2023-10-10 الساعة 12:37ص (يمن سكاي - )
كشفت وكالة "رويترز" عن بعض الأساليب التي الدقيقة التي اتبعتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأدت إلى مباغتة الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة للإجابة على بعض الأسئلة التي تقض مضاجع الاحتلال الذي فشل بشكل ذريع في توقع الهجوم التاريخي الذي شنته الفصائل الفلسطينية يوم السبت الماضي.
ونفذت حماس ومعها فصائل أخرى، فجر السبت، هجوما مدمراً مما مكن قوة تستخدم جرافات وطائرات شراعية ودراجات نارية من توجيه ضربة موجعة ممرغاً بأسطورة "أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط" التراب، في أكبر اختراق لدفاعات إسرائيل منذ حرب أكتوبر عام 1973.
ووفقا للوكالة، فقد جاء الهجوم" بعد خداع دام عامين أبقت فيهما حماس خططها العسكرية طي الكتمان وأقنعت إسرائيل بأنها لا تريد القتال"، وقال مصدر مقرب من حماس إنه بينما كانت إسرائيل تعتقد أنها تفلح في احتواء حماس المنهكة بسبب الحروب من خلال توفير حوافز اقتصادية للعمال من قطاع غزة، كان مقاتلو الحركة يتدربون ويصقلون مهاراتهم على مرأى ومسمع من الجميع غالبا.
وفي أحد أكثر الجوانب المذهلة في الاستعدادات، قال المصدر المقرب من حماس إن الحركة أنشأت ما يشبه مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة للتدريب فيها على الإنزال العسكري والتدريب على الاقتحام حتى أنهم صوروا مقاطع فيديو لتلك التدريبات.
وقال المصدر "التدريب ليس سريا وإسرائيل كانت شايفة (ترى) التدريبات لكن هم اقتنعوا بذهنهم إن هايدي الحركة (حماس) لا ترغب أن تدخل في مواجهة".
وفي الوقت نفسه، سعت حماس إلى إقناع إسرائيل بأن كل ما يهمها هو حصول العمال في قطاع غزة على فرص عمل عبر الحدود وأنها ليس لديها مصلحة في بدء حرب جديدة. ويعيش أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة محدود المساحة.
وقال المصدر "استطاعت حماس أن ترسم صورة كاملة أنها غير مستعدة لخوض مغامرة عسكرية ضد إسرائيل".
وأضاف المصدر "حماس اعتمدت على أسلوب استخباراتي غير مسبوق لتضليل إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية وأعطت انطباعا أنها غير معنية بالدخول في معركة أو مواجهة مع إسرائيل وفي نفس الوقت كانت تحضر لهذه العملية الضخمة".
وتعترف إسرائيل بأن الهجوم أخذها على حين غرة فعلا خاصة أنه وقع يوم سبت وتزامن مع عطلة دينية. واقتحم مقاتلو حماس بلدات إسرائيلية ومستوطنات مما أسفر عن مقتل مئات من الإسرائيليين وأسر العشرات حتى الآن. وقتلت إسرائيل مئات الفلسطينيين أيضا في ردها وتمطر قطاع غزة بالصواريخ والقذائف منذ ذلك الحين. أما المصابون فهم بالآلاف.
وقال الميجر نير دينار وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "هذا هو الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة لنا... لقد تمكنوا منا". في إشارة لهجمات 11 سبتمبر أيلول على نيويورك وواشنطن عام 2001.
وأضاف "لقد فاجأونا وجاءوا بسرعة من عدة مواقع... من الجو والبر والبحر".
وقال أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان لرويترز "الكل لازم يعرف إن فيه إرادة فلسطينية قادرة على أنها تحقق أهدافها بغض النظر عن قدرة وقوة إسرائيل العسكرية".
وقال متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي "اعتقدنا أن مجيئهم للعمل والعودة بالأموال إلى غزة سيجلبان مستوى معينا من الهدوء. كنا مخطئين".
واعترف مصدر أمني إسرائيلي بأن حماس خدعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وقال المصدر "لقد جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال... وطوال الوقت شاركوا في التدريبات حتى (حان الوقت) انطلقوا وعاثوا فسادا".
هدوء لعامين
وفي إطار خدعها خلال العامين الماضيين، لم تنفذ حماس أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل حتى عندما شنت حركة الجهاد الإسلامي المتمركزة في القطاع أيضا سلسلة هجمات وضربات صاروخية.
وقال المصدر إن إحجام حماس عن المشاركة أثار انتقادات علنية من بعض داعميها، وكان هذا يهدف أيضا إلى خلق انطباع بأن حماس لديها مشاغل اقتصادية ولا تضع في ذهنها شن حرب جديدة.
وفي الضفة الغربية التي يسيطر عليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح التي يتزعمها، سخر البعض من حماس بسبب التزامها الصمت. وفي بيان نشرته حركة فتح في يونيو حزيران 2022، اتهمت قيادات حماس بالفرار إلى عواصم عربية للعيش في "فنادق وفيلات فخمة" تاركين شعبهم فريسة للجوع في قطاع غزة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي ثان إن إسرائيل اعتقدت لفترة أن زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار منشغل تماما بإدارة شؤون القطاع "بدلا من قتل اليهود". وأضاف أن إسرائيل في هذا الوقت حولت تركيزها بعيدا عن حماس ووجهته صوب تطبيع العلاقات مع السعودية.
ولطالما تفاخرت إسرائيل بقدرتها على اختراق الجماعات الإسلامية ومراقبتها. ونتيجة لذلك، قال المصدر المقرب من حماس إن جزءا مهما من الخطة كان يتمثل في تجنب التسريبات.
وأضاف المصدر أن عددا من قادة حماس لم يكونوا على علم بخطط الهجوم، وحتى في أثناء التدريب لم يكن لدى المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم والبالغ عددهم نحو ألف مقاتل أي فكرة عن الغرض المحدد لتلك التدريبات.
وقال المصدر إن العملية انقسمت إلى أربعة أجزاء عندما حان وقت الهجوم، ووصف العناصر المختلفة المكونة للعملية.
وقال المصدر إن الخطوة الأولى تمثلت في إطلاق ثلاثة آلاف صاروخ من قطاع غزة بالتزامن مع توغل مقاتلين بطائرات شراعية آلية وهي مركبات صغيرة محمولة بمظلات عبر الحدود. وقالت إسرائيل من قبل إن عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع في البداية كان 2500.
وبمجرد نزول المقاتلين الذين كانوا يستخدمون الطائرات الشراعية على الأرض، أمنوا المنطقة حتى تتمكن وحدة كوماندوز من اقتحام الجدار الإلكتروني المحصن المصنوع من الأسمنت الذي بنته إسرائيل لمنع التسلل.
واستخدم المقاتلون المتفجرات لاختراق الحواجز ثم عبروها مسرعين على دراجات نارية. ووسعت الجرافات الفجوات ودخل المزيد من المقاتلين بسيارات دفع رباعي، وهي المشاهد التي وصفها الشهود.