أهم الأخبار

إيران تسابق الزمن لتسجيل مواقف إعلامية تنقذ سردية "محور المقاومة" قبيل دخول هدنة غزة حيّز التنفيذ

2023-11-23 الساعة 11:35م (يمن سكاي - )

ما إن أعلنت دولة قطر عن نجاح جهودها لإنجاز اتفاق تبادل للأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، حتى بدأت إيران حراكاً دبلوماسياً وإعلامياً ونفذت أذرعها عمليات عسكرية في محاولة لإنقاذ سردية محور المقاومة التي كادت الأحداث منذ السابع من أكتوبر الماضي أن تقضي عليها.

وتنطلق في السابعة من صباح غد الجمعة، هدنة مؤقتة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والكيان الصهيوني في قطاع غزة، تتخللها عملية تبادل للأسرى ودخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية، وفقا لبيان الخارجية القطرية.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، ومن خلال عملية طوفان الأقصى، قد وضعت إيران وأذرعها في المنطقة بمأزق، حين نفذت الحركة السنية عملية فائقة الدقة ضد الكيان الصهيوني، ظهر وفقا لتصريحات عديدة أن لا علاقة لمحور إيران بها، ومن ثم واجهت غزة منفردة حرباً صهيونية حاقدة، في غياب تام لشعار "وحدة الساحات" الذي يتغنى به حلفاء إيران.

وبعد هجوم عربي واسع على التصريحات الإيرانية المتناقضة والتهديدات التي تطلقها طهران بلا معنى على الأرض، وتساؤلات عن مصير تلك الشعارات، اضطرت أذرع إيران لتنفيذ مناوشات متفرقة هنا وهناك لحفظ ماء الوجه، والحفاظ على سرديته التي يسوقها لاكتساب المشروعية "الدفاع عن القدس وفلسطين"، وأظهرت الأحداث أنها مجرد شماعة استولى بها على عدد من العواصم العربية، ولا علاقة له بحرب في فلسطين.

ولم تكن تلك العمليات مقنعة أو ذات جدوى، بل حذر خبراء ودول من أن تفتح بعضها وخاصة تلك التي نفذتها ميليشيا الحوثي في اليمن المجال لإسرائيلي لتحقق أطماعها بالتواجد العسكري في البحر الأحمر والمياه الإقليمية اليمنية، ما دفع إيران إلى محاولة استغلال ما تبقى من الساعات قبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ في تسجيل مواقف تعيد بعض الاعتبار لما تسميه "محور الممانعة".

وبعد ساعات من توقيع حركة حماس اتفاق هدنة مع الكيان الصهيوني خرج المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في تصريح يشيد بالحركة، التي قال إنها وجهت للكيان الصهيوني "ضربة قاضية.. رغم كل إمكانياته الهائلة"، وذلك ضمن محاولات إيران إظهار أنها من تقف وراء الهجوم الذي شنته فصائل المقاومة على إسرائيل في ٧ أكتوبر الماضي وصمود المقاومين في غزة أمام الهجمة الشرسة للجيش الإسرائيلي، رغم تصريحات دبلوماسية لمسؤوليها في وقت سابق تنصلت فيه من المسؤولية عن الهجمات وحاولت في التصريحات الموجهة للغرب إخلاء ساحتها هروباً من تحمل تبعات هذه الحرب خاصة أنها تزامنت مع تحركات لاستعادة أموالها المحجوزة بموجب قرارات العقوبات الأمريكية.

 

من جانبه خرج وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تصريحات أكثر مباشرة، حيث قال إن الفلسطينيين هم من يقررون مستقبل غزة ومستقبل بلدهم، وذلك عقب وصوله بيروت الأربعاء، والتي قال إنه زارها "للتشاور مع السلطات بشأن تحقيق الأمن في المنطقة واستيفاء الحقوق".

وقال عبداللهيان "لقد علمنا من قادة المقاومة في المنطقة أن الأيادي سوف تظل على الزناد حتى الوفاء بكل حقوق الفلسطينيين"، محاولاً إظهار إيران وكأنها من يتحكم بسير المعركة مع العدو الصهيوني.

في ذات السياق، كثفت أذرع إيران في المنطقة من إعلاناتها عن تنفيذ عمليات ضد الكيان الصهيوني، حيث أعلن حزب الله في لبنان اليوم الخميس، إطلاق أكثر من 50 قذيفة صاروخية بينها 48 من نوع كاتيوشا على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل، وهي أكبر عملية إطلاق للصواريخ من جنوب لبنان منذ انطلاق الحرب الأخيرة.

وفي اليمن، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن مدمرة أمريكية اعترضت صباح الخميس، أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر طائرات مسيّرة مفخّخة عديدة أُطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين شمال اليمن، دون الإشارة لوجهة الطائرات، فيما قالت مصادر إعلامية مقربة من محور إيران إنها كانت تستهدف إسرائيل.

والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي اعترض صاروخ كروز تمّ إطلاقه باتجاه إيلات، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاقه، وقالوا إنهم أطلقوا "دفعة من الصواريخ" باتجاه الأراضي المحتلة.

في غضون ذلك، حيا المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في تصريحاته اليوم الخميس، كل من وقف مع المقاومة، لا سيما في الداخل الفلسطيني في الضفة وغيرها، وفي سياق حديثه حيا أيضا "قوى أمتنا خصوصا إخواننا في اليمن ولبنان والعراق وفي كل جبهة تعمل على ضرب العدو"، لتتلقفها وسائل إعلام محور إيران بحفاوة بالغة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص