أشعلت صراعا بين القبائل ثم استولت على الأرض.. وثائق تظهر مساع حوثية لإنشاء منطقة صناعية في عمران

كشفت وثائق اطلع عليها المصدر أونلاين، عن مساع حوثية لإنشاء مشروع استثماري في سلسلة جبال "صليل" بمديرية عيال يزيد بمحافظة عمران.

وكانت قيادات في ميليشيا الحوثي أججت نزاعا تاريخيا بين القبائل من قريتي الأبرق وشعب من جهة وقرية قينة من جهة أخرى، بهدف الاستيلاء على الموقع، قبل أن تتدخل لاحقا وتصادر الأرض باعتبارها "أراضي دولة".

وبدأ الصراع بين القبائل في شهر مايو الماضي، حين قام سكان إحدى القرى باستحداثات زراعية بإيعاز ودعم من قيادات حوثية، في السلسلة الجبلية، والتي كانت القبائل تمكنت من الوصول إلى حلول مرضية لكافة الأطراف فيها، قبل أن تأتي الميليشيا فتحيي الصراع.77

ووفقا لما روته مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين"، فإن بقية القرى قامت بمنع المعتدين على الجبل، وتدخل العقلاء في محاولة لتلافي الخلافات بين الأهالي، غير أن القيادات الحوثية كانت تذكي ذلك الصراع، في محاولة للحصول على مبرر للاستيلاء على الجبل.

ويطل الجبل محل الخلاف على مناطق (الأبرق، بيت الأحرق، السوادين، قينة، جوب، شعب، البرار، حمدة، بيت ذانب)، كما تطل أطرافه الشرقية على مدينة ريدة، وهي واحدة من أهم مدن محافظة عمران.

وقالت المصادر إن هذا الصراع يقوده بشكل مباشر أحد عناصر الحوثيين من قرية "الأبرق" ويدعى طه السباعي، ومن خلفه بصورة خفية القيادي الحوثي سمير الضياني المكنى "أبو زهير" والمنتحل صفة مدير المديرية، إضافة إلى قيادات حوثية أخرى في المديرية منتفعين من السيطرة على هذا الجبل ويدعمون بعض أتباعهم في القرى المحيطة بالجبل لتفجير الوضع واستكمال المخطط.

وأشارت المصادر إلى أنه في وقت لاحق أرسلت القيادات الحوثية جرافات لمساندة السباعي، بهدف استحداث طريق في الجبل، لتندلع مواجهات بين قريتي قينة والأبرق في التاسع من يوليو الجاري، راح ضحيتها قتيلين من قرية الأبرق، و8 جرحى من الطرفين، إضافة إلى حرق جرافات ومركبات، قبل أن تتدخل وساطة من قبائل بكيل لاحتواء الموقف.

وبحسب المصادر فإن الوضع شهد هدوءاً بعد الصلح القبلي الذي انعقد لمدة شهرين، قبل أن تظهر الوثائق التي تكشف عن أطماع السباعي ومن ورائه القيادات الحوثية في الجبل الذي يسعون للاستيلاء عليه بحجة إنشاء مصنع، والاستثمار في المنطقة الشاسعة.

من جانبها أظهرت الوثائق التي اطلع عليها المصدر أونلاين، أن شخصاً ما "لم تورد الوثيقة اسمه" قام بتسجيل الأرض موضع الخلاف، والتي تقدر بـ22 كم مربع، "عقار خاص بالدولة غير مقيد في سجلاتها" وهي الخطوة الأولى نحو المسعى الحوثي لمصادرة الأرض.

فيما تظهر بقية الوثائق الإجراءات التي سلكها المدعو طه السباعي وهو قيادي حوثي من أبناء منطقة الأبرق، من أجل طلب استئجار الأرض والاستثمار فيها، وهي مذكرات موجهة من مدير عام مديرية جبل يزيد، إلى مدير عام أراضي وعقارات الدولة بالمحافظة، وأخرى من المحافظ فيصل جعمان لمدير الأراضي نفسه، إضافة إلى رسالة وجهها الأخير إلى مدير عام الأراضي في مناطق سيطرة الميليشيا.

وأخيراً أظهرت مذكرة موجهة من السباعي إلى وزير الصناعة الحوثي عبدالوهاب الدرة، باسم أبناء المنطقة، تتضمن ما وصفه بالمقترح لإنشاء منطقة صناعية واستخراجية في سلسلة جبال صليل تحمل اسم "مدينة الرئيس الشهيد صالح الصماد الصناعية"، مرفق بها دراسة للمشروع، واقترحت الرسالة نزول فريق الى الموقع والسير في إجراءات الاعتماد، مشيرة إلى أنه تم تسجيل الموقع في هيئة المساحة والأراضي بالمحافظة.