2023-05-10 الساعة 02:41م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
أمام تعالي دعوات الانفصال.. كوادر جنوبية تعود للتذكير بنضال وتضحيات رواد الحركة الوطنية اليمنية من أجل تحقيق الوحدة كحلم
في الوقت الذي يتعالى الضجيج من أجل إعادة تشطير اليمن وفصل جنوب اليمن عن شماله ليعود الوضع إلى ما قبل عام 90، وتتصاعد التحركات من أجل الانفصال من قبل حركات وجدت فيها أطراف إقليمية بغيتها لإعادة تمزيق اليمن الذي توحد عام 90.
ومع الترتيب لانعقاد "مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي" الذي دعا له المجلس الانتقالي المتبني لمشروع الانفصال والمدعوم من دولة الإمارات دارت نقاشات كثيرة بين كوادر إعلامية وسياسية وعت الحياة على الوحدة كحلم يرددونه في أناشيدهم وفعالياتهم المدرسية والحزبية من مختلف التيارات، وتجد نفسها اليوم أمام تيار يشدها في الاتجاه المعاكس ويسوق لذلك عبر خطاب يصور الانفصال كحل لجميع المشاكل والشفرة السحرية للعبور نحو مستقبل مشرق.
ورغم حالة الشحن السلبي ضد الوحدة طيلة العقد الماضي والشيطنة المستمرة للوحدة وصولاً إلى إنكار "يمنية" الجنوب الذي ظلوا يطلقون عليه "الجنوب العربي"، إلا أن سجالاً دار ولا يزال على منصات التواصل الاجتماعي، بعيداً عن المؤثرات الخارجية، بالتزامن مع الحراك الأخير في محاولة من الجيل الذي وعى ذاته على اليمن الموحد أن يعيد التذكير بـ"الوحدة" التي كانت غاية نضالية نبيلة لأجيال قدمت أرواحها من أجل تحقيقها.
في هذه المساحة نورد نموذجاً لهذا الحوار الذي بدأ بالتواصل على الخاص ثم انتقل إلى العام على منصات التواصل بين القيادي الإصلاحي الدكتور متعب بازياد والصحفي وصديقه الإشتراكي عوض كشميم بن هلابي وكلاهما من محافظة حضرموت.
وكان عوض كشميم قد وجه دعوة عبر متعب بازياد وآخرين للإصلاحيين لتشكيل ما أسماه "لجنة تحضيرية لتجمع الإصلاح الجنوبي" جاء فيها:
لجنة تحضيرية لتجمع الإصلاح الجنوبي
لن تكتمل حركة الفعل السياسي الجنوبي بكل تنوعاته الفكرية دونما انخراط الكتلة السياسية لتجمع الإصلاح الجنوبي ضمن القوى والمكونات الموقعة على الميثاق الوطني الجنوبي، فوجود تجمع الإصلاح الجنوبي في صدارة معادلة المشهد الجنوبي يضيف نكهة جميلة ونوعية على الخارطة السياسية الجنوبية المؤمنة بقضية استعادة الدولة الجنوبية وفقاً لمضامين منطلقات الميثاق الوطني الجنوبي، وهذا الانخراط حق أصيل لكل المكونات الجنوبية الفاعلة، ويعطيها مشروعية ممارسة دورها الوطني لرسم ملامح مستقبل الجنوب التعددي الفيدرالي.
في الواقع لا يستطيع أياً كان أن يتجاهل المساحة الكبيرة التي يتواجد عليها الإصلاح على امتداد الجنوب باعتباره مكون لديه بنية تنظيمية متماسكة وصلبة، ناهيك عن حضوره في الحركة الطلابية والنشاط المؤسسي الخدمي. تلك عوامل تؤهله لخوض منافسات ديمقراطية وشعبية عريضة وفي كل المراحل.
وليس معيباً أن يتبنى في نضاله السلمي السياسي مشروعية استعادة الدولة الجنوبية وفقا لميثاق وطني جامع.
عملية الانخراط حافز كبير له ولكل الفرقاء كوقاية لهما من مسار الصدام والخطاب الإعلامي المضاد، بل بالعكس يهيئ لمرحلة جديدة أكثر استقراراً في الحياة السياسية عامة، ويحصن المشروع الجنوبي من أي اخترقات تؤثر على استقرار الجنوب وغاياته الوطنية المنشودة .
رد الدكتور متعب بازياد الذي عنونه بـ: عتاب لطيف لرفيق ظريف.
نقدر نضالكم، ونحيي نضال حزبكم الطليعي، من أجل يمنٍ ديمقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح، كما افتداه رواد الحركة الوطنية اليمنية. وفي المقدمة منهم قادة الحزب والدولة في اليمن الديمقراطية، ونحفظ عهدهم إلى جانبكم في خندق واحد لأجل رفعة وعزة اليمن.. اليمن التي أرادها أحرار سبتمبر وثوار أكتوبر العظماء.
