عذبوه حتى أوشك على الموت.. "يوسف البواب" أكاديمي يشكو تعرضه للتعذيب في سجون الميليشيا على يد المدعو "يحيى سريع"

طالب الأكاديمي اليمني الدكتور "يوسف البواب" بالتحقيق مع المدعو"يحيى سريع" القيادي في ميليشيا الحوثي بسبب الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها بحقه وحق زملائه المعتقلين خلال ما يزيد عن (1750) يوماً من التعذيب الوحشي في سجون مليشيا الحوثي.

التحقيق مع القيادي في الميليشيا ليس مطلباً جديداً للدكتور البواب فقد دعا أكثر من مرة في جلسات المحاكم الحوثية بصنعاء الى التحقيق مع "سريع" وكأنه الرجل الوحيد الذي عرف اسمه وصفته في إحدى ليالي أيامه السوداء، ومارس في حقه صنوفاً من الضرب والتعذيب النفسي والجسدي لأيام، وأسابيع، وأشهر.

من بين المئات الذين عذبوه في زنازين صنعاء اختار الدكتور "البواب" التحقيق ومحاكمة "سريع".

في إحدى محاكمات المعتقلين العبثية والهزلية كشف الأكاديمي "البواب" أنه تعرض وزملاؤه من المعتقلين للتجريد من الملابس، والضرب بالحديد والتعليق في سقف الزنازين لمدة تصل إلى خمسة أيام.

البواب قال في منتصف يوليو 2017 إن الميليشيا انتزعت أظافره، وأجبرتهم على شرب مياه المجاري، ومنعتهم من الدخول إلى دورات المياه، وأجبرتهم على قضاء الحاجة داخل عنابر السجون، لإجبارهم على الإعتراف بالتهم التي عمدت سلطة الميليشيا إلى توجيهها لمن يعارضها.

وأشار إلى أن الحوثيين منعوا عنهم الأكل الذي يأتي عبر أقاربهم، ومنعوا عنهم حتى الأدوية الخاصة بهم وقال "من طلب منهم العلاج يردوا عليهم بالقول موتوا".

قبل يومين قال المحامي عبدالمجيد صبرة إن الشعبة الجزائية الاستئنافية المتخصصة (خاضعة لسيطرة الميليشيا) "عقدت جلستها في القضية المعروفة بقضية ال36 نصر السلامي وآخرين وحيث كان هناك عدد من القرارات التي أصدرتها الشعبة في الجلسات الماضية إلا أنه لم ينفذ منها شيء فقد أشتكى المعتقلون في هذه القضية أمام الشعبة في جلستها المنعقدة في 22/3/2021م من عدد من الأمراض التي يعانون منها".

وحسب صبرة فإن المعتقلين "طلبوا معالجتهم والسماح لهم بدخول الكتب والمناهج الدراسية والأقلام وطلب البعض منهم التوجيه لمقر عملهم لصرف مرتباتهم بالإضافة إلى طلب البعض الآخر التخاطب مع الجامعات التي كانوا يدرسون فيها لوقف القيد".

وأضاف "أما الدكتور يوسف البواب فقد تمسك في هذه الجلسة بطلبه بالتحقيق مع المدعو يحيى سريع نتيجة لما تعرض له من الضرب والتعذيب من قبله".

وأشار إلى أن "الشعبة أكدت على ضرورة تنفيذ قراراتها تلك لكنها لم تشر لطلب الدكتور البواب".

يتلقى البواب وهو أستاذ "علم اللسانيات" في جامعة صنعاء، والمؤلف لـ 11 كتابا، ومشرف على 30 بحثا علميا، صنوف التعذيب في سجون ميليشيا الحوثي منذ اختطافه في 20 أكتوبر 2016، بعد عودته من صلاة العشاء في جامع الدرة بمنطقة سواد حنش وسط صنعاء.

"البواب" كان يتصدر الحديث للمحكمة نيابة عن بقية المعتقلين، ويتعرض للعقاب بشكل مستمر، ولم يتمكن أهله من زيارته لفترات طويلة.

ويواجه الأكاديمي اليمني أحكام الإعدام إلى جانب العشرات من المعتقلين في سجون الميليشيا في القضية المعروفة بقضية ال36، التي استنكرتها المنظمات المحلية والدولية والإقليمية.