يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه الوحشية على قطاع غزة لليوم الـ66، وسط قصف عنيف يستهدف مراكز الإيواء والمدارس والمنازل وكافة البنى التحتية، ما رفع حصيلة الضحايا إلى 18 ألفا و205 قتلى، و49 ألفا و645 جريحا، في حين عبرت وكالة غوث عن إحباطها إزاء فشل مجلس الأمن الدولي في وقف إطلاق النار.
وخلال الساعات الماضية، استشهد 50 فلسطينيا بقصف إسرائيلي استهدف مناطق في دير البلح ومحيطها وسط القطاع المحاصر، كما استشهد وأصيب العشرات في قصف لمخيمي جباليا والمغازي شمالا، وخان يونس جنوبا.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة في مؤتمر صحفي الاثنين: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 18205 شهداء، و 49645 إصابة، منذ 7 أكتوبر الماضي".
وقال القدرة: "خلال الساعات الماضية، ارتكب الاحتلال 19 مجزرة مروعة وإبادة جماعية في الأحياء السكنية وأماكن الإيواء، بما فيها المناطق التي يدعي كذبا أنها آمنة".
وأوضح أن "الاحتلال تعمد استهداف 137 مؤسسة، فيما أخرج 22 مستشفى و 46 مركزا للرعاية الأولية عن الخدمة، كما تعمد تدمير المنظومة الصحية شمال غزة، ما تسبب بقتل مئات الجرحى والمرضى، واستشهاد 296 من الكوادر الصحية".
وأشار القدرة إلى أن "الطواقم الصحية تابعت 325 ألف حالة مصابة بالأمراض المعدية وصلت للمراكز الصحية من مراكز الإيواء، وهذا العدد هو الذي استطاع الوصول للمراكز الصحية، والعدد الحقيقي سيكون أكثر من ذلك بكثير، ما ينذر بكارثة صحية قاتلة".
وطالب بـ"العمل الفوري على توفير الاحتياجات الدوائية والوقود، لتشغيل مستشفيات شمال غزة، ومجمع الشفاء الطبي (غرب مدينة غزة)، لعلاج الجرحى والمرضى وحالات الولادة".
ودعا إلى "ضرورة إعادة تشغيل مستشفى الصداقة التركي (خصصته الوزارة كمركز لعلاج مرضى الأورام) وذلك لتمكين الطواقم الطبية من تقديم العلاج لمرضى السرطان الذين يفقدون حياتهم في مراكز الإيواء، نتيجة خروج المستشفى عن الخدمة، وعدم القدرة على توفر الخدمات العلاجية لهم في أماكن أخرى".
الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان
من جانب أخر، قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاصرت مستشفى كمال عدوان شمال غزة قبل استهدافه، محذرة من أن حياة المتواجدين فيه معرضة لخطر الموت.
بدوره قال مدير المستشفى أحمد الكحلوت في تصريح لوكالة الأناضول، إن الجيش يحاصر المستشفى "بالدبابات والقوة النارية حيث يعمل على استهداف كل الطرق التي تؤدي إلى المستشفى".
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي المتمركز بالقرب من المكان "يستهدف كل من يحاول الدخول إلى المستشفى"، مينا أن الجيش استهدف قسم "الولادة والنساء داخل المستشفى ما أدى إلى مقتل سيدتين وطفليهما وإصابة سيدة ثالثة وبتر قدمها".
وأشار إلى استهداف "خزانات المياه المغذية للمستشفى"، لافتا إلى انقطاع الماء بشكل كامل سواء للشرب أو لأغراض النظافة.
ويرقد بالمستشفى، بحسب الكحلوت، نحو 65 جريحا و12 طفلا في قسم العناية المركزة، و6 أطفال خدج يحتاجون للأكسجين، معربا عن قلقه على حياة المرضى والمصابين خاصة الخدج الذين يتعرضون لخطر حقيقي جراء قرب نفاد الأكسجين والوقود.
وكالة غوث: نشعر بالإحباط
قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الاثنين، إن "زملاءنا في قطاع غزة يشعرون بالغضب وخيبة الأمل عقب فشل مجلس الأمن الدولي في وقف إطلاق النار".
وأكد لازاريني، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية نشرت المنظمة فحواها في تدوينة على حسابها عبر منصة "إكس" أن "زملاءه الأمميين داخل غزة يشعرون بالإحباط العميق وخيبة الأمل والغضب عقب فشل مجلس الأمن الدولي في وقف إطلاق النار".
وأضاف أنه "شعور أبعد من خيبة الأمل، حيث يشعرون أن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم، لا سيما أن غزة تتأرجح على حافة الانهيار".
وكان المسؤول الأممي قد شدد في تصريح صحفي أدلى به قبل دخوله من معبر رفح اليوم الاثنين، على ضرورة تقديم "مساعدات متواصلة وذات معنى على نطاق واسع في قطاع غزة"، مشيرةً إلى أن العملية حتى الآن "لم تكن كذلك".
بدوره، قال المدير الإقليمي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إن جميع الجهود الإنسانية فشلت في توصيل ما تحتاجه غزة من مساعدات، مؤكداً أن حل الأزمة هناك سياسي ودبلوماسي من خلال الضغط لوقف الحرب.
الاتحاد الأوروبي: يجب منع تهجير السكان
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 202، إن إسرائيل تستخدم حالياً نفس أساليب القصف المكثف جنوب قطاع غزة، كما في شماله "إن لم يكن أسوأ"، محذراً من أن "عدد الضحايا المدنيين الأبرياء يستمر في التزايد".
وفي مؤتمر صحفي نشر فحواه الاتحاد على موقعه الإلكتروني أضاف بوريل: "يجب منع تهجير سكان غزة من أراضيهم، ولم يعد هناك مزيد من الملاجئ في القطاع".
المسؤول الأوروبي شدد على أن "القصف الإسرائيلي يستمر في الوقت الراهن بكثافة غير عادية، وسبق أن حذرنا في المحافل الدولية أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تستخدم في الجنوب نفس الأساليب التي تستخدمها في الشمال، إلا أنها تستخدمها نفسها، إن لم يكن أسوأ"، وحذر بوريل من أن "عدد الضحايا المدنيين الأبرياء يستمر في التزايد".
المصدر: وكالات