رفيقنا العزيز.. أنتم ورفاقكم امتداد الحركة الوطنية اليمنية التقدمية، وهم كثر، أنتم بوصلة الوطن، وحداة ركبه الميامين، نلتم هذا الشرف باستحقاق كفاحي ورصيد نضالي طويل ومرير.. فقدتم وفقد الوطن معكم في هذا المسار أكرم الرجال وأنبل القادة وأصدق عمالقة الفكر والادب والثقافة، وثلة من رفاق السلاح الأبطال - ماحوق عدهم لو جيت عد- قدموا أنفس مايقدم المجاهدون تحت هذه الراية التي لن تسقط مادام في اليمن أمثالكم، وهم كثير.
هذه تحية النضال ومقدمة وجيزة.. قبل إجابة طلبك والإفصاح عن رأيي - الذي يهمك كما قلت - حول جدوى انخراط حزب التجمع اليمني للإصلاح (الجنوبي) في التوقيع على ميثاق استعادة دولة الجنوب، الذي تبناه الرفاق في المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم أمس الاثنين، في مدينة عدن الحبيبة.
لقد افترضت رفيقنا العزيز أن الجنوب القادم هو واحة للديمقراطية يتسع للتعددية السياسية ويحترم الرأي الآخر. وانت تجد تلك المزايا محفزاً كافياً لحزب سياسي بشعبية جارفة ومكينة انتخابية متفوقة. كافياً لاهتبال تلك السانحة.. ودعني أضع بين يديك ملاحظتين أو ثلاث ولا أزيد:
- أولاً إن تلك الفرضية -الديمقراطية والتعددية السياسية- التي أشرت إليها لم تصمد حتى تُكمل تلك المصفوفة التي أردت منا أن ننضم لركب الانتقالي على أساسها. فـ (الصدام) قادم لامحالة إن لم نوقع الميثاق. والتوقيع على الميثاق مجرد (وقاية) لسلامة الرأس.. وتقرصوا السلامة كما يقول المثل الشعبي الحضرمي. فالدولة المتخيلة في الميثاق لا تحترم رأي مخالف..ولا تحفظ كرامته أو حتى تحمي حياته. فكل تلك الشعارات حول الديمقراطية واحترام الرآي. ليست نهجاً للنظام السياسي أو التزام دستوري وأخلاقي لحماية الإرادة الشعبية التي تفرزها الصناديق الانتخابية و التي تقدمها ميزةً أو محفزاً لفتح شهية المكينة الانتخابية (الإصلاحية).
فالتوقيع أو الانضمام للانتقالي مجرد (تقية) يمكن للآخر المخالف في الرأي أو التوجه السياسي أن يستخدمها كوسيلة وحيدة للبقاء.. إن أجدت نفعاً.
ثانياً: إن (الفدية) التي قدمها حزبكم على مذبح توقيع الميثاق. عبرة ودرساً لكل القوى السياسية اليمنية التى قد تفكر بالإنخراط في سباق التنازلات هذا، بحجة لم الشمل وتوحيد الكلمة، بمجرد أن وقع حزبكم. (سلخوا) ثلث اسمكم سلخاً. وإن أبقوا الثلثين لجولات قادمة. فلا ندري نحن ولا أنتم -وربما هم- كم ميثاقاً بقي وكم توقيعاً نوقعه.. فتتلاشى معه معالم الموقعين. فلا لون ولا طعم.
حتى في العرف. لا يسمي الولد إلا ابوه.. وفي الشرع. ادعوهم لآبائهم.
فإن لم يكن اليمن أبا للحزب الاشتراكي اليمني؟ فمن أبوه؟
ثالثاً: وحقها - ثالثاً - في المقدمة وليس هنا..
إن نضال اليمنيين وكفاحهم من أجل الجمهورية والوحدة والديمقراطية كان طويلاً ومريراً.. سقط على هذا الدرب أفضل الرجال وخيار الأحرار وفي الطليعة منهم من ذكرت لكم في المقدمة.. ولو كان التراجع عن تلك المكاسب والمنجزات خياراً في أي لحظة.. لما وصلنا أنا وانت - أبناء الريف الكادحين - لما وصلنا اليه من التعليم والثقافة والحرية و.. والمواطنة التي نعتز بها كيمنيين منظمين سياسيا للنضال من أجل عزة ورفعة بلدهم.
لا تسموا أحلام الأحرار.. إلا سمت رسالة كفاحهم.. ولا تتعملق أوطانهم إلا بحفظ عهود عظمائها وتمجيد مآثر أبطالها.
وقد تعلمنا أنا وأنت، ودرسنا، بل رضعنا حب اليمن وعشقها. من الخودة للمدرسة والجامعة.. بروحات الرواعي والمغابيش، مع اوتار أبوبكر وكلمات حسين.. وصوت أبوصبري الهادر.. أمي.. أممممي.. امي اليمن.
وفي الختام.. دعني أخالف المحضار رضي الله عنه.. فأقول لكم "أحب الرفاق".
رفيقكم متعب