2023-10-08 الساعة 08:55م (يمن سكاي - )
اختطفت ميليشيا الحوثي اليوم الأحد، رئيس نادي المعلمين اليمنيين أبو زيد الكميم، عقب اقتحام منزله وترويع النساء والأطفال، وذلك على خلفية تأسيسه النادي ومطالبته الميليشيا بصرف مرتبات المعلمين في مناطق سيطرتها، والمتوقفة منذ سبع سنوات.
وقالت مصادر حقوقية في صنعاء إن قوات تابعة للميليشيا بقيادة مسؤول في جهاز الأمن والمخابرات التابع للميليشيا يدعى "خالد شرف الدين"، حاصرت صباحاً منزل الكميم والذي يسكنه مع زوجته وبناته، وحاولوا فتح باب شقته، وروعوا النساء في المنزل، مطالبين الرجل بتسليم نفسه.
وأضافت أن عناصر الميليشيا المحاصرة للمنزل زعمت أن الكميم متهم بـ"التعاون مع العدوان" والعدوان الاسم الذي تطلقه الميليشيا على الحكومة المعترف بها والتحالف المساند لها، كما أن تهمة التعاون معه هي التهمة الرائجة التي ترميها الميليشيا في وجه كل المخالفين لها ومن تريد مقاضاتهم أو الزج بهم في سجونها.
ووفقا للمصادر فقد تجمعت شخصيات حقوقية ووجهاء بجوار منزل الكميم، ودخلوا الى المنزل حيث التقوا به في ظل استمرار حصار المنزل، وأخبرهم أنه لا يريد سوى راتبه وراتب المعلمين، وهذا ما يزعج الميليشيا.
وأشارت المصادر إلى أنه بعد ساعات من الحصار حضر عضو في النيابة الجزائية المتخصصة الخاضعة للميليشيا إلى المنزل، وأقنع الكميم بتسليم نفسه، لتقتاده قوات الميليشيا الى السجن.
من جانبه نشر عضو مجلس النواب في صنعاء أحمد سيف حاشد، على حسابه في منصة إكس، إن "الكميم سيحضر غدا أمام النيابة الجزائية مع عدد من المحامين"، دون توضيح للتهمة التي سيحاكم من أجلها.
وكان الكميم قد أسس نادي المعلمين اليمنيين لقيادة أول حراك منظم للمطالبة برواتب المعلمين في مناطق سيطرة الميليشيا المنقطعة منذ سبع سنوات.
ومع انطلاق نشاط النادي الذي دعا للإضراب منتصف يوليو، شنت الميليشيا حملات اعتقال طالت العشرات من المعلمين المضربين، مع تهديدات بنقل المئات وفصلهم من العمل واستبدالهم بعناصرها، ولفقت تهم العمالة والخيانة لكل من يطالب بصرف المرتبات.
ومنتصف أغسطس كشف النادي في بلاغ وجهه لمن بقي من أعضاء البرلمان في صنعاء، عن محاولة لوزارة التربية والتعليم التابعة للميليشيا لكسر إضراب المعلمين، وشكا قيام سلطات الجماعة بـ"التهديد وحبس المطالبين بالمرتبات ومطالبتهم بكتابة تعهدات، والاتصال بأقارب التربويين والتربويات المضربين؛ لكي يخوفوهم ويقذفوا في قلوبهم الرعب، وغير ذلك مما يندى له الجبين في سابقة لم تحصل في التاريخ".
وأشعل إضراب المعلمين الذي دشنه النادي تصعيداً كبيراً من قبل الموظفين في مناطق سيطرة الميليشيا للمطالبة بالمرتبات، لا سيما من قبل الأكاديميين وأساتذة الجامعات، اضطر الميليشيا الى تسليم كشوفات المرتبات بحسب 2014 الى الحكومة المعترف بها والعودة لطاولة المفاوضات في محاولة لانتزاع المرتبات.
كما شنت الميليشيا حملة ضد المطالبين بمرتباتهم تتهمهم بالعمالة لما تسميه العدوان، واختطفت العديد منهم، وسلطت على آخرين ومنهم الكميم، آلتها الدعائية من خطباء المساجد والقنوات والصحف والإذاعات ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في خطوة اعتبرت محاولة لشيطنتهم تمهيداً لاختطافهم.