2023-05-04 الساعة 08:32م (يمن سكاي - )
انطلقت في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن، يوم الخميس، فعاليات مؤتمر "الحوار الوطني الجنوبي" الذي دعا له المجلس الانتقالي ضمن مساعيه الرامية لاحتواء كل المكونات والتشكيلات الجنوبية الداعمة لمشروع الإنفصال.
وقاطعت قوى سياسية جنوبية وشخصيات اجتماعية وعسكرية للمؤتمر الذي دعا له عيدروس الزبيدي، في حين حضرت تشكيلات موالية للإنتقالي، كما حضر الافتتاح وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي (ليس مشاركاً) المفرج عنه مؤخرا من سجون الميليشيا والذي شدد في ظهور سابق على ضرورة التكاتف بين الأطراف اليمنية والمضي قدما في اليمن الاتحادي الذي اتفق عليه قبل انقلاب الميليشيا في مؤتمر الحوار الوطني.
وأغلقت قوات الانتقالي منذ ساعات الفجر الأولى، الشوارع المؤدية إلى أحد الفنادق بحي خور مكسر، حيث نظمت الفعالية في إحدى قاعاته، كما قطعت تلك القوات الطرق الرابطة بين مديريات عدن الأخرى، وخور مكسر بحجة تأمين المؤتمر.
وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، أكد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي مضي المجلس في مشروعه الرامي لانفصال جنوب اليمن واستعادة دولة الجنوب التي كانت قبل الوحدة الطوعية عام 1990م، مؤكدا أن "هدفه وغايته الأسمى باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدود الدولتين قبل مايو 90".
وأعتبر الزبيدي انعقاد المؤتمر بالتزامن مع الذكرى السادسة لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017، تأكيدًا قويًا لما يدعيه من "تفويض شعبي مطلق من أبناء الجنوب لتمثيلهم وإدارة شؤونهم".
وأشار إلى الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب مشددا على "أهمية قضية شعب الجنوب كمرتكز للحل ومفتاح للسلام المستدام"، مضيفاً "شعب الجنوب لن يسمح بأي ترتيبات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تمس في جوهر قضيته ومصالحه الوطنية".
وشارك في الفعالية التي دعى لها الزبيدي نائب وزير الداخلية في الحكومة اليمنية علي ناصر لخشع، وقيادات أخرى موالية للمجلس من حضرموت والمهرة.
وحسب ما ذكره إعلام الانتقالي فإن أعمال المؤتمر تستمر على مدار ثلاثة أيام، ويهدف إلى الوصول إلى توافق سياسي ورؤية موحدة تنسجم مع شعار الانتقالي المطالب بالانفصال، وجاء كثمرة لخطوات أعلنها المجلس تحت مسمى "إعادة هيكلة الانتقالي"، ختمها الزبيدي بإصدار قرار بإعادة دمج وتوسعة دوائر وقطاعات المجلس بغرض استيعاب قيادات تمثل مكونات أخرى ضمن قوامه.
ويأتي انعقاد مؤتمر المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، في ظل مقاطعة طيف واسع من المكونات الجنوبية التي تدعم فكرة الدولة الاتحادية والمكونات الحضرمية التي تنادي بوضع خاص لحضرموت.
ومن تلك المكونات التي أعلنت مقاطعة المؤتمر، الائتلاف الوطني الجنوبي الذي يقوده رجل الأعمال أحمد صالح العيسي، والمؤتمر الوطني لشعب الجنوب، والمؤتمر الشعبي الجنوبي، ومؤتمر حضرموت الجامع، ومرجعية قبائل حضرموت، واعتصام المهرة، إضافة إلى غياب الشخصيات الاعتبارية الوازنة وفي مقدمتهم الرئيسان الجنوبيان السابقان علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس، والقيادي الجنوبي البارز محمد علي احمد الذي أكد تمسكه بمخرجات الحوار الوطني، إضافة إلى مكونات أخرى والأحزاب السياسية.
وكان المجلس الانتقالي تأسس برعاية إماراتية في مايو 2017، ضمن مساعيها لإعادة رسم الخارطة في اليمن بما يتناسب مع مصالحها وإبقاء سيطرة قوات موالية لها على الجزر والشواطئ اليمنية، وسبق تأسيس الإنتقالي بناء فصائل وتشكيلات مسلحة من التيار المتبني للإنفصال وتدريبها وتسليحها وتمويلها حتى أصبحت تسيطر على معظم محافظات الجنوب وتمكنت من سحب البساط من تحت الحكومة الشرعية وأخرجت القوات التابعة لها من عدن في جولة قتال انتهت بهزيمة القوات التابعة للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وخروجها من المحافظات الجنوبية قبل أن يتم تفكيكها.