المبعوث الأممي يواصل رحلاته المكوكية بين مسقط والرياض لوضع اللمسات الأخيرة على خريطة التسوية

واصل المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس جروندبرج، رحلاته المكوكية بين الرياض ومسقط، في جهود حثيثة ومتفائلة لاستيعاب ملاحظات الأطراف اليمنية على مسودة "اتفاق" السلام، التي سلمتها السعودية للأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري.

وأنهى المبعوث الأممي يوم الأربعاء، زيارته للعاصمة العمانية مسقط، قال مكتبه إنه اجتمع خلالها "مع مجموعة من كبار المسؤولين العمانيين"، معربا عن "عن تقديره للدعم القوي الذي تقدمه السلطنة لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن".

كما التقى جروندبرج بالمتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام"، وذكر بيان مكتبه أن المناقشات ركزت "على الجهود المبذولة لتعزيز التقدم نحو تنفيذ تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتحقيق وقف إطلاق نار مستدام في أنحاء البلاد، وإحراز تقدم ملموس نحو عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة".

المبعوث الأممي، كان يوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومعه عضو المجلس عثمان مجلي، وقالت وكالة سبأ الحكومية، إن هانس اطلع العليمي خلال اللقاء على المستجدات التي يبذلها لاستئناف عملية سياسية شاملة في اليمن.

وقدم جروندبرج لمجلس القيادة "إحاطة بشأن اتصالاته الأخيرة من أجل استئناف عملية سياسية يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة"، وذكر مكتب المبعوث أن النقاش دار "حول الخطوات القادمة نحو التوصل إلى اتفاق بشأن تدابير لتحسين ظروف المعيشية في اليمن، وقف إطلاق نار مستدام، واستئناف عملية سياسية بقيادة اليمنيين برعاية الأمم المتحدة".

كما التقى العليمي في الرياض بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، ومسؤولين سعوديين كبار آخرين، والسفير الإماراتي لدى اليمن، محمد الزعابي، إضافة إلى اجتماعه مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وبحسب بيان مكتبه، ناقش المبعوث "التقدم المحرز للتوصل إلى اتفاق، وشدد على الحاجة إلى دعم إقليمي مستمر ومتضافر"، وأكد "على أن حساسية الفترة الحالية، وحث جميع الأطراف المعنية على الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البناء".

وتأتي جولته الأخيرة بين الرياض ومسقط، بعد زيارات مكثفة بدأها المبعوث للعاصمتين نهاية نوفمبر الماضي، حين تسلم "جروندبرج"، نسخة نهائية من مسودة اتفاق توصل إليها السعوديون في مارثون طويل من المفاوضات السرية والعلنية مع الحوثيين بمساعدة وسطاء عمانيين، وفقا لمصدر تحدث لـ"المصدر أونلاين".

وأفاد المصدر المطلع على النقاشات في العاشر من ديسمبر الجاري، "أن السعوديين سلموا نسخة من الاتفاق الذي توصلوا إليه، بمساعدة العمانيين، إلى المبعوث الأممي، لوضع اللمسات الأخيرة تمهيداً لإعلان الاتفاق باسم بعثة الأمم المتحدة".

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، نقلا عن مصادر يمنية، إن رحلات المبعوث المكوكية "لاستيعاب أي ملاحظات على خريطة السلام"، مؤكدة أن خريطة السلام "هي نفسها التي تمت مناقشتها منذ رمضان الفائت، وشهدت ملاحظات وتعديلات عدة من الأطراف".

وكان "المصدر أونلاين" نشر قبل سبعة أشهر (6 أبريل 2023)، حصراً، مسودة الخطوط العريضة للاتفاق المنتظر الإعلان عنه، والذي يتكون من 3 مراحل، تبدأ الأولى بإجراءات إنسانية مدتها 6 أشهر، ثم مرحلة ثانية يتم فيها إجراء حوار يمني- يمني، على أن المرحلة الثالثة تكون فترة انتقالية مدتها عامين، يتم خلالها تنفيذ مخرجات المرحلة الثانية وصولا إلى انتخابات عامة.

وتتضمن المرحلة الأولى: إعلان وقف إطلاق النار، صرف المرتبات (تدفعها السعودية لمدة عام)، فتح ميناء الحديدة بشكل كامل وتوسيع وجهات الرحلات من مطار صنعاء، وعودة الحكومة لتصدير النفط، وتشكيل لجان اقتصادية وسياسية وعسكرية تمهيدا للمرحلة الثانية المتعلقة بالحوار السياسي بين الأطراف اليمنية.