في كلمة بذكرى سبتمبر.. المشاط يدعو اليمنيين إلى التطبيع مع العهد الإمامي و"مغادرة منطق الكراهية"

دعا رئيس مجلس الحكم التابع للميليشيا مهدي المشاط، اليمنيين إلى التطبيع مع العهد الإمامي باعتباره تجربة يمنية، ومغادرة منطق الكراهية، مضيفاً أن ما وصفه بـ"النظرة التقليدية" لثورة سبتمبر ضد الإمامة في شمال البلاد "قد أساءت كثيرا لهذا اليوم".

جاء ذلك في خطاب له بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة الـ26 من سبتمبر 1962، وهي المناسبة التي ترى فيها جماعته انقلاباً على حكم سلالتها التي حكمت البلد لفترات في قرون مضت أذاقت الشعب خلالها الويلات، وتدعي أن حكم الشعب حقاً إلهياً ممنوحاً لها.

واضطر رئيس مجلس حكم الميليشيا للظهور في خطاب في إطار مساعي جماعته لاحتواء الحراك الشعبي الواسع احتفاء بالمناسبة، لا سيما في ظل النقمة الشعبية من حكم الميليشيا التي تدير مناطقها بالحديد والنار والجبايات، وتمنع صرف المرتبات.

ودعا المشاط في خطابه إلى "النظر لهذا اليوم - وكل الأيام الوطنية والتاريخ اليمني عموما - بنظرة جديدة ومختلفة"، وقال إن "النظرة التقليدية التي سادت طوال العقود قد أساءت كثيرا لهذا اليوم، وحولته إلى يوم للشتيمة والسباب والتهريج، وتجديد للجفاء والقطيعة بين الأجيال اليمنية".

واعتبر القيادي الحوثي الحديث عن ظلم وسوء العهد الإمامي البائد "جلد وتمزيق للذات الجمعية لليمن"، مضيفاً أن "الأجيال التي سبقت يوم السادس والعشرين من سبتمبر وكذلك الأجيال التي تلت هذا اليوم الخالد - جميعهم من أبناء الشعب اليمني العزيز، ومن نفس عشائر وقبائل اليمن الممتدة عبر العصور من القديم إلى الحديث، ولكل جيل - لاشك - مواقفه ونضالاته، ونجاحاته وإخفاقاته، وهذه طبيعة البشر في كل مرحلة وعصر وتاريخ".

كما اعتبر القيادي الحوثي الحديث عن سوء الإمامة تفريغ لـ"أيامنا الوطنية من جمالها وفروسيتها"، وقال إننا "نخسر كثيرا حينما نبالغ في وأد الحقائق وتسطيح الأطروحات، وحينما نقفز على سنن المنطق ونحيل خيرية اليمن إلى صفر وهي التي لا يخلو منها جيل يمني عبر كل العصور".

وأضاف "أن بناء الدول عملية تراكمية لا تقبل لغة التهريج والقطيعة مع التاريخ"، لافتاً إلى أنه "ما من بلد إلا وله مناسباته وأعياده الوطنية لكن البلدان جميعها لم تحول تلك المناسبات للتهريج والمزايدات، ونشر الكراهية والأحقاد، وتمزيق الذات الوطنية الواحدة".

ودعا المشاط اليمنيين إلى "مغادرة منطق الكراهية، وإعلان القطيعة مع كل الأنماط الفاشلة، والاعتزاز بالذات اليمنية الأصيلة، وأخذ الجميل والمفيد من كل عصر وتاريخ"، معتبراً انقلاب الميليشيا على الدولة "جاءت لتدشن هذا المنطق" حد زعمه.

ورغم أن خطاب المشاط الذي نشرته وكالة "سبأ" الخاضعة للميليشيا خلا من تهنئة اليمنيين بذكرى سبتمبر، لم ينس القيادي الحوثي تهنئة الشعب والأمة بـ"مناسبة المولد النبوي الشريف التي لا يفصله عنها سوى ساعات".

ومنذ انقلابها على الدولة في سبتمبر 2014 سعت ميليشيا الحوثي لإنهاء مظاهر الاحتفاء بذكرى الثورة، واعترفت قيادات في الميليشيا من بينهم حسين العزي نائب وزير خارجية الميليشيا في العام 201، بسعي جماعته لاستعادة حكم الأئمة الذي أسقطته ثورة 26 سبتمبر 1962.

وقال العزي على صفحته بـ"فيسبوك" بتاريخ 24 سبتمبر 2014، ان جهود جماعته في "مختلف جبهات القتال يهدف الى استعادة القرار السياسي اليمني المصادر منذ العام 1962" بحسب تعبيره.

وقلل العزي من أهمية ثورة 26 سبتمبر _ التي تعتبر أهم يوم في حياة اليمنيين_ معتبرا أنها مجرد مراسيم سنوية وإيقاد شعلة دون مضمون.

وتعتبر جماعة الحوثي امتداداً لحكم الأئمة الذي أنهته ثورة سبتمبر وتستند الجماعة على مزاعم الحق الإلهي الذي كانت تستند اليه الإمامة في حكمها للشعب اليمني، لكنها تتجنب التصريح بهذا في السنوات الأخيرة لتجنب استفزاز اليمنيين، الذين صعدوا من مستوى الاحتفال بالمناسبة السنوية منذ انقلاب الميليشيا.