2024-02-23 الساعة 12:04ص
يستعد المسلحون الحوثيون وداعموهم الإيرانيون لمواجهة طويلة مع الولايات المتحدة وحلفائها حول البحر الأحمر بغض النظر عن كيفية سير الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق وكالة بلومبيرج.
وتقوم الجماعة المتمركزة في اليمن بتعزيز القدرات العسكرية والدفاعية لمواصلة مهاجمة السفن حول الممر المائي الحيوي، وفقًا لعدد من الأشخاص المطلعين على الوضع، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة أمور حساسة.
وقالوا إن الخطوات تشمل تحصين المخابئ الجبلية من أجل عملية إطلاق صواريخ أكثر أمانا وفعالية واختبار المركبات غير المأهولة فوق وتحت الماء.
وتشعر المملكة العربية السعودية، المتاخمة لليمن والتي حاربت الحوثيين طوال معظم العقد الماضي، بالقلق على وجه التحديد من أن الجماعة قد تحاول تخريب كابلات الإنترنت الرئيسية الممتدة على طول قاع البحر، وفقًا لمستشار في القيادة السعودية، والذي لم يرغب في تسميته.
ولا توجد حتى الآن ايحاءات بوجود خطة من هذا النوع أو أن الحوثيين لديهم الوسائل لتنفيذها. وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني، ظاهريا كوسيلة للضغط على إسرائيل لإنهاء حربها في غزة ضد حماس، التي تدعمها إيران أيضا.
في البداية، قالوا إن السفن التي لها علاقات بإسرائيل فقط هي التي سيتم استهدافها، على الرغم من أنه لم يمض وقت طويل قبل أن يتم استهداف السفن التي لها علاقات ضعيفة بالدولة اليهودية أيضًا.
وساعدت الهجمات في رفع أسعار النفط بأكثر من 8% هذا العام، مع اقتراب خام برنت من 85 دولارًا للبرميل، وقلب التجارة عبر جنوب البحر الأحمر رأسًا على عقب.حيث يتعامل الممر المائي عادةً مع حوالي 30% من حركة الحاويات العالمية ويشهد مرور ما يزيد عن تريليون دولار من البضائع عبره كل عام.
وقد ردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة منذ منتصف يناير/كانون الثاني بضربات جوية ضد الأصول العسكرية للحوثيين - بما في ذلك قاذفات الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات.
ويقول البنتاغون إن قدرات الجماعة ضعفت نتيجة لذلك. وبدأت عملية بحرية بقيادة الولايات المتحدة للقيام بدوريات وتأمين في البحر الأحمر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعززتها هذا الأسبوع مهمة تابعة للاتحاد الأوروبي بقيادة اليونان.
وأعقب المحاولة الفاشلة لمهاجمة سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر يوم السبت، هجوم على سفينة شحن مملوكة للمملكة المتحدة في اليوم التالي، مما تسبب في أضرار وأجبر الطاقم على النزول إلى الشاطئ. وكانت هذه أول عملية إخلاء من نوعها منذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم. كما أطلق الحوثيون النار على ناقلة مملوكة للولايات المتحدة تحمل بضائع سائبة.
وقال رشاد العليمي، الذي يرأس مجلس القيادة الرئاسي، إنه بينما تثير إسرائيل مخاوف المجتمع الدولي بشأن خططها لمهاجمة رفح، يسعى الحوثيون وإيران لانتزاع تنازلات غربية لا علاقة لها بالصراع الإسرائيلي مع حماس.
وأشار إلى أن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران والاعتراف السياسي بالجماعة المسلحة قد يكون من بين هذه المطالب. وقال العليمي خلال حلقة نقاش في مؤتمر ميونيخ الأمني نهاية الأسبوع الماضي: "هذا حلم استراتيجي لإيران".
كانت هناك هدنة مؤقتة منذ عام 2022، لكن المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة بمشاركة السعوديين لم تسفر بعد عن اتفاق سلام رسمي. ولا تعترف معظم الدول العربية والغربية رسميًا بالحوثيين كقوة حاكمة.
وقالت مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، في مقابلة، إن الحوثيين والإيرانيين “مارسوا نفوذاً معيناً على التجارة الدولية” و”أدركوا قوة هذه الأداة”. وأضافت أن هذا يعني أنهم لن يستسلموا بسهولة.
وقام الحوثيون خلال الأسابيع القليلة الماضية بتعزيز مواقعهم في ثلاث مناطق جبلية، حسبما قال الأشخاص الذين شاركوا هذه المعلومات مع بلومبرج بناءً على معلومات استخباراتية تم جمعها بشكل رئيسي من أفراد على الأرض.
وأضافوا أنهم حفروا المزيد من الخنادق والأنفاق في جبال محافظة حجة شمال غرب صنعاء، الواقعة على الحدود السعودية والمطلة على البحر الأحمر، وكذلك حول القمم الداخلية.
وتُستخدم هذه المواقع النائية والوعرة لإخفاء مخزونات الصواريخ، في حين تسمح المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 6500 قدم (2000 متر) باستهداف السفن بعيدًا عن البحر - بما في ذلك خليج عدن وحتى بحر العرب، وفقًا لـ أربعة أشخاص أبلغوا بآخر تحركات الحوثيين.
يعتقد العليمي أن الطريقة الوحيدة لاستعادة الأمن في البحر الأحمر هي أن يتعامل الغرب بشكل أكثر صرامة مع إيران ويدعم الفصائل المناهضة للحوثيين لطردهم من صنعاء. وقال العليمي في ميونيخ: “الدبلوماسية والطرق الناعمة لا تنجح مع إيران”.
مساعدة إيرانية
وقالت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً إن الحوثيين - الذين أضيفوا إلى قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية الشهر الماضي - لم يكونوا قادرين على تنفيذ هجماتهم ومواصلتها في البحر الأحمر دون الدعم الفني والعسكري والاستخباراتي من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني التي يتواجد عناصره في اليمن.
ويعمل المئات من العملاء والخبراء من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه مع الحوثيين في هجماتهم على البحر الأحمر، وفقًا لمصادر أمنية سعودية ويمنية، وقد قُتل بعضهم في الضربات الأمريكية والبريطانية الأخيرة.
وأشار الرئيس جو بايدن إلى أن الولايات المتحدة ستواصل ضرب الحوثيين طالما لزم الأمر لإنهاء قبضتهم على الشحن في البحر الأحمر. لن يكون من السهل تحقيق ذلك دون استفزاز المجموعة لاتخاذ إجراءات أكثر عدوانية - بما في ذلك مهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما فعلت قبل الهدنة - أو المخاطرة بمواجهة مباشرة مع إيران.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، في مؤتمر ميونيخ الأمني، إن على الولايات المتحدة واجب الدفاع عن حرية الملاحة في البحر الأحمر، لكن لا ينبغي لها الدخول في صراع أوسع مع الحوثيين وإيران.
وأضاف: "من الواضح أن للولايات المتحدة مصالح مهمة في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يعني أن كل مشكلة في الشرق الأوسط هي مشكلة أمريكية".
المصدر: بلومبيرج - ترجمة: يمن شباب نت