الذي يكون فيه أعداد اليمنيين في عملية الإجلاء الواحدة تفوق أعداد دول كثيرة مجتمعه".
وكانت صور ومناشدات مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت في الساعات الماضية، المائت من العالقين اليمنيين وهم يفترشون أرصفة شوارع بورتسودان المجاورة للميناء، في حالة مأساوية وتكدس كبير؛ إذا يلتحف أكثر من 2500 مواطناً السماء ويفترشون الإزفلت، مع المئات من العوائل التي تم إسكانهن في صالات الأفراح، في مبادرات ذاتية، لم تغطيها التحويلات المالية الحكومية منذ بدء الأزمة.