2023-06-07 الساعة 06:24م (يمن سكاي - )
صدر مؤخراً كتاب "الإمامة.. النظرية والجريمة" للباحث والصحفي توفيق السامعي، في الجانب الفكري والتاريخ الإمامي.
والكتاب الصادر عن "دار روافد" في العاصمة المصرية القاهرة مكون من خمسة عشر فصلاً، تحوي في طياتها مباحث مختلفةً، في 368 صفحة من القطع المتوسط، وقدم للكتاب الدكتور أحمد عبدالكريم سيف المصعبي، من المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي.
وتتبع مؤلف الكتاب نشأة الإمامة منذ مرحلتها الأولى المبكرة قبل أن يظهر مصطلح الإمامة وحتى اليوم، والتمهيد لهذه النشأة من الصراعات والأفكار والمرجعيات والأشخاص والسلوك والأحداث.
وقد ركز المؤلف على الجرائم التدميرية بحق اليمن التي انبثقت عن هذه النظرية منذ مجيء مؤسس الإمامة الأول في اليمن يحيى بن الحسين الرسي وحتى اليوم، بل وحتى ما يمكن أن يترتب عليها مستقبلاً نظراً لاستمراريتها؛ فهي كما يصفها المؤلف "قنبلة نووية وانشطارية مزروعة في تراب اليمن تتفجر في كل زمان، وتحدث بتفجيرها تدميراً شاملاً في أرض الوطن ويتعدى ضررها إلى المحيط اليمني".
وقال المؤلف السامعي: "يَعتبِر الإماميون الإمامةَ أصلاً من أصول الدين، واستمرار التكليف بها إلى يوم الدين [كتكليف من الله]، كما جاء في خبر إمامة المتوكل إسماعيل"، ويعتبرون أن من لا يؤمن بها ظلمة فسقة خوارج يجب قتالهم، وأن دماءهم مستباحة، و"اتخاذ بلادهم بلاداً خراجية؛ أي غنيمة حرب يجوز نهبها وتدميرها، وهو ما طبقوه في كل بلاد اليمن".
وأضاف السامعي: "الدافع لتأليف هذا الكتاب هو توعية وطنية ضرورية، وتعرية الفكر الإمامي الضال المحرف لمقاصد الشرع من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وكذلك إبراز ما قامت به الإمامة عبر التاريخ من ارتكاب جرائم حرب إبادة بحق اليمنيين واستعبادهم وإذلالهم وتهجيرهم ونهب أموالهم وإثباتها للأجيال التاريخية حتى يعرف العالم بهذه الجرائم، وما تقوم به الحوثية اليوم من تطبيق هذا الفكر وتكرار تلك الجرائم التاريخية اليوم في أسوأ نسخها المتكررة، فلئن كان الإماميون القدامى يقتلون ويصلبون اليمنيين ويهدمون البيوت بوسائلهم التقليدية فإن إمامية اليوم تقوم بتفخيخ جثث اليمنيين وتمثل بها بحرقها بالأسيد الحار، وتفجر المنازل بالألغام المفخخة، وتقصف المدن المكتظة بالسكان بالصواريخ الباليستية، وتزرع الأرض بملايين الألغام، وتهلك الحرث والنسل بكل وسائل القتل والدمار اليوم، ولكن الأخطر من هذا كله هو تفخيخ عقول النشء بالأفكار الضالة وتغيير هوية البلاد اليمنية".
لم يعتمد المؤلف في مراجعه ومصادره فقط على المصادر والمراجع السنية والفكر السني وآراء السنة المختلفة في هذا الأمر؛ بل اعتمد -في معظم مراجعه- على المراجع الإمامية وسيرهم ومراجع الشيعة الأساسية للبحث في أفكارهم، والاستشهاد بمقولاتهم من كتبهم وأفكارهم، ومن ثم تفنيدها ودحضِها بأدلة موضوعية علمية وعقلانية، حتى لا يكون تحاملاً من طرف واحد؛ كون الكاتب ينتمي إلى السنة، بل انتهج مسار الباحثين المحايدين الذين تهمهم الحقيقة من منظور التدمير الذي حل ببلادنا العربية، وبلدنا اليمن جراء هذه النظرية المدمرة.
وقد سرد المؤلف في هذا الكتاب كثيراً مما يتعلق بهذه النظرية ومرتكزاتها في فصول مختلفة، بلغت خمسة عشر فصلاً، تتبعاً لهذه النظرية وممهداتها وتطبيقها بحسب تسلسل الأحداث الزمنية منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى تطبيقات هذه النظرية كجريمة حرب إنسانية عبر التاريخ وحتى اليوم، تدمر كل ما تقابلها في كل عصر، وما ترتب على ذلك من دمار شامل ومستمر لليمن حتى اليوم، ولم يستطع اليمن النهوض مجدداً بسبب هذه الآفة المستفحلة، وكلما حاول النهوض تأتيه انتكاسة أخرى من موجات إمامية مختلفة.
يعتبر هذا الكتاب خلاصة الخلاصة في الفكر الإمامي، والجرائم الإمامية بحق اليمن عبر التاريخ، ولا غنى لأي باحث في التاريخ الإمامي عنه.
يُذكر أن هذا هو المؤلَّف الرابع الصادر للمؤلف، سبقه كتاب "اللغة اليمنية في القرآن الكريم"، ورواية "الطريق إلى تعز" كرواية تاريخية في نفس موضوع الإمامة، و"لسان المعافر" كمعجم لغوي لمحافظة تعز بشكل عام، وهذا المؤلف الذي بين أيدينا، والذي سيكون - بحسب المؤلف- ضمن سلسلة أجزاء أخرى، وله كتب تاريخية أخرى تحت الطبع، وكذلك صدر له العديد من الأبحاث التاريخية المحكّمة